رانيا صلاح تؤسس ”جيبرا” للحفاظ على الهوية والحرف المصرية
الأكثر مشاهدة
اسم واحد يجمع الطبيعة والثقافة والهوية "جيبرا GebRaa"، في نصفه الأول "جيب Geb" رمز الأرض عند المصريين القدماء، أما الثاني "رع Raa" رمز الشمس، وتم تصميم شعار الاسم على هيئة عين حورس، الذي يرمز إلى الهواء، وبلون النيل الأرزق، ليضم العناصر الأربعة للطبيعة، بخلفية الخيامية المصرية والنقوش الهندسية القبطية والإسلامية وزهرة اللوتس.
لم يأتِ اختيار الاسم رغبة في توصيف مشروع جديد، ولكنه خلاصة قناعات تعبر عن رانيا صلاح صديق، مؤسسة مشروع "جيبرا"، التي تؤمن أننا نعاني من أزمة تحديد هويتنا كمصريين، وترى في الإيمان بالثقافة الحقيقية التي حملتها مصر عبر قرون طويلة أمل في تحقيق تنمية حقيقية اجتماعيا واقتصاديا.
بدأت رانيا العمل على "جيبرا" منذ عام 2007، واهتمت أن تطوف مصر طولها وعرضها بحثا عن أصحاب الحرف التقليدية المهددة بالاندثار، "الحرف اليدوية بتعزز قيم الكرامة والفخر بالثقافة، والاهتمام بالإنتاج" مستنكرة اتجاه المجتمع والثقافة المصرية إلى السلوك الاستهلاكي، ونتجت الفكرة من اهتمامها بالتنمية المجتمعية.
تخرجت من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، ونالت الماجيستير في السياسات الثقافية من جامعة وسط أوروبا، ولكنها انسغلت بتطوير المجتمع وتنميته عبر التطوع في عدد من المنظمات والهيئات غير الحكومية، وعرفت أن خلق فرصة عمل أفضل يجب أن يأتي أولا.
من وجهة نظر رانيا، رغم ما تواجهه الصناعات والحرف اليدوية في مصر، إلا أنها تستحق المجهود الذي بذلته، فالحرف صناعة تتميز بأنها منتج ثقافي يعبر عن البيئة والمجتمع الذي تأتي منه، كما لديها ميزة تنافسية كونها صديقة للبيئة وتخدم فئة كبيرة من السيدات والرجال في قرى مصر.
يعتمد المشروع على خامات الزجاج والنسيج اليدوي والفخار وجريد النخل، لإنتاج الملابس وأدوات المنزل والأثاث والديكور، كما يعمل على إحياء بعض الحرف التي تواجه الاندثار مثل "حرفة التطعيم"، وأسست رانيا مؤسسة كرامة لتنمية المجتمع، ويذهب جزء كبير من ربح "جيبرا" إلى المؤسسة.
منذ 2007، وحتى الآن تعمل رانيا على تطوير مشروعها، والتواصل مع حرفيين في ربوع مصر، كما سعت إلى استغلال شبكة علاقاتها خارج مصر، والوصول إلى مصدرين، وتمكنت أن تخلق فرص عمل لأكثر من 800 شخص، وحصلت على جائزة من برنامج الأمم المتحدة للبيئة والاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة عام 2011، لاعتمادها على استخدام خشب جريد النخل في إنتاج منتجات خشبية مطعمة بالصدف، كما نالت جائزة عام 2013 من البنك الدولي.
استطاعت في 2014 أن تفتتح مقر لمشروعها، وتعمل على جذب الحرفيين من خلال ارتفاع قيمة ما يقدمونه اقتصاديا، ورفع الأجور التي يتلقونها، إلى جانب تقديرهم وتمكينهم اجتماعيا، عبر إبراز أهمية ما يقومون بإنتاجه، وتعتبر رانيا "التوكتوك أكبر تهديد للحرف والصناعات اليدوية" نظرا لمقابله المادي الأكبر والأسرع دون الحاجة إلى مجهود.
"المعاملة مع الحرفيين والمهندسين بهدلة.. مفيش احترام أو جدية" يعتبر هذا أحد الصعاب التي اضطرت رانيا ان تتعامل معها، فكثيرا ما واجهت "احتقار" أو عدم جدية في التعامل معها طوال مراحل المشروع نظرا لأنها "سيدة"، ولكنها اتبعت حلمها وتغاضت عن ما يزعجها.
تنصح رانيا الساعيات وراء أحلامهن، والراغبات في إقامة مشروعات متميزة بعدم الاستسلام "تبقي عارفة أن مشروعك هيحتاج سنين عشان يكون منتج"، كما تعتبر أن المثابرة والإيمان بما تقدمه أساس استمرار أي مشروع.
الكاتب
هدير حسن
الخميس ٢٠ يوليو ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا