”فوودزون” و”تيارا” شغفا ”مي” بالموضة والطب
الأكثر مشاهدة
"لو من سنتين حد قالي أني هعمل كل الحاجات ديه، مكنتش هصدقه" لم تكن تعلم حينها أنها قادرة على تحقيق أحلامها، إلى جانب الوظيفة التي تقتطع من وقتها أكثر من ثماني ساعات يوميا، ولكن ما يدفعها هو القيام بما تحب، فاستطاعت خلال عام واحد أن تجسد شغفها بالموضة والطب البيطري من خلال "فوودزون" و"تيارا".
عمرها الآن 25 عاما، ولكنها استطاعت أن تعمل داخل واحدة من أكبر شركات الأغذية، بعد أن تمكنت من دخول المجال الذي يحتكره الرجال، ويفضل أصحاب الشركات فيه الابتعاد عن توظيف الإناث، رغم أن البداية داخل كلية الطب البيطري بجامعة بنها لم تكن توحي بذلك.
درست مي تاج الدين الطب البيطري، بعد فقدان الأمل في دراسة الطب البشري بسبب المجموع، والوصول لمرحلة اليأس من إقناع والدها بالدخول إلى كلية الفنون التطبيقية لتدرس الموضة وتصميم الأزياء "بابا عنده يا طب يا بلاش"، فاضطرت أن ترضخ لرغبة الأب، رغم عدم الاهتمام بخريجي الطب البيطري في مصر، كما تعتقد مي.
"حبيت الكلية بعد ما خلصتها" درست مي مراقبة الأغذية، وأدركت الإهمال الذي نتعامل به مع سلامة الغذاء في مصر، وتعجبت من إغفال القانون أهمية السلامة الغذائية، ولذلك حرصت أن يكون مشروع تخرجها يستهدف التوعية من خلال الإعلام والمؤسسات المعنية بالحكومة والمجتمع المدني، وموجها إلى ربات المنازل والأمهات، مستندة إلى أن 20% من حالات التسمم بسبب الطعام تحدث داخل المنزل، كما أعلنت منظمة الغذاء والدواء في الولايات المتحدة FDA.
كانت مي كلما تعلمت أمرا جديدا في مجال الغذاء، وعرفت الطريقة العشوائية التي نتعامل بها مع الأمر تقرر أن تهجر الطعام "في الدراسة عرفت حاجات خلتني أبطل أنواع كتيرة من الأكل زي الناجتس واللحوم المصنعة، غير أنه الثلاجة نفسها ليها ترتيب معين بيحافظ على الأكل"، استطاعت مي أن تجتهد في مجال مراقبة وسلامة الغذاء، وخاضت خلال فترة دراستها بالجامعة عدد من التدريبات، التي أهلتها أن تعمل بواحدة من أهم شركات مراقبة جودة وسلامة الغذاء في مصر.
في مجال يصعب على البنات الحصول على فرصة عمل به، قال لها أحد مسئولي التوظيف "إحنا مش بنشغل بنات، لكن أن كنت عاوزة أعرف لحقتي تتعلمي الحاجات دي إمتى"، والتحقت بالشركة، ومنذ ثلاث سنوات وهي تعمل متخصصة في جودة ومراقبة الأغذية "بعمل تفتيش على المطاعم والفنادق"، ففور دخولها إلى الجهة التي تقوم بالتفتيش عليها، يعتقد المسئولون أن المر هين كونها "بنت"، ولكن جديتها وإلتزامها، ودقتها في الإشراف والمراقبة يجعلهم يتهيئون لها ويستعدون لزيارتها.
"كنت براقب الغذاء عشان الأجانب ميحصلهمش حاجة، ومجدش بيهتم بينا كمصريين" لذلك قررت مي أن تستغل المعلومات التي تعرفها عن الأغذية والطريقة السليمة لتناول طعام صحي، عبر فيديوهات تنصح بها مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، ففكرت في "فوودزون"، الصفحة على "فيسبوك" التي تقدم من خلالها محتوى ينصح المتابعين بالتعامل الأمثل مع الطعام، والبداية كانت بفيديو عن اختيار ذبيحة عيد الضحى والقدرة على تمييز اللحم الفاسد.
حاز الفيديو الأول أكثر من 20 ألف مشاهدة، رغم أن المشروع الذي لا تهدف من ورائه إلا التوعية، لم يمر عليه أكثر من شهر واحد، وتنوي الاستمرار على إنتاج الفيديوهات الخدمية للمتابعين.
ورغم اهتمامها بدراستها، كان شغفها طوال الفترة الماضية بالموضة وتصميم الأزياء "من وأنا صغيرة وفي فترة المراهقة، كنت بجيب القماش القديم وأجدده وأصمم ملابس ماما بطريقة تناسبني"، ولم تتخل عن رغبتها في أن تكون مصممة أزياء رغم إصرار والدها على دراستها للطب، وقررت أن تبدأ في دراسة التفصيل بأكاديميات خاصة لمدة ثلاثة شهور.
قامت بتنفيذ مجموعة من التصميمات ونشرتها على حسابها على إنستجرام، فوجدت ردود فعل إيجابية تطلب منها شراء هذه التصميمات، وقررت حينها أن تنشئ "Tiara"، التي تعتي تاج الورد، معتبرة أن الحجاب هو التاج، وهدفت من خلالها أن تصمم ملابس مريحة وتناسب المحجبات وسعرها معتدل بخامة جيدة، خاصة "أن معظم محلات اللبس بتبيع لبس مش مناسب للمحجبات".
استطاعت خلال عام من بداية مشروعها أنيكون لها علامة تجارية، وتصمم مجموعة من التشكيلات التي وصلت إلى سبعة لاقوا إعجاب المتابعين، فاهتمت بالعبايات الخليجية، و"الكارديجان"، معتمدة في أغلب ما تقدمه على رؤيتها "التصميم بيكون في دماغي وبنفذه علطول، وساعات بعمل تصميم يناسب نوعية قماش معين عجبني".
رغم تعدد المشروعات التي تقوم بها مي الآن، إلا أنها تؤمن بأن أي مشوار في بدايته يتسم بالصعوبة، "اللي عنده حاجة بيعرف يخلق لها الوقت"، ورغم عدم معرفتها بطرق إدارة المشروعات الصغيرة، "كنت بستخدم الأدوات المتاحة ليا"، ولكنها تنوي تطوير مهاراتها في التسويق الإليكتروني وإدارة الأعمال.
الكاتب
هدير حسن
الأحد ٠١ أكتوبر ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا