”فريزيانا”..خروج حلم الفتيات إلى نور الواقع

تركت المسار التقليدي، فعزفت عن الاختيار الآمن بالعمل كمعيدة في كلية الهندسة، وصارت خلف إيمانها بفكرتها الوليدة التي تدعو إلى تحرر المرأة من جمودها، لتحقيق ذلك تركت مكان مولدها ونشأتها وذهبت إلى قسوة الاغتراب، لتحقيق حلم الفتيات وخروج أفكارهن إلى النور.

"هدير شلبي" فتاة مصرية قررت أن تفكر خارج الصندوق هي وصديقتها التي تحمل نفس اسم والدها "هبة شلبي" منذ العام النهائي في عامهن الجامعي بكلية الهندسة جامعة المنوفية، ونتيجة الملاحظة وجدن مصير العديد من المنتجات اليدوية والمهارات المتفردة في كليتي الفنون الجميلة والتطبيقية الأهمال "لقيت شغل كتير مرمي على الأرض".

تجولت الفتاة خريجة الهندسة داخل الكليات ذات الطابع الفني لفحص المنتجات والتأكد من جودتها، فتوصلت إلى كم كبير من الطاقات المهدرة، إلى جانب ذلك كان يشغل بالها السيدات القاطنات في الأرياف المترامية في مختلف محافظات الجمهورية، ومنتجاتهم ، التي لا تخرج إلى النور " الناس اللي من الصعيد مبيعرفوش يدخلوا على الموقع ولا يسوقوا وكمان بيهدروا الماتريل"، ومن هنا أتت لها فكرة مشروع "فريزيانا"، التي تقوم على الربط بين المصممات من كليات فنون جميلة وتطبيقية وربات المنازل وأصحاب المشاريع الصغيرة عن طريق الوسيط الإلكتروني.  

في البداية دشنت هدير "جروب" على الفيسبوك في 2016 بهدف بيع تلك المنتجات، ووصل في وقت قليل إلى 10 ألاف مشترك، ونتيجة الأقبال الشديد على المنتجات فكرت هي وصديقتها "هبة شلبي" في إنشاء موقع إلكتروني يسوق تلك المنتجات، وبالفعل تم إطلاق موقع "freeziana" في فبراير 2017 .

"نؤمن بأن أصحاب الحرف اليدوية هم أحد صانعي الحفاظ علي التاريخ المصري والحضارة المصرية" من هذا المنطلق تمثل الهدف الرئيسي للموقع لنشر تلك الحرف وبيعها، إلى جانب تمكين أصحاب هذه الحرف اليدوية خاصة السيدات للوصول إلى المستهلك المناسب عن طريق عرض منتجاتهم وتسويقها وتغليفها.

فيما يتعلق بفريق العمل قالت "هدير" إن الفريق يتكون من 9 فتيات وولد وحيد يدعى "أمجد مصطفى" "إحنا حبين التيم كله يبقى بنات وليهم قصة"، وتتنوع مهام فريق العمل بين التسويق، والتغليف، والتدريب، وتتعدد منتجات الموقع بين منتجات الجلود الطبيعية، والهدايا والأكسسورات والملابس، ويمر المنتج بمجموعة مراحل -حسبما شرحت هدير- فتتمثل المرحلة الأولى في الوصول إلى الفتيات من كليات الفنون، تزامنًا مع ذلك يتم التواصل مع ربات البيوت من محافظات مصر المختلفة، ومن ثم  يتم التعرف على احتياجات السوق ثم تبدأ مرحلة تنفيذ تلك المنتجات عن طريق التشبيك بين كافة عناصر العمل.

يعقب ذلك مرحلة التسويق، فنوهت هدير أن الصفحة الرسمية للموقع على الفيس بوك دورًا كبيرًا في مرحلة التسويق والبيع، فوصلت عدد المشتركين في الصفحة إلى 22 ألف، وتحظى بنسبة تفاعل عليا من قبل الزوار، فلفتت مؤسسة الموقع إلى التقييمات الإيجابية التي تستقبلها على المنتجات "إحنا مش ملاحقين والطلب أكتر من العرض بكتير".

"إحنا عايزين نحرر المرأة من تجمدها "أجابت الفتاة العشرينية بهذه الكلمة عن سؤالها المتعلق باسم الموقع "فريزيانا"، أي حث ربات المنازل إلى العمل من أجل الوصول إلى هدف التمكين الاقتصادي، مستشهدة بالدكتورة "أمنية -28" التي تركت عالم الصيدلة وذهبت خلف شغفها بفن الكروشيه، حتى تمكنت من أنتاج قطع متميزة تعتمد على الخيوط المستوردة من الخارج.

لم يأخذ المشروع الطابع المصري فقط بل امتد ليشمل السيدات من جنسيات مختلفة، فبينت هدير أنه تم التشبيك مع منظمة اليونيسف للوصول إلى اللاجئات صاحبات الجنسيات المختلفة داخل مصر "إحنا بنمكن المرأة عموما أيًا كان جنسيتها".

توسيع الموقع من حيث تنوع المنتجات، وجذب مزيد من أصحاب المشروعات الصغيرة، بنبرات تفائل يصحبها نظرة مستقبلية تحدثت الفتاة العشرينية عن حلم المشروع التي تسعى إلى تحقيقه، وإلى جانب ذلك تسعى إلى التشبيك مع جهات أخرى ذات الطابع الدولي والأقليمي.