”مشروع مطعم”.. أكل ”كاتي” البيتي بروح خفيفة ومكان بسيط
الأكثر مشاهدة
"كنت مسئولة قدام نفسي، ومعجبة ومبهورة جدا بنفسي.. عرفت أنجح في وقت الكل كان بيكسر مقاديفي وبيخبط فيا" رغم أنها لا تملك خبرة إدارة المشروعات وتحقيق الربح والتعامل مع الخسارة، استطاعت كاترين رأفت أن تصمد وتنجح في عمل لم تكن تتقنه أو تعرف أبسط قواعده منذ ثلاث سنين مضت.
بعد العمل كمرشدة سياحية لأكثر من عشر سنوات، قررت كاترين، التي يلقبها المقربون بـ "كاتي"، أن تفكر في بدء مشروع جديد لا يحتاج إلى ميزانية كبيرة ولا يتأثر بالمشكلات الاقتصادية، كما تأثرت السياحة وقل نشاطها، فعاد ذلك بصورة سلبية على كاتي وزملائها العاملين في مجال الإرشاد السياحي، فكان الطعام هو الحل.
"مشروع مطعم" فكرة بدأت بستة أشخاص لم يتبق منهم ف النهاية سوى كاتي، ورغم حماس زملائها في البداية جاءت ردود أفعال الأخرين هدامة "في واحدة سابت المشروع لأنه جوزها قالها يعني إيه تقفي تطبخي للناس، ده غير أصحابي اللي قالوا إزاي تعملي كده؟ واللي قالوا لي أنتي اصلا أكلك وحش ومش بتعرفي تطبخي" لكن كاتي لم تعهد أن تهتم بآراء الأخرين حول ما تقوم به.
بسبب ظروف انشغالها بالعمل، لم تكن كاتي تتقن إعداد الطعام، فبدأت في التعلم على مدار ثلاثة أشهر من والدتها وبرامج اليوتيوب وقنوات الطهي، وأعدت الأكلات التي تناسب الفئة التي تستهدفها، فالمطعم في وسط البلد، حيث يسكن كثير من الشباب المستقل عن أهله، أو المغترب والقادم من محافظات أخرى ويحتاج إلى طعام "بيتي".
في 2015 بداية المشروع، كان يشاركها واحد من أصدقائها، فاتفقا على العمل عن طريق توصيل الطعام إلى المنزل "لقينا الناس عاوزة تيجي المكان، وقدرنا نعمل شعبية"، لذلك قررا أن يستأجرا مكانا آخر، وعملوا على تجهيزيه بأنفسهم على مدار 7 أشهر.
يعتمد ديكور المطعم على المواد والخامات المعاد تدويرها مرة أخرى "حاولنا المكان يكون شكله مختلف.. الترابيزات (الموائد) مصنوعة من كاوتش العربيات والكراسي من خشب معاد تدويره، إحنا اللي صممناه ودهنناه بنفسنا"، وكان افتتاحه في شهر رمضان 2016، حينها لم تصدق كاتي إقبال الناس ورغبتهم في الحجز وتذوق الوجبات التي تعدها هي وحدها.
"اللي بيدوق الأكل بيفتكر أني محترفة من 10 سنين مثلا" فرغم حداثة عهدها بالمطبخ تمكنت كاتي أن تمتلك المهارات التي تجعل طعامها مميز ومحبب، وتعمل من خلال فعاليات مختلفة أن تجذب رواد جدد إلى مطعمها، الذي رغم صغر مساحته، واعتماده على مطبخ واحد مكشوف للجالسين، ولا يسمح سوى بتواجد ثلاثة أشخاص به، وثلاث مساحات أخرى بسيطة تستقبل ضيوف المطعم، استطاع أن يكسب شعبية، جعلت رواده يشعرون وكأنه منزلهم.
"الحالة دي لطيفة.. الناس حاسين المكان بيتهم، وفي منهم ممكن يغسل الأطباق بنفسه" فكاتي تواجه صعوبة في إيجاد عمال، ولذلك هي العامل الوحيد في المطعم، بدءا من إعداد الطعام وحتى التنظيف، وأثر ذلك على صحتها بصورة أدت إلى فقدانها 7 كيلوجرامات من وزنها في شهور قليلة، وفكرت في إغلاق المطعم، خاصة، مع انسحاب الشريك الوحيد، وانهالت عليها المطالبات بالتخلي عن مشروعها "كتير قالوا لي كان غلط أنك تفتحي المطعم.. لكن أنتم متعبتوش في حاجة عشان تقولوا كده".
أصبح "مشروع مطعم" جزء من شخصية كاتي، ويدعمها إعجاب الناس بفكرته وتأثرهم به في قرارها بالاستمرار وعدم التخلي عنه، "المكان روحه خفيفة، والناس بتحس بالحميمية فيه.. كتير ممكن يقعدوا بس من غير ما يطلبوا حاجة"، كما يساندها أهلها، وقام شقيقها بمشاركتها حتى لا يتوقف المطعم عن العمل، كما تشاركها والدتها في إعداد الطعام خلال الفعاليات التي ينظمها المطعم.
تقوم كاتي بإعداد أيام للطعام المغربي أو الإيراني أو الهندي "بختار أشهر الأكلات اللي تتناسب مع ذوقنا" وتقوم بعرض فيلم خلال هذه الفعاليات عن البلد نفسها أو موسيقى تخصها، حتى لا يكون مشروعها مجرد مطعم، فتستضيف الفرق الموسيقية، من أجل إضافة نكهة خاصة لمطعمها.
تتمنى أن يستمر "مشروع مطعم" حتى إذا قررت السفر "عاوزة المكان يفضل موجود، حتى لو قررت أمشي في أي وقت"، فعملها في السياحة جعلها تعشق السفر وخاصة إلى الهند ولبنان وتركيا واليابان، وترى أن مشروعها يمكن أن يتكرر في أي بلد آخر.
"أنا معجبة وفخورة بنفسي، لأني قدرت أعمل مطعم وأديره في ظل ظروف مصر ويستمر رغم أني مش بعرف أخطط" لذلك أصبح لدى كاتي، التي تسعد بسنواتها الـ 34، الإيمان والثقة بقدرتها على إدارة أي مشروع وتعلم أي جديد، متمنية أن يكون لمطعمها فروع في كل محافظات مصر.
الكاتب
هدير حسن
الثلاثاء ١٤ نوفمبر ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا