10 أشياء تعلمها لك استقالتك من العمل
الأكثر مشاهدة

كان سبتمبر 2013 فارقا في حياتها، فبعد سنوات طويلة، وساعات أطول بكثير قضتها آنا لوندبرج في مكتبها، قررت فجأة أن تترك عملها لمدة ثلاثة أشهر طافت خلالها في بلاد أمريكا الجنوبية، وتعرفت إلى أناس جدد في بيوت الشباب واستمعت إليهم، وقرأت كثيرا، وفي منتصف رحلتها اتخذت القرار الأهم، حين اتصلت بشركتها، وأبلغتهم باستقالتها نهائيا عن العمل.
ما فعلته يبدو محض جنون بالنسبة للبعض، ولكنه كان القرار الذي غير حياتها، ولم تندم عليه قط، وكان لها أسبابها التي لخصتها في عشر نقاط.
- الجانب الآخر من العالم ليس مخيفا، كما كانت تعتقد، دوما يتوقف الأشخاص عن الحلم بالخروج من مساحتهم الآمنة، حيث الوظيفة المستقرة والمرتب الجيد، بسبب الخوف، ولكن آنا تأكدت أن هذا الخوف وهمي، خاصة، بعدما قابلت أناسا استطاعوا أن يبدأوا مشاريعهم الخاصة، ويبنون أحلامهم بالطريقة التي تسعدهم، واعتبرت الاستقرار أوهام تبخرها إمكانية التعرض لأي ظرف، مثل ضياع الوظيفة أو انهيار الشركة التي تعمل بها أو أي شي آخر.
- الثقة بالقرار الذي اتخذته، مهما كانت مغريات الحصول على وظيفة أخرى بمرتب أفضل، والخوف من حلول اليوم الذي لا تستطيع فيه النفقة على نفسها، ولكن آنا أدركت ما تريده، وتأكدت أنه قرارها الصحيح، الذي لن تتراجع عنه أو تندم عليه.
- أدركت آنا أن الحياة بها العديد من الخبرات والتجارب، بعيدا عن العمل الروتيني الذي تقابل فيه اشخاص لهم نفس الخلفية الأكاديمية والطموحات الوظيفية، في حين أظهر لها السفر جوانب أخرى مختلفة من البشر والحياة والطموحات والأفكار، فأصبحت رؤيتها أوسع، وأيقنت بوجود اختيارات أكثر واحتمالات أكبر.
- بسبب الاعتياد على دخل ثابت بعينه، يعتقد كثيرون أنهم لن يستطيعوا التكيف على وضع مادي أقل، ولكن الحقيقة أن آنا استطاعت أن تتكيف، وعرفت أن المسألة تكمن في شراء حاجيات غير مهمة، وتناول الطعام في مطاعم غالية، وتخلت عن رفاهيات لم تعد مهمة، ورغم ذلك تمكنت من الإدخار، الذي جعلها تحقق أهدافا أكبر وأفضل على المدى الطويل.
- ترك العمل لا يعني أن الفرص لن تأتيك، على العكس بعضها يأتي من حيث لا تدري، فالسفر وتكوين العلاقات يفتح أمامك الفرصة في مجالات مختلفة ومتنوعة، وتجربين معها مهن جديدة، الأهم أن تكوني منفتحة بصورة كافية، وقادرة على التكيف، كما فعلت آنا.
- التوقف عن البحث عن المثالية، فمن المستحيل أن تجدي كل ما تتمنينه، من العمل المناسب في الشركة المناسبة بالمرتب الذي تفضلينه بمواعيد عمل تناسبك، الحياة لا تسير بهذه الطريقة، فغالبا ما ستعملين بوظيفة لا ترغبين بها، فآنا عملت في مجال تسويق السلع الاستهلاكية، رغم أنها كانت تتمنى أن تعمل في الأمم المتحدة، ولكنها أدركت أن الأهم أن تعمل على تنمية نفسها، وتتقبل التكيفات والظروف وتحاول أن تخرج منها بافضل النتائج.
- الأمور تأخذ وقتها، ولا يوجد شئ يدوم إلى الأبد، الوظيفة والمرتب الثابت ليسا دائمين، كذلك العمل الخاص من الممكن أن يتعرض للفشل، أو يرغب صاحبه في تجربة شئ جديد، المهم إعطاء الأشياء وقتها، والسماح لنفسك بالتكيف على التغيير.
- المخاوف والتحديات التي تواجه أصحاب أي قرار، اختبرها آخرون من قبلهم، وهو ما يعني أنك لست وحدك، فهناك من مر بتجربة شبيهة ويمكنه أن يساعدك، لقاء الأشخاص والتحاور معهم يجعلك تدركين ذلك، وتتعاملين معه، وتكتسبين خبرة أكبر، وشعور بالرضا والراحة النفسية.
- لن يكون لديك كل الأجوبة، ولكن تكون كل خطواتك محددة ومعروف نتائجها مسبقا، الحياة مخاطرة ولا يوجد إجابة وحقيقة كاملة.
- اكتشفت آنا أن الحياة ليس لدبها نقطة نهاية، فيما عدا الموت، ورأت أن الاستمرار في البحث واكتشاف الذات والتعرف على أناس جدد وطرق أبوب جديدة، والترحال أمور لا تعني بالضرورة أن تكون نهايتها الوصول إلى نقطة استقرار، ولكنها تعاملت مع الحياة على أنها رحلة يقضيها كل شخص بالطريقة التي تريحه، والأهم أن يتشارك الجميع قصصهم.
مترجم
الكاتب
هدير حسن
الخميس ١٦ نوفمبر ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا