”مي” تصنع ميناء سلامها داخل جدران جاليري العم روسي
الأكثر مشاهدة
تصوير :هدير حسن
في إحدى الشوارع الجانبية في منطقة مصر الجديدة، التي تتميز بالتراث الحضاري، والطابع المنفرد، نجد مساحة من الفن والجمال أسفل إحدى البنايات، تجمع بين جدرانها أشغال يدوية تحمل طابعًا مميزًا، وتجلس في بقعة صغيرة فتاة عشرينية يحيط بها ألوان وفرشاة وخيوط، منكبة على العمل لا يشغل بالها العالم الخارجي، لإخراج حلمها إلى النور.
"مي العمروسي" فتاة تبلغ من العمر 24 عامًا، هوت طريق الفنون منذ المرحلة الابتدائية، فكانت ترافقها "كراسات الرسم" والألوان "أنا بحب أي حاجة ليها علاقة بالفن"، التحقت بكلية التجارة التي تبعد عن اهتمامتها، ورغم ذلك تحدت الواقع وحصنت حلمها بالعمل المستمر وتنمية هوايتها الفنية.
عرفت طريق الاستقلال منذ صغرها، فعملت منذ مراحل تعليمها الأولى، وتنوعت الأعمال التي التقحت بها بين مندوبة مبيعات حتى ووصلت إلى منصب مديرة فرع، كما عملت ببعض الأعمال الإدارية إلا أنها لم تجد نفسها يوم في تلك الأعمال "كان نفسي يبقى عندي مكان يربط الفنون ببعض"، ووضعت هذا الهدف نصب أعينها، حتى أتى عام 2017 ليخرج حلم "العم روسي" إلى النور.
"في البداية مكنش معايا فلوس أجهز المكان فاعتمدت على نفسي في تجهيزه من غير صنايعية"، هكذا بدأت "مي" من نقطة الصفر، فاستلمت المكان غير مجهز، وقامت بأعمال المحارة والنقاشة المميزة المصحوبة بالرسم على الحيطان حتى حولت المكان إلى لوحة فنية ناطقة واستمرت في ذلك لمدة أربعة أشهر، حتى تم تدشين الجاليري في أغسطس 2017
أول عمل قامت به مي منذ ثلاث سنوات، كان عبارة عن طبق مرسوم عليه "الحاجات الصعبة بالنسبالي الحاجات اللي مفهاش فن"؛ ولهذا السبب تفضل أن تقوم بعمل المنتجات بنفسها من إنتاج الفكره حتى خروجها إلى النور.
وعلى الرغم من افتتاح المكان منذ فترة بسيطة، إلا أن "العم روسي" بدأ في الانتشار بين الشخصيات التي تقدر الفن، واعتمدت صاحبة المكان بشكل رئيسي على وسائل التواصل الاجتماعي للتسويق للمكان من خلال صفحة العم روسي على الفيسبوك، إلى جانب إقامة الإفنتات التي تتم به وأول رواية تم مناقشتها داخل جدران المكان كانت رواية "أنا حرة".
تتحدث الفتاة العشرينية عن "العم روسي" بشغف المحب فليس مجرد اسم، بل فكرة تربط رواد المكان بالمنتجات المعروضة التي تحمل طابع خاص ورسائل متعددة، وتستخدم العم روسي ليحكى قصة كل منتج على حدة لتحقيق الارتباط الوجداني بالمنتج "العم روسي الأب الروحي بتاعي".
لم يكن طريقها مفروشًا بالورود بل واجهت العديد من التحديات من ضمنها المضايقات التي تعرضت لها كونها فتاة وحيدة وتتردد على مكان الجاليري بمفردها، مما جعلها عرضة لتعليقات من قبيل "أنتي بنت لوحدك بتعملي أيه كل دا" نظرأ لأنها كانت تعمل لمدة 15 ساعة متواصل لدرجة أنها تنام في مكانها.
وفيما يتعلق بسؤال صاحبة "العم روسي" عن أفضل حالة مناسبة للعمل بالنسبة إليها "لما بكون زعلانة بطلع أفضل شغل"، فتفرغ كل ما تحمله من طاقة وانفعالات داخلية إلى أعمال فنية متنوعة بين الرسم على المجات، وإنتاج الإكسسورات ذات الطابع الخاص.
تحاول مي ممارسة كافة هواياتها فمنذ عامين خرج كتابها الأول "نصوص نثرية من ثنايا روح بنت" إلى النور الذي يحتوي على 100 نص نثري يتحدث على الفلسفة الاجتماعية والدينية، ومن كتاباها المفضلين "إحسان عبدالقدوس" و "نجيب محفوظ".
اختتمت حديثها مع "احكي" بأمنية أن يصبح "العم روسي" ذائع الصيت ويحقق شهرة قائمة على نشر الفن والسلام والحرية، كما تمثل حلمها البعيد بأن يصبح للجاليري أكثر من فرع.
الكاتب
سمر حسن
الإثنين ٢٠ نوفمبر ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا