نجلاء الصيفي.. حولت هوايتها إلى ”براند” واحترفت تصميم الأزياء
الأكثر مشاهدة
بحثت عن التميز في ما تقدمه، وحاولت أن تصنع اختلافا في مجال ازداد الإقبال عليه مؤخرا، فاختارت أن يكون لاسمها وقع خاص، وأن يحمل علامة تجعلها مميزة، لذلك كانت التخصص والدراسة والاتجاه نحو الاحترافية طريقها في تأسيس تصميمات "نجلاء الصيفي" Nagla ElSify Designs البراند الذي يحمل اسمها، وتنوي أن تصل به إلى العالمية.
لم تتعجل نجلاء الصيفي في مشوارها، الذي بدأته منذ أكثر من عامين، ولكنها تمهلت في خطواتها ومنحت نفسها الفرصة لتعمل وتختبر قدرتها على النجاح، البداية كانت تشبه غيرها من بدايات الأخرين. بعد الانتهاء من دراسة إدارة الأعمال والتخرج عملت لثلاث سنوات بإحدى الشركات، ولكنها رفضت الروتين اليومي، وقررت أن تفتح مشروعها الخاص.
"الشغل عند حد ملوش مردود مادي ولا معنوي، ومش بيحقق أي إنجاز" قناعة جعلتها تترك الوظيفة المستقرة، وتبدأ في احتراف تصميم الأزياء، بعيدا عن استنزاف جهودها وطاقتها في عمل لا تفضله ولن يطور منها، فلجأت إلى هوايتها في متابعة الموضة وعالم الأزياء، وقدرتها على رسم وتفصيل الملابس لنفسها وأصدقائها.
رغم تمكنها من الهواية، قررت نجلاء أن تدرس تصميم الأزياء لدى خبراء ومتخصصين بالمجال، وبالتزامن معه افتتحت أولى تجاربها "فيونكة"، صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أرادت من خلالها أن تختبر قدرة المشروع على النجاح والاستمرار "كنت عاوزة أدرس نجاح المشروع، وإقبال الناس وإعجابها بالتصميمات"، واستمرت الصفحة لعام قدمت خلالها مجموعة من التشكيلات والتصميمات التي جذبت كثيرين، واستهدفت بها المحجبات من الطبقة المتوسطة، ولكنها احتاجت إلى التطوير وتحسين المستوى الذي تقدمه.
إدراة الأعمال أفادت الصيفي في بناء مشروعها الجديد، وتقييم فكرتها وقابليتها للاستمرار، ولكنها أرادت أن تصقل موهبة التصميم، فدرست "الباترون" و"الدرابية" والخياطة، والتناسق "الدراسة عملت فرق كبير في التصميم، وفهمت فكرة الكولكشن، واستخدام الخامات المناسبة في التصميم الصح"، فالتدريبات المتعلقة بمجال تصميم الأزياء جعلت الصيفي على دراية بفكرة إنتاج مجموعة ملابس مرتبطة بمناسبة بعينها، فأدركت ضرورة أن تستوحي المجموعة من فكرة بعينها مثل: الطبيعة أو الخطوط والألوان، وأن يكون للمجموعة طابع وروح واحدة تميزها وتجمعها، مع تقديم قطع مختلفة ما بين البنطلون والجيب والفستان، ومراعاة أدق تفاصيل كل قطعة "السوستة والرقبة وحتى الكولة".
الانتقال إلى الاحتراف لم يكن هينا، بدأت الصيفي تقيم ما تقدمه، وتتعلم من تجربتها وتعمل على تطويرها، فقررت أن تطلق علامة تجارية باسمها، وتأخذ المشروع إلى مستوى أعلى "قدمت أول كولكشن باسمي في صيف 2017، وإيدي على قلبي أنه مينجحش"، بعد ساعتين من نشر مجموعتها الأولى تحت اسم "Nagla ElSify Designs" انهالت عليها طلبات العملاء "كنت فرحانة أكيد، ومستغربة جدا"ن اتت التعليقات مرحبة بالجودة العالية والتناسق.
"الناس بدأت تشوف المشروع كبراند، وبدأت الميديا تتابع التصميمات"، مما شجعها على إطلاق مجموعة الخريف في أكتوبر مستوحية تصميماتها من الجبال ودرجات ألوان الأرض، "قرري اشتري اطلبي قيسي براحتك، ورجعيه لو مش عاجبك" سياسة جديدة وضعتها الصيفي لتشجع العملاء على الطلب من خلال الإنترنت "حاولنا نوجد طريقة عشان خوف الناس من الشراء أونلاين".
عمل 12 فرد تقوم به الصيفي وحدها "كتير بقول أنا زهقت وتعبت، ده شغل ناس كتير وأنا بعمله لوحدي" من اختيار التصميم ومتابعة مراحله الأولى، وشراء الأقمشة والتعامل مع "الصنايعية" لتنفيذه بالصورة التي تريدها، حتى التجهيز لجلسة التصوير وتحضير محتوى مواقع التواصل الاجتماعي، والرد على استفسارات العملاء ومتابعة وصول الطلبات إليهم ورضاهم عنها، عملية طويلة تصيب الصيفي، التي لم تتخط الخامسة والعشرين، بالمشقة، ولكن يمحو آثار التعب والإرهاق نظرة على تعليقات العملاء وإعجابهم بتصميماتها وإشادتهم بالخدمة التي يتلقونها.
اعتمدت الصيفي على جهودها، ولكنها تجد مساندة من أسرتها، ودعم زوجها لمشروعها قبل الزواج، ومفاجأته إياها بتصميم غرفة لـ "المانيكان والمكن" بالبيت الجديد الذي جمعهما بعد الزواج "هو مهندس مدني، لكن بيساعدني جدا ومهتم بهوايتي، وأني أحترف فيها، وبيشارك معايا في التحضير للتصميمات، وهو اللي صمم لوجو البراند"، دعم زوجها ومساندته تظهر حتى في الهدايا التي يقدمها لها "دايما يجيب لي هدايا متعلقة بالتصميم، ممكن يقدملي في تدريب كان نفسي فيه أو يجيب لي ألوان".
تصنع الصيفي اسمها بخطوات بطيئة وواثقة، تهتم بأن تكون لها علامتها التجارية، متأملة أن يصل إلى العالمية "مفيش حد بيبدأ كبير، بتعلم وبغلط، وبطور نفسي بالتدريبات دايما"، وتطلع على خطوط الموضة العالمية والعربية كل عام، وقبل أي تصميم تشبع نفسها بالرؤية البصرية لأعمال مصممي الأزياء، محاولة ألا تكرر ما تقدمه، وأن تميز اسمها في المجال.
الكاتب
هدير حسن
الثلاثاء ٠٥ ديسمبر ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا