”هن”..دار نشر تحفظ بين جدرانها الكتابة النسوية
الأكثر مشاهدة
تصوير : نورهان محسن
في إحدى الشوارع الجانبية المتفرعة من شارع القصر العيني، الذي تفوح من جانبيه رائحة التاريخ الممزوجة بالأبنية العريقة، تعلو لافتة جاذبة للانتباه بابًا قديمًا ترحب بزائري المكان بجملة "خطوة عزيزة"، وعلى الجانب الأيسر من الباب تظهر معالم المكان النسوية بمقولة الفيلسوف المتصوف "ابن عربي" "المكان إذا لم يؤنث لا يعول عليه".
هن باللغة العربية أو " Elles" باللغة الفرنسية، لم تكن مجرد ضمير متصل يدل على التأنيث في اللغة، بل أصبح اسم يساهم في نشر الأدب النسوي العربي، حيث خرجت الفكرة من رحم ذهن الباحث "رجائي موسى" المتخصص في علم الأنثروبولوجيا - دراسة مختلف جوانب البشر في المجتمعات الماضية والحاضر-، منذ عامين بإنشاء دار نشر متخصصة في الكتابة النسوية.
رواية "أن تقرأ لوليتا في طهران" كانت الدافع وراء فكرة دار نشر متخصصة في الأدب النسوي، فعندما قرأ الباحث سطر في الرواية متعلق بدار نشر فرنسية نسوية حركت لديه تنفيذ الفكرة في مصر"ليه ميكنش فيه تجربة دار نشر نسوية هنا"، لتخرج "هن" إلى النور في أغسطس أول دار نشر نسوية تضم بين جدرانها، كتابات أُنتجت من الدار إلى جانب أعمال لمؤسسي الحركة النسوية على مستوى العالم.
المكان عبارة عن رحلة بين موجات النسوية، فتعلو أرفف المكتبة صور لأعلام النسوية في الغرب "سيمون دي بوفورا"، بجانبها صورة الكاتبة الروائية المصرية والمدافعة عن حقوق المرأة "نوال السعداوي"، ولم تخلو من الصوت النسوي العربي فنجد في الواجهة صورة الكاتبة الجزائرية المتخصصة في الشأن النسائي "فاطمة المرنيسى"، وعلق "موسى" أن المكتبة ترحب بجميع الكتابات النسوية سواء كانت بقلم رجال أو نساء، ووصف نفسه بأنه شغوف بتيار ما بعد النسوية، الذي ذكر من رواده " لوسي إيريجاري" و "فيرجينا وولف" و "هيلين سيسو"..الخ.
"في استبعاد طول الوقت للنساء" علق مؤسس الدار بهذه الكلمات على وضع النساء في الإنتاج الأدبي والمجالات الأخرى، وبين أنهن مستبعدات من الإسهام الأدبي المسيطر عليه من قبل الذكور، بينما لفت إلى الإسهامات النسوية بشكل كبير بعد ثورة 25 يناير ذاكرًا أسماء عديدة منها "مروة أبو ضيف" و"أريج جمال" و "سارة عابدين" و "تقى المرسي"،"ورضا أحمد" و"ديمة محمود" وكثيرات وذكر من الجيل السابق الكاتبة رضوى عاشور،وسلوى بكر،..الخ وصاحبة رواية الباب المفتوح " لطيفة الزيات".
تزامنا مع الكتابات النسوية، تقدم "هن" حفلات توقيع للإنتاج الأدبي النسوي، وكانت أخر فاعليات المكان حفل توقيع "السيدة كليمونتين" للشاعرة التونسية "أمل خليف".
لم تعرف الدار العمل العشوائي بل تسير خلف خطة موضوعة من فريق عمل المكان المتكون من مؤسسها "رجائي موسى" وثلاثة أشخاص أخرين، وتعد الخطوة القادمة لهن إنتاج كتاب متخصص للطبخ يدمج بين المطبخ اليونانى واليهودي والمصري، ويحمل اسم مؤقت "حدوتة أكل"، ووصف "موسى" الكتاب بأنه يحمل بين صفحاته حس إنساني أكثر منه حس استهلاكي، فيركز على أنثروبولوجيا الطعام ويربط بين الأكل والثقافة والسلطة والنوع الاجتماعي، ويعكس النمط المعيشي.
وفي سياق متواصل للتركيز على الإنتاج النسوي، كشف الحاصل على الماجستير في الأنثروبولوجيا على أنه سوف يتم تدشين موقع متخصص في الكتابات النسوية، لافتا في معرض حديثه على أن التغيير يأتي من النساء، خاصة أنه وصف وضع المرأة في مصر بأنه "سيء" والأعلى تعرضًا للتحرش بأنواعه المختلفة.
تخرج "رجائي موسي" مؤسس دار لهن من كلية الأداب قسم علم النفس، حاصل على ماجستير في الأنثروبولوجيا، ويحضر الدكتوراه في نفس التخصص، له مجموعة قصصية صدرت عن عن الهيئة العامة للكتاب 1999 باسم "أقمار"، ورواية في 2014 باسم "نهايات سعيدة مشفوعة بسيرة الحارس الليلى للأوتيل"، وأخيرا مجموعة قصصية بعنوان"حجر الهاوية"عن دار نشر "هن" إلى جانب مقالات ودراسات متعلقة بالنساء.
الكاتب
سمر حسن
الأحد ١٠ ديسمبر ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا