”Green Heart” خطوة ”دينا” نحو الحلم
الأكثر مشاهدة
تجربة الاغتراب تحملُ بين طياتها بعضًا من القسوة، والقدرة على تحمل الصعاب بشكل فردي، فالضريبةِ لم تكن البعد عن الأهل فقط، بل القدرة على تيسير سبل المعيشة بشكل آمن، وعندما يتعلق الأمر بالفتيات، فيزداد العبأ، بينما هناك العديد منهن انتصرن على التحديات، واستمدن قوتهن من تجربة البعد، ومن تلك الفتيات "دينا خليل" التي تركت بلدتها منذ تسع سنوات لتبحث عن مرسى لأحلامها
تخرجت ابنة محافظة البحيرة من معهد الدلتا العالي للحاسبات بمحافظة الدقهلية، وعقب تخرجها جذبها سحر القاهرة، فقررت الانتقال إلى الحياة الصاخبة عام 2013، للحصول على عمل مناسب يشبع لديها الجانب المعنوي لإثبات الذات، والمادي لتحقيق الاستقرار.
انتقلت الفتاة التي تبلغ 27 عامل بين أكثر من وظيفة، فعملت فترة من الزمن في مهنة البحث عن المتاعب (الصحافة)، ثم جذبها إلى مجال التسويق، وتركت كل هذا، وذهبت وراء حبها الشديد للأطفال، فعملت مع سيدة ألمانية قررت أن تفتح مدرسة لتعليم الأطفال اللغة الإنجليزية والحياكة والرسم، بقرية "البحاروة" في محافظة الجيزة .
الرغبة في الحرية تسيطر عليها بشكل دائم، فعندما شعرت الفتاة بقيود العمل الخاص تركته، وفكرت في مشروع خاص بها، وبالفعل تحول الحلم إلى حقيقة بتدشينها مشروع "Green Heart"، المتخصص في عمل الهدايا بداية من الفكرة حتى التنفيذ.
فيما يتعلق باسم المشروع، بينت "دينا" أن الاسم يعود إلى خامات المنتج التي تعتمد عليها بشكل أساسي، وهي الخشب المستمد من الطبيعة، واللون الأخضر دلالة على الطبيعة، لم يغب عن فكرها ذكر الأطفال بشكل دائم وقالت ان "القلب الأخضر" نسبة إلى قلب الأطفال الذي لا يعرف الغضينة والكراهية.
يقدم المشروع مختلف أنواع الهدايا التي تتناسب مع المستهلك، بداية من الرسم على الخشب، وعمل البراويز بشكل مختلف، وإنتاج حقائب للفتيات مكونة من الجلد الطبيعى والخشب "بحب أربط بين الهدية وديكور البيت، عشان يستفيدوا بيها". رغم تدشين المشروع منذ ستة أشهر إلا أنه حقق للفتاة المكسب المادي والمعنوي.
تفكر "دينا" بشكل دائم في الخطوات القادمة لمشروعها، فتتمنى أن تحصل على مكان مخصص في المستشفيات لعرض منتجات تقدم للمرضى، ولتطوير مهارتها تتجول بين المواقع الإلكترونية العالمية المتخصصة في إعادة التدوير من أجل الحصول على أفكار جديدة.
بنبرات صوت منخفضة متقطعة، تحدثت عن صعوبة الاستقلال، فلم تسلم من ألسنة الجيران، الذين يضعوا الفتاة المستقلة في صورة نمطية سيئة، بينما تتعامل مع ذلك بسلاح التجاهل التام، مركزة على أهدافها.
تعرضت الفتاة العشرينية على مدار التسع سنوات من الاغتراب إلى العديد من النوبات النفسية السيئة، وظلت تبحث عن وسائل لمواجهة الحالة النفسية السيئة، فوجدت ملاذها الآمن في المشي "لما بكون متعصبة جدا الحاجة الوحيدة اللي بتهديني المشي"، فتعودت على المشي بمسافات طويلة منذ نعومة الأظافر، لذلك قامت بتدشين جروب "اتمشى وأتونس".
"الجروب عشان لو شخص حابب يتمشى وعايز حد يشير معاه في الطريق ويونسه ممكن يقول هنا"، لخصت هدف "الجروب" الذي دشنته الفتاة العشرينية منذ أيام، ليساعد الأفراد المنتمين للمنطقة الواحدة التعرف على بعضهم البعض، لممارسة رياضة المشي التي تحمي الإنسان من الحالات النفسية السيئة.
وصل عدد أفراد الجروب إلى 600 عضو من محافظات مصر المختلفة، بل وصل صيت الجروب إلى العالم الغربي فيوجد مشتركيم مقيمين بالولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا، لم يتوقف دور دينا على إدارته فقك، بل تون منشور بشكل يومي يعرف الأعضاء من خلاله درجة حرارة الجو، نظرًا لأن تدشينه تزامن مع فصل الشتاء.
لقي الجروب ترحيب كبير بين الأعضاء، وبدأ في تحقيق هدفه بفتح مساحة من التعارف بين زائريه.
الكاتب
سمر حسن
الخميس ١١ يناير ٢٠١٨
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا