”نساء العريش” يصدرن السلام للخارج بالمنتجات اليدوية
الأكثر مشاهدة
سيدات يعملن بجد، منتجات دوية عالية الجودة، يختلط الحزن والهمة على وجهوهن، يكافحن من أجل إعالة عائلتهن بعد فقدان الأزواج في العمليات الإرهابية المتتالية على سيناء.
جمعية الشابات المسلمات بالعريش، أنشأتها سهير جلبانة، أقدم برلمانية في شمال سيناء، عام 1978 لتساعد بها سيدات رفح ودير العبد.
اعتادت ثناء القصاص، المدير التنفيذي للجمعية، أن تسافر لابنتها، التي تقطن كاليفورنيا، وتفضل أن ترتدي في معظم سفرياتها منتجات من الجمعية، حيث إن كل من يراها يُبدي إعجابه بها بداية من فيينا إلى اليابان.
تقول ثناء حينما كانت في زيارة إلى ابنتها، كانت تنتظر القطار وترتدي شالاً مشغولا، استوقفتها إحدى السيدات وسألتها من أين اشتريت هذا الشال؟ فأجابتها أنها اشترته من شمال سيناء، حيث صنعته إحدى السيدات بيديها.
شمال سيناء التي يعتقد الغرب أنها أصبحت مقراً للإرهابيين، لم تكن تعلم السيدة الأمريكية أن نساءها قادرات على التحدي، وإحداهن تدعي خديجة قد صنعت هذا الشال، بعد أن اضطرت للعمل لتحصل على 75 جنيهاً تعيل بهم أسرتها الصغيرة بعد مقتل زوجها في حادث مسجد الروضة الأخير.
اعتمدت جمعية الشابات المسلمات، في البداية، كغيرها من المنظمات على التبرعات والتمويل من مؤسسات أخرى، فقامت بتدريب أسر مختلفة على الأعمال اليدوية، ثم أعطتهم أموالاً ليبدأوا بها مشروعهم، واستطاعت تأسيس شمال سيناء من جديد، فأنشأت حضانات ودار مغتربات وجيم للسيدات وعيادات للأطفال وعيادات أسنان، وقامت بتدريب الفتيات الصغيرات ليصل عدد الأسر المشتركة معهم 450 أسرة.
أما عن الخامات المستخدمة، فتؤكد "ثناء القصاص" أن الخامات التي تدخل في الأعمال اليدوية بسيطة للغاية ولكن الفتيات احترفن الأمر وأصبحن يخرجن أعمال مختلفة ولا توجد في أى مكان.
من قلب المعاناة، خرجت أعمال السيدات إلى العالمية، فوصلت للدنمارك ولليابان من خلال معارض مختلفة في السفارات.
تتمسك ثناء القصاص بالعيش في العريش وإدارة جمعية الشابات المسلمات، على الرغم من عملها لمدة أربع سنوات في الاتحاد الدولي، الذي سهل لها زيارات إلى معظم عواصم العالم.
وتقول ثناء إن الهدف الأساسي من الجمعية هو توعية المرأة السيناوية بأهميتها ومساعدتها على تحسين دخلها المادي وتؤكد أن الجمعية توفر فرص أخرى ومختلفة للسيدات غير المصنوعات اليدوية، كالزراعة وفتح محلات صغيرة والتسويق.
وأهم ما يميز المنتجات السيناوية أنها تراثية، تحكي بمفردها عن سيناء الخالدة، واستطعن إنتاج منتجات من البيئة كالسجاد وزينة رمضان والتحف والمفروشات اليدوية.
تشترك جمعية الشابات المسلمات في معرض "ديارنا" الذي تقيمه وزارة التضامن الاجتماعي والذي يعقد بشكل دوري في شهري نوفمبر وأبريل في معرض القاهرة الدولي للمؤتمرات، وخلال تواجدهن أصبحت منتجاتهن مقصد لمعظم الفنانين مثل يسرا ورجاء الجداوي، اللتان اكدتا أنها لن تكون المرة الأخيرة لشراء تلك المنتجات.
الكاتب
ايمان منير
الأربعاء ١٧ يناير ٢٠١٨
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا