”منى”.. سيناوية تواجه الإرهاب بتصميم الأزياء
الأكثر مشاهدة
يعز علينا دوما أن نترك المكان الذي نخطو فيه خطواتنا الأولى، الذي صنعنا فيه أول ذكرياتنا وأصدقها.
فعلى الرغم من الإرهاب الذي تواجهه العريش مؤخرا، تتمسك "منى أحمد" بالبقاء في مكان نشأتها الأولى وتحاول التعايش مع الأمر بل وتساعد الآخرين أيضا.
منى أحمد، 32 عام، تقطن شمال سيناء، برزت موهبتها في التفصيل منذ 16 عاماً، وبأدوات بسيطة استطاعت أن تجعل الأتيليه الخاص بها مقصداً لجميع سيدات العريش.
"استلفت 1500 جنيه عشان أجيب مكنة وقماش بسيط جدا، أول حاجة عملتها بندانة الشعر"، بدأت "مني "مشروعها من المنزل، حيث خصصت حجرة خاصة لتلقي طلبات الزبائن وعمل البروفات لمدة 7 أعوام.
بعد زواجها، استطاعت "منى" أن تشتري 3 ماكينات خياطة وتفتح أتيليه جديد، تعرض به الأزياء التي حاكتها، فتتسارع النساء على طلبها.
ولكن مع ظروف التهجير الحادثة حالياً في سيناء بسبب الحوادث الإرهابية المتتالية وخصوصا بعد تفجير مسجد الروضة، تضطر عائلات كثيرة إلى النزوح من شمال سيناء إلى محافظات أكثر أمناً، مما أدى إلى قلة الطلبات وبدأت في التلاشي، مما جعل منى تفكر في بديل آخر وهو بيع المنتجات السيناوية إلى مكاتب الملابس في القاهرة.
ولكن الأمر لم ينجح بسبب جشع التجار على حسب قولها، فهم يريدون أخذ الملابس بسعر زهيد جدا، في حين أن السعر الذي عرضوه لا يكفي سعر الخامات التي تشتريها هي.
تواجه "منى" مشاكل عدة في التسويق لمشروعها، فبسبب ظروف العريش يقطعون عليهم خدمات الإتصال والإنترنت أحيانا، فلا تستطيع حتى تسويق منتجاتها على الـ " social media ".
حاولت "منى" الانتقال إلى القاهرة ولكنها تري أن تلك الخطوة ستكلفها الكثير، لأنها ستضطر أن تبدأ مشروعها من البداية في بلدُ مختلف تماماً عن بلدها.
تعتبر "منى" والدها ووالدتها هم أكثر وسائل الدعم لها، ثم بعد ذلك زوجها الذي يشجعها دوما على استكمال مشروعها ويساعدها على تطوير نفسها.
على الرغم من كل تلك الظروف الصعبة، تحاول منى تصدير منتجاتها إلى الخارج ومحاولة التواصل مع مكاتب الملابس في القاهرة لشراء أزيائها.
الكاتب
ايمان منير
الأربعاء ٢٤ يناير ٢٠١٨
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا