مشغولات ”جاسمين” السيناوية تمنحها الأمل وتحلم بتصديرها للخارج
الأكثر مشاهدة
"أنا روحي في الحاجة دي" الخيوط والتفصيل والملابس التي تصنعها يديها ليسوا مجرد وسيلة لتحسين دخلها، ولكنهم أصبحوا جزءا منها، وداعم لشخصيتها وأسرتها، وغيرها من نساء سيناء، اللاتي أجبرتهن الظروف على استغلال تراثهن واستخدامه لجني الأموال.
رغم تفوقها ومثابرتها، لم تكمل جاسمين عباس، صاحبة الـ 28 عاما، دراستها بكلية الهندسة، فتزوجت ورُزقت بابنتها حبيبة، ذات الأربع سنوات، "انشغلت في البيت، والبنت كانت أولى"، ولكن منذ 3 سنوات في أثناء مرورها بضائقة خاصة، أرشدتها والدتها إلى مشغولات الملابس السيناوية.
بعد أن ظلت تتعلم "الشغل اليدوي" لمدة عام، أنتجت جاسمين الشال والكوفية و"التوب السيناوي"، والحجاب المطرز بالخيوط والأشكال السيناوية "ده تراثنا، الأمهات والجدات كانوا بيفصلوا لنفسهم الطرحة والعباية، لكن دلوقتي بقى مصدر دخل عائلات كتير"، فقررت أن تلجأ للجمعيات الأهلية والأسر المنتجة لتسويق منتجاتها.
"كل واحدة ماسكة جمعية وبتشتغل لحسابها، ومكسبنا بعد التكاليف بيبقى 5 ولا 10 جنيه" تعتبر جاسمين أن الجمعيات الأهلية تهدر حقها وغيرها من نساء سيناء العاملات في المشغولات اليدوية، "المكسب يدوب بيغطي المصاريف الشخصية"، فلا يعمل تسويق هذه الجمعيات، كما ترى جاسمين، على زيادة مكسبهن أو رأس المال الخاص بهن "هما بياخدوا الشغل مننا ومتوقعين مكسب قده مرتين".
خمسة آلاف جنيه رأس مال متواضع، قررت جاسمين أن تستخدمه في إنتاج المشغولات اليدوية وتقوم بتسويقها وبيعها بنفسها، حتى لا تشعر بالظلم أو قلة العائد القادم من التعامل مع الجمعيات، واجتمعت مع 7 نساء أخريات، واتفقن على أن ينتجن المشغولات ويحاولن بيعها وتسويقها عبر علاقاتهن الشخصية "عشان الربح يكون لينا ونساعد بعض، ونفتح سوق لبعض".
لدى جاسمين أفكار مختلفة لتطوير الملابس والشغل السيناوي، بعيدا عن الملابس التقليدية، خاصة، بعد أن أصبح يدخل في تصميم الملابس العصرية، خارج سيناء وبئر العبد، حيث تقطن، ولكن تظل الموارد المالية المحدودة تقف عائقا أمام رغبتها، فالتطوير يحتاج إلى خامات لها جودة أفضل، ومبلغ مالي أكبر.
الاشتراك في المعارض، وخاصة معرض ديارنا، الذي تنظمه وزارة التضامن الاجتماعي في القاهرة، يتطلب التبعية لجمعية أو مؤسسة، ولكنه لا يدعم المشروعات الفردية، "أي معرض هيحتاج مننا فلوس مش أقل من 450 جنيه في اليوم الواحد عشان إيجار المكان"، مما يجعل جاسمين وزميلاتها في المشروع يفكرن كثيرا قبل الاشتراك بأي واحد منهم "ممكن منبيعش، وقتها هيبقى الموضوع مكلف من غير عائد".
تتمنى جاسمين أن تتبنى المعارض الأشخاص الفرادى "كل جمعية بتقول أنها بتمثل نساء سيناء وزوجات الشهداء، وده مش صحيح"، فهي تعتبر الدعم الموجه لهذه الجمعيات لا يصل إلى أسر الشهداء أو نساء سيناء، متمنية أن يكبر المشروع، الذي لم يعد مجرد عمل لبعض سيدات سيناء، ولكنه أصبح مصدر رزق وحيد لكثير من الأسر، خاصة، بعد تردي الأوضاع الأمنية والاقتصادية لهذه المنطقة.
"نفسي نصدر للخارج، لأننا بنعمل شغل جميل ومرتب وفي البيت لكن محتاج تسويق أكتر" مشيدة بالتغيير الذي أحدثه المشروع بشخصيتها، فقدرتها على "كسب قوت يومها" واستقلالها المادي منحاها شخصية أقوى وكيان خاص، وحلم بأن تحقق لابنتها ما لم تحققه لنفسها "اللي أنا شوفته هي ما تشوفهاش، تكمل تعليمها وتكون دكتورة أو اللي تختاره لنفسها".
الكاتب
هدير حسن
الخميس ٢٥ يناير ٢٠١٨
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا