”ندى سمير”.. من الإسماعيلية إلى إيطاليا تؤسس ”Fayroza” وتصمم الأزياء
الأكثر مشاهدة
بعد أتمت الخامسة عشر من عمرها، وأنهت دراستها للمرحلة الإعدادية، كان الطريق أمام ندى سمير يشبه كثيرات غيرها، الدخول للثانوية العامة، والوقوع تحت ضغط "الدرجة والواحد في المية"، فدعمها والدها ليكون لها مستقبلا مختلفا.
بعد أن علم الأب بالمنحة الدراسية في إيطاليا، التي تقدمها مؤسسة مصر الخير، جمع أوراق ابنته وقررا معا أن تنتهج طريقا مغايرا، وبالاتفاق معا، التحقت ندى بالمنحة للدراسة في إيطاليا لمدة خمس سنوات، استطاعت خلالهم أن تتعرف على نفسها، وأن تبني شخصيتها وتثق بقدراتها.
بأعوامها التي لم تتجاوز الـ 15، حينها، انتقلت ندى إلى جنوب إيطاليا، وتحديدا في إقليم كالابريا، حيث درست في Anna Maria Barlacchi. لغتها الإنجليزية كانت جيدة، ولكن الإيطالية كانت لغز بالنسبة لها، ولم تتح لها فرصة تعلمها داخل مركز متخصص بسبب تأخرها في الالتحاق بالسنة الأولى للمدرسة، فقررت أن تعلم نفسها، فكانت تطلب من المدرسين بمدرستها الجديدة أن يخبروها بمعاني الكلمات والجمل، حتى أتقنت اللغة الإيطالية وتمكنت منها.
ظلت ندى حتى السنة الثالثة تتعلم المواد العامة من العلوم والرياضيات، متأملة أن تلتحق بقسم هندسة الميكاترونيات (ميكاترونكس)، ولكن بسبب اكتفاء القسم بعدد الطلاب، قادتها الظروف للالتحاق بقسم تصميم الأزياء "في الأول مكنتش بحب القسم، ومتضايقة منه كمان لأني مش بعرف أرسم أو أصمم، لكن مكنش قدامي غيره"، ليتأكد لها أن ما يختاره القدر، هو ما يناسبنا.
"لما بقيت أشوف الديزاين، اللي اتعلمت أرسمه وهو متنفذ بقيت أحب التصميم أكتر" بدأت ندى تتقن ما تدرسه، واستطاعت أن تنهي دراستها للسنة الرابعة والخامسة في عام واحد، وتعود بعدها إلى مصر، بعد سنوات قضتها في التعلم واكتساب الثقة في قدرتها على تحمل المسئولية، وامتلاك الشجاعة الكافية للتعامل مع أشخاص غريبين عن ثقافتها، تعلمت منهم الالتزام والجدية.
عملت في عدد من المصانع والورش في مصر "لكن محدش بيقدّر في مصر إنك مصممة، وبيتعاملوا معاكي على غنك موظفة"، فقررت أن تفتح مشروعا خاصا بها، فكان Fayroza لتصميم الأزياء بلمسة إيطالية وبطريقة تناسب المحجبات، اختار والدها اسمه "هو بيحب المطربة فيروز وكان عاوز يسميني على اسمها، فخلى المشروع باسمها"، علاقة ندى بوالدها تغلب عليها الصداقة أكثر من أي شئ آخر، تستشيره وتتناقش معه، ويهمها رأيه.
أصدرت ندى أولى تصميماتها في شتاء 2017، وجمعت فيها بين لوني الأحمر والأخضر، اللذين تشتهر بهما إيطاليا، وقدمت في مجموعة الأزياء ملابس تناسب المحجبات وأخرى للأطفال، معتمدة في التصميم والتفصيل على الطريقة افيطالية في قص "الباترون"، ولاقت تصميماتها إعجاب المتابعين "الناس حتى لو مش بتشتري بيعجبها التصميم"
تنفذ ندى التصميم، بداية من الرسم والقص وحتى التنفيذ والحياكة، بمفردها وأنتجت من تصميمات "الكوليكشن" وحده ما يقرب من 50 إلى 60 قطعة، بعد أن أسست لنفسها ورشة للتفصيل والتصميم، وأصبحت تصمم ملابسها بنفسها.
انهالت على ندى طلبات شراء التصميم، ورغم أنها تعيش في الإسماعيلية، أغلب الطلبات كانت من القاهرة، وتمكنت من كسب ثقة عملائها، ، بعد أن صممت عددا من فساتين السهرات والحفلات لبنات الإسماعيلية "والفستان اللي بصممه مش بكرره".
لم تتجاوز ندى الـ 21 عاما، ولكنها أصبحت قادرة على إقامة ورش لتعليم التفصيل والتصميم، مؤمنة بقدرتها على أن تصبح أشهر مصممة أزياء محليا وعالميا، وتشترك بتصميماتها في عروض الأزياء، على أن تتميز بالجودة والفكرة المميزة، مع القدرة مستقبلا على أن تطبع القماش الخاص بها.
تستعد ندى لتصميم مجموعة صيف 2018، مستوحية فكرتها من فترة السبعينيات في إيطاليا.
الكاتب
هدير حسن
الإثنين ٢٩ يناير ٢٠١٨
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا