”احكي” يحاور منال غزوان السعودية التي تدير ”مقهى ستاربكس”
الأكثر مشاهدة
شهد عام 2017 انتصارات عدة للمرأة السعودية، ووُصف بأنه العام التاريخي للسعوديات، لما تحقق لهن من مكاسب، فدخلت النساء الملاعب الرياضية في خطوة تعد الأولى من نوعها في تاريخ البلاد، كما أُسند إليها مناصب قيادية في مجالات عدة، ومن الأسماء التي اخترقت المجالات التي ظلت لفترة طويلة حكرا على الرجال هي منال غزوان، امرأة سعودية استطاعت أن تصل إلى منصب إدارة فرع "ستاربكس" في الرياض.
منال غزوان فتاة في العشرينيات من عمرها، حاصلة على شهادة ماجستير في إدارة سلامة الأغذية عام 2015 من كلية دبلن في آيرلندا، مما أهلها لتكون واحدة ضمن فريق عمل "ستاربكس" في 2016، وبنبرات صوت يسيطر عليها القوة، وضحت أنها لم تكن الوظيفة الأولى لها بل عملت في شركة "سنابل للسلام" المختلطة عقب تخرجها من جامعة الملك عبدالعزيز بجدة "كنت بشتغل مع الشباب"، ونتيجة لتفوقها في عملها وسعيها الدائم لتطوير نفسها تم ترقيتها من مساعدة مدير إلى مديرة الجودة في الشركة ذاتها.
وفي أثناء بحث الفتاة العشرينية عن فرص جديدة وجدت أن مقهى ستاربكس، الذي يمتلك 400 فرع في المملكة، بحاجة إلى مدير فرع في الرياض، فتقدمت للوظيفة ووقع الاختيار عليها بعد الاطلاع على شهاداتها ومهاراتها التي مكنتها من الالتحاق بجدارة إلى فريق عمل "ستاربكس" في عام 2016 كمديرة لفرع المقهى في الرياض، وعن مهامها تقول "أدير جميع مناحي العمل في المقهى، كما أعد التقارير في نهاية اليوم".
لم يعزلها العمل الذي يحصد جل وقتها عن الدراية التامة بقوانين بلدها، ففي سياق الحديث عن الأعمال "المختلطة" في السعودية، أوضحت "غزوان" أن العمل الذي يجمع بين الجنسين موجود منذ عام 2012، ولكن لوحظ ارتفاع عدد النساء اللاتي يعملن في القطاع الخاص السعودي إلى 600 ألف امرأة في 2017، مقارنة بـ90 ألف امرأة في عام 2011.
وعن نظرة المجتمع السعودي لعمل المرأة، قالت "منال" التي تقضي أكثر من 10 ساعات في عملها بشكل يومي إن "الرجل السعودي أكثر داعم لبنت بلده" مردفة حديثها عن فريق العمل التي تديره والذي يشمل نساء "يشمل الفريق الذي أديره 3 سيدات"، مما يؤكد قدرة المرأة المتزوجة على التوازن بين العمل والحياة الشخصية، خاصة بعد النقاش الذي أُثير لتحفيز منشأت القطاع الخاص لتوفير حضانات للعاملات ومراكز ضيافة الأطفال.
وفي هذا السياق، ذكرت رنا شاهين، المديرة الاقليمية للإتصالات والمسؤولية الاجتماعية لشركات ستاربكس في الشرق الأوسط "ستاربكس تدرك أهمية توظيف الشباب ودورهم الأساسي في التطور والتنمية، كما تسعى إلى تحقيق نسب التوطين المطلوبة وتدعم التوجه الحالي نحو توفير المزيد من الفرص للنساء".
وأكدت شاهين احترامها للمجتمعات المحلية، وإدراك ظروف السوق والمجتمع المتغيرة، ساعية إلى جذب الشباب السعودي للعمل في قطاع الخدمات، وعن المرأة السعودية قالت :"تتميز شريكاتنا من السيدات السعوديات بالالتزام والحرص على أداء العمل على أكمل وجه".
وبالعودة إلى منال، التي تكمل حديثها عن إنجازات المرأة السعودية بذكر الانتصارات التي حققتها المرأة العربية بشكل عام "المرأة العربية أصبحت قائدة، المرأة السعودية في وكالة ناسا والمرأة المصرية وزيرة"، مستشهدة بـ "آمال المعلمي" مساعد الأمين العام بمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني "نحن نفتخر بآمال المعلمي".
وفيما يتعلق برؤية المملكة العربية السعودية 2030، التي وضعها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والتي تسعى لزيادة مشاركة النساء في قطاع العمل بنسبة تتراوح من 22% إلى 30% بحلول العام 2030، أشادت غزوان بتلك التطورات التي وصفتها بالوتيرة السريعة في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، مستشهدة بما حدث عام 2017، الذي كان شاهدًا على الحقوق التي حصدتها المرأة السعودية على رأسها السماح لها بقيادة السيارة، وحق حضور المباريات، وتعيين المرأة في المناصب القيادية، وإقرار الرياضة النسائية في مدارس الفتيات.
وتكمل منال قائلة "أنا أوجه رسالة للمرأة العربية والسعودية على السواء، كل شخص قادر على تحقيق حلمه، ومن وجهة نظري الإنجاز والإبداع غير مقصورين على وظائف معينة ومحددة، فالكل مبدع ومنجز في موقعه".
منتقلة إلى عملها في ستاربكس وبالأثر الإيجابي الذي غيّر في طريقة تفكيريها في الحياة من خلال تقبّل الآخر، وتقدير واحترام كل المهن وكيفية إدارة الأزمات ومواجهة المواقف الصعبة وغير المتوقعة بحكمة وشجاعة.
وبالحديث عن مستقبلها في ستاربكس، حيث تشكل السيدات السعوديات أكثر من 80% من الموظفين، وتُشغًل ستاربكس السعودية حالياً 4 فروع مخصصة للنساء، فهي تراه واعداً كما ترى بأن مشاركة المرأة السعودية خلال الأشهر القادمة سوف تكون فعالة وفرصها في تولّي المناصب الهامة كمديرة منطقة ومديرة للعمليات ليست بعيدة المنال، فالمرأة السعودية أثبتت قدراتها في سوق العمل وأضافت لمستها الخاصة حيث حلّت، وفي أي منصب شغلت.
والجدير بالذكر أن العمل المستمر لـغزوان لم يمنعها من تخصيص بعض الوقت للقيام بما تفضله كـالمشغولات اليدوية، وإعادة تدوير الأشياء القديمة، إلى جانب مشاهدة الفن المصري بشتى أنواعه، والقراءة.
الكاتب
سمر حسن
الثلاثاء ١٠ أبريل ٢٠١٨
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا