سارة جمال المهندسة أول حكم دولي مححبة في كرة السلة
الأكثر مشاهدة
منذ أكثر من 24 عاما، بدأت سارة جمال مشوارها مع كرة السلة، كلاعبة أحبت الباسكت بسبب شقيقتها الكبرى، دون أن تعلم أنه الطريق ليذكرها به التاريخ في كرة السلة والعالم ومصر، بعد أن أصبحت أول حكم دولي محجبة في ثاني أكثر لعبة شعبية في مصر.
ضمن جداول المحكمين المقيدين على موقع الاتحاد المصري لكرة السلة، جاء اسم سارة جمال جمعة السيد الشرنوبي، ليعدو كونه مجرد اسم ورقم، ولكنه يحمل كثير من التفاصيل عن حكاية الفتاة السكندرية، التي كُتب لها أن تكون الأولى، لأنها حلمت وآمنت أن حلمها سيتحقق.
تعرفي على: سحر الهواري أول حكمة في كرة القدم
بدعم من أسرتها، وخاصة والدتها، تعلمت سارة كرة السلة وهي في عمر الخمس سنوات، فهدف الأم أن تفعل سارة ما تحب، وبعد عشر سنوات من اللعب، قررت اللاعبة سارة الشرنوبي أن تجمع بين اللعب والتحكيم "كان بيشغلني طول الوقت دور الحكم في اللعبة"، فكانت دوما شغوفة بقوانين اللعبة وآلية تنفيذها، وهذا ما جذبها إلى تعلم مهارات تؤهلها لأن تكون محكمة في لعبة كرة السلة.
انضمت إلى لجنة حكام الإسكندرية، وخضعت على مدار 10 أيام لتدريبات واختبارات، وبدأت التدرج كفتاة محكمة مصرية، وعلى مدار ما يقرب من 7 سنوات، استطاعت سارة أن تجمع بين التحكيم وممارسة لعبة كرة السلة، فكانت لاعبة في نادي سموحة الرياضي حتى عُمر الـ 22، ومع وصولها إلى الفريق الأول بالنادي، قررت سارة اعتزال اللعب والتفرغ لاحتراف التحكيم.
استكملت رحلتها مع كرة السلة التي تعشقها بمرحلة جديدة، فتفرغت لتكون محكمة محترفة، واجتازت مراحل التحكيم، من الدرجة الثالثة وحتى الأولى، وصولا إلى الحصول على الشارة الدولية للتحكيم مع أواخر عام 2015، ولكن كان ينقصها أن يسمح الاتحاد الدولي لكرة السلة Fiba للمحجبات بأن يشاركن كمحكمات أو لاعبات في المباريات الدولية.
اقرئي أيضا: الشغف بالرياضة وقود ماريز دوس للجري نحو أحلامها
الاتحاد الدولي كان يمنع تواجد أي مظهر ديني، ومن بينه الحجاب، داخل الملعب، وكانت تلك أكبر عقبة أمام مشاركة سارة في التحكيم الدولي للمباريات التابعة للاتحاد الدولي لكرة السلة، ورغم ذلك كانت استطاعت أن تُظهر مهارتها في إدارة عدد من المباريات الدولية.
ورغم التعقيدات، كان الأمل والحلم يغمر قلب سارة، ومشاركاتها الدولية أظهرت قدرتها على التواجد في الملعب وتأدية مهامها كمحكمة في مباريات دولية بين لاعبين رجال ونساء، فالسر هو قوة شخصيتها وثقتها بنفسها، ومع مشاركتها في التحكيم للبطولة العربية في الإمارات للنساء عام 2016 تبين أن حجابها لن يؤثر على قدرتها على التحكيم بمهارة.
سارة جمال والتحكيم الدولي
وقبل أيام من انطلاق البطولة الإفريقية في القاهرة، اجتمعت اللجنة الفنية للاتحاد الإفريقي لكرة السلة في أذربيجان في مارس 2017، لتتخذ ضمن قراراتها، واحد من القرارات التي غيرت حياة سارة وحققت لها حلما طالما دعت الله في صلواتها أن تناله، فسمح الاتحاد لها بالمشاركة في التحكيم، لتكون المصرية سارة جمال الشرنوبي أول محجبة حكم دولي في تاريخ لعبة كرة السلة.
"كنت سعيدة طبعا، أول خطوة ليا على المستوى الاحترافي، وفي نفس الوقت مسئولية تمثيل مصر"، فسارة حملت على عاتقها أن تكون مثالا للحكمة المحجبة الأولى، التي تدخل التاريخ، وتريد أن يترك تواجدها انطباعا جيدا، فشاركت في تحكيم مباريات البطولة الإفريقية، التي أقيمت في القاهرة 2017، ثم بطولة الفراكون في كوت ديفوار للسيدات.
مؤخرا، استطاعت سارة أن تكون الأولى أيضا في التحكيم لمباريات كأس العالم لكرة السلة، بعد مشاركتها في أغسطس 2018 في تحكيم بطولة كأس العالم للسيدات تحت 17 سنة في بيلاروسيا، وتعتبر المحكمة المحجبة الأولى التي شاركت في مسابقات دولية تابعة للـ Fiba.
اقرئي أيضا: أسيسات أوشولا أفضل لاعبة في إفريقيا بعزيمة لا تقهر
"كانت تجربة غير عادية، لقد اكتسبت معرفة واسعة.. وخطوة كبيرة في طريق الوصول لأحلامي" بهذه الكلمات وصفت سارة على حسابها على فيسبوك تجربة تحكيم مباريات كاس العالم، الذي رأت فيها فرصة نحو الأحلام التي تنوي تحقيقها، متمنية أن تشارك في بطولات الألعاب الأوليمبية.
من الممكن أن يكون تعامل المجتمع معها كمحكمة سيدة، به قدر من الاستنكار، ولكنها ومعها زميلات ومحكمات أخريات استطعن أن يتجاهلن تلك النظرة ويعملن على التواجد في الملعب وسط لاعبين ولاعبات وجمهور كبير، ويفرضن قوة شخصيتهن وينالن مناصب ودرجات أعلى، مع القدرة على مواكبة تطورات القوانين التي تحكم اللعبة، والخضوع المستمر لتدريبات اللياقة البدنية.
في ظل أسرة داعمة وأم ترعى طموح أبنائها، نشأت سارة وتعلمت أن تتمكن من الجمع بين أكثر من هواية، والاهتمام بالدراسة والعمل مع حب كرة السلة، فطوال أعوام انشغالها باللعب والتحكيم، لم تغفل سارة دراستها، فالتحقت بكلية الهندسة ودرست بالقسم المدني، وتعمل إلى جانب كونها حكمة في إحدى الشركات الهندسية.
تتمنى ابنة الـ 29 عاما أن تترك أثرا إيجابيا، وتكون مصدر إلهام لآجيال أخرى قادمة، فكانت تحفز الفتيات على أن يحتفظن بحقهن في ارتداء الحجاب مع الإيمان بأن أحلامهن سترى النور، وأن يكن قادرات على الصمود أمام العقبات مهما بدت الطموحات صعبة وبعيدة المنال.
واحدة من المباريات التي شاركت سارة في تحكيمها
اقرئي أيضا:
نوران إبراهيم مترجمة رافقة براندون في رحلته إلى مصر
الكاتب
هدير حسن
الأحد ١٤ أكتوبر ٢٠١٨
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا