الملكة ناريمان الزوجة الثانية لفاروق وآخر ملكات مصر
الأكثر مشاهدة
في ظهر يوم 26 يوليو لعام 1952، صعدت الملكة ناريمان على ظهر الباخرة المحروسة، ترافق زوجها الملك فاروق نحو مصير مجهول، وجهتها كانت إيطاليا مودعة مصر من ميناء الإسكندرية، لتجد حلمها بالزواج من ملك مصر ينتهي بترحيلها من بلادها.
تعرفي على: ريما بنت بندر سلطان أول سفيرة سعودية في المملكة
قصة الملكة ناريمان
ولدت في 31 أكتوبر عام 1933، وفي أحد أحياء القاهرة الراقية، حي مصر الجديدة، نشأت ناريمان حسين فهمي صادق وكانت الفتاة الوحيدة لوالدها وكيل وزارة المواصلات وابن علي بك صادق أحد أعيان مصر، ووالدتها أصيلة هانم ابنة كامل علي محمود الذي ينتمي إلى واحدة من كبار العائلات في محافظة المنيا.
كانت ناريمان فتاة مدللة، كون والدتها رُزقت بها بعد تكرار مرات الحمل غير المكتمل، فحرصت على تربيتها وتعليمها وفق أفضل الأساليب والطرق، ولذلك كانت دوما محور اهتمام عائلتها، فدرست بأفضل المدارس وأكثرها رقيا، وفور بلوغها سن المراهقة، صارت تلفت أنظار أبناء العائلات المحيطة بالأسرة، وكثُر الراغبين في خطبتها.
إذا كانت الأمور تُركت لمجراها، كانت ناريمان لتصبح سيدة أرستقراطية عادية، قد تلتحق بالجامعة أو تكتفي بما درسته خلال المرحلة الثانوية، وإما تتزوج من صلاح شعراوي، اليوزباشي بالحرس الملكي، الذي أراد خطبتها، أو تكمل حياتها مع نائب مجلس الدولة محمد زكي هاشم، الذي تم إعلان خطبته عليه، ولكن الأقدار كتبت لها مسيرة أخرى، عاش بها اسمها لسنوات، وخلدته كتب التاريخ في واحدة من أهم الحقب التي مرت على مصر.
اقرئي أيضا: روز اليوسف فنانة خلصت للصحافة وتركت مجلة تحمل اسمها
في زيارة الملكة ناريمان لأحمد نجيب واحد من أشهر بائعي المجوهرات في مصر، لشراء خاتم زواجها من محمد زكي هاشم، حسبما تقول كثير من المصادر، كان الملك فاروق متواجد بالفعل داخل محل الجواهرجي، ولكن في أحد غرف المحل التي لا يتم كشفها على الزبائن، واستطاع أن يراها ويلحظها دون أن تدري، فأعجبته وقرر أن تكون ملكة لمصر.
سعى الملك فاروق لإفساد كل خطط الزواج التي كانت ستجعل من ناريمان حلما بعيدا لا يمكنه تحقيقه، فتوقف استعدادات الفرح وعقد القران، وتم إبعاد محمد زكي هاشم، الذي فضل أن يدرس بجامعة هارفارد ويحصل على الدكتوراة، وبقي أن يقنع الملك والد ناريمان بزواجهما، الذي كان يراه الأب خطوة غير محسوبة ستدفع ثمنها ابنته، التي لم يكن تخطى عمرها الـ 17 عاما حينها.
مع محاولات الملك فاروق بإقناع حسين فهمي صادق، ومنحه لقب البكوية، كان إصرار والد ناريمان بالرفض يقف أمام إتمام الزيجة، حتى أُصيب بأزمة قلبية مات في إثرها. تعلق قلب ناريمان بالملك وبالحلم الذي لم يخطر على بالها يوما بأن تكون ملكة مصر، فحادثها الملك فاروق باستعداده لخطبتها، ولكن بعد أن تتأهل للحياة الملكية.
رتب الملك فاروق إجراءات سفر ناريمان إلى أوروبا، وتحديدا إلى إيطاليا، وكان سفرها باسم مستعار وهو سعاد صادق، وكأنها ابنة سفير مصر في إيطاليا علي بك صادق، حتى تتمرن على تقاليد وبروتوكلات الحياة الملكية، ولكن في سرية تامة بعيدا عن رصد الصحف، وبالفعل استقبلها السفير المصري وزوجته في بيتهما، بعد وصولها إلى روما بطائرة خاصة.
اقرئي أيضا: حياة سندي قصة عالمة سعودية استطاعت أن تنفع البشرية
عن طريق معلمين متخصصين، تدربت ناريمان على أصول وقواعد البروتوكول الملكي المصري، ودرست اللغة الإنجليزية، وتعلمت الرقص الكلاسيكي ورقص الباليه، فطلبات الملك فاروق ألا تعود ناريمان من سفرها إلا وهي بوزن معين لا تتخطاه، وهو 110 باوند، أي ما يعادل 50 كيلوجراما تقريبا.
بدأت الصحف الأوروبية تعرف بوجود ناريمان، وتتحدث عن فترة إعدادها لتكون زوجة الملك فاروق، بعد أن بقيت بعواصم أوروبا ما يقرب من ستة أشهر، فعادت إلى مصر لتبدأ إجراءات تجهيز الخطبة وعقد القران من الملك. وفي يوم 11 فبراير 1951، الذي يُصادف يوم ميلاد الملك فاروق، تم الإعلان عن خطبته بناريمان عبر إذاعة راديو القاهرة.
وفي غضون أشهر قليلة، عُقد حفل الزفاف الملكي للملك فاروق وقرينته ناريمان، في 6 مايو 1951، وكان أحد حفلات الفراح المكلية التي لم ينسه المصريون، وقيل غنه تكلف ما يقرب من 40 الف جنيه، وارتدت ناريمان تاج العرش الملكية الذي أهداه إياه الملك فاورق، وكان فستان الزفاف من الستان الأبيض ومرصع بعشرين ألف قطعة ماسية.
بعد أقل من عام على الزواج، أنجبت الملكة ناريمان ولي العهد، وكانت تجهيزات غرفة عمليات الولادة، قد تم إعدادها داخل قصر عابدين بتكلفة وصلت إلى 20 ألف جنيه، لتستقبل الأمير أحمد فؤاد في السادس من يناير عام 1952، ولكن لم تكتمل الفرحة بالمولود الصبي الأول للملك فاروق ، الذي أقيمت من أجله الولائم وظهر والده يحمله وهو يرتدي الزي العسكري معلنا: "إني أهديكم أعز ما عندي، ابني".
حدثت ثورة 23 يوليو، ووجد الملك نفسه وهعائلته مضطران للرحيل عن البلاد، فكانت الوجهة إلى إيطاليا يوم 26 يوليو 1952، وبعد وصول الملكة ناريمان بصحبة زوجها وبعض من أبنائه وحاشيته إلى ميناء نابولي، حتى بدأت المشكلات في الظهور، فاستنفذتها علاقاته النسائية المتعددة، وسهره المتكرر في الملاهي الليلية، حتى طلبت الطلاق وألحت عليه، وجاءت موافقة الملك فاروق أخيرا، ولكن مقترنة بتنازلها عن حضانة ابنها، وهو ما فعلته ناريمان، وتم الطلاق في 1954.
اقرئي أيضا: فاتن حمامة وجه القمر التي بدأت بيوم سعيد
أولاد الملكة ناريمان
بعد الطلاق، عادت ناريمان إلى مصر، متمنية أن تحظى بفرصة بدء حياة جديدة، وفي أثناء استمتاعها بفترة استجمام بالإسكندرية، تعرفت على شقيق صديقتها الدكتور أدهم النقيب، الذي أبدى إعجابه بها ورغبته في أن يكملا حياتهما سويا، ورغم تردد ناريمان في البداية، تم الزواج في 10 مايو عام 1954.
تعرفي على: جيهان السادات محاضرة ورئيسة مجلس شعبي وسيدة أولى أيضا
عاشت ناريمان طوال فترة هذا الزواج عدم استقرار، فكانت المشكلات تحاوطها من كل جانب، ومع طلبها المتكرر بالانفصال والرغبة في الطلاق، وصل الأمر إلى المحاكم ورفع القضايا، حتى حدث الطلاق بشكل فعلي بعد عشر سنوات في عام 1964، وكان نتاجه الوحيد هو ابنها أكرم أدهم النقيب، ليصبح لديها ولدان.
زواج الملكة الأخير كان من الدكتور إسماعيل فهمي اللواء الطبيب بالقوات المسلحة، وتم في عام 1967، وعاشت معه حياة هادئة حتى ماتت في 16 فبراير عام 2005، نتيجة غصابتها بنزيف داخلي، كانت قد تم علاجها منه، ولكنها عادة مرة ثانية، ودخلت بسببه في غيبوبة لم تفق منها.
اقرئي أيضا:
تعرفي على الملكة العذراء في 14 معلومة
الكاتب
هدير حسن
الثلاثاء ١٢ مارس ٢٠١٩
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا