غادة جمشير ناشطة بحرينية اعتقلت بسبب المرأة
الأكثر مشاهدة
الأمر ليس كما يتخيله البعض، فالمطالبة بالحق قد تكلفك سنوات من عمرك تقضيها مسجونا بين أربعة جدران، وقد تعرضك للتهديد المستمر، وتجعلك دوما في خوف على حياتك، وهو بالضبط ما عانته غادة جمشير المناضلة البحرينية التي تمنت للمرأة في بلدها أن تنعم بحريتها وتنال حقوقها.
تعرفي على: أميرة الطويل سيدة أعمال سعودية آمنت بحقوق المرأة
غادة يوسف جمشير
غادة يوسف جمشير من محافظة المحرق بمملكة البحرين، وهي المحافظة التي تعتبر من أهم المحافظات البحرينية، فهي تقع على مساحة 57 كيلو متر مربع، ويوجد بها مطار البحرين الدولي، كما أن لها مكانة تاريخية لما تضمه من المواقع والبيوت الأثرية ذات الحضارة، مما يعني أن غادة قد ولدت في طبيعة تحمل ثقافة مميزة، مما أكسبها الرغبة في الاهتمام بهذه الحضارة، في حين يعتقد البعض أن لها أصول إيرانية.
تهتم غادة شبير بحقوق المراة البحرينية، وترى ضرورة أن تحظى بفرصة لتتساوى مع الرجل، ولذلك نشطت في مجال حقوق الإنسان، وأصبحت عضو ناشط في لجنة العريضة النسائية بالبحرين، حتى تولت رئاستها، كما تولت رئاسة الشراكة المجتمعية البحرينية لمناهضة العنف ضد المرأة.
دائما، ما كانت أراء غادة جمشير صادمة، وقادرة على أن تحدث كثير من الجدل، وكانت صراحتها كفيلة بأن تخلق لها العداء مع الكثيرين، ففي ظل اعتماد السلطات البحرينية على القضاء الشرعي، الذي لا يستند إلى قوانين محددة، في الحكم بالقضايا المتعلقة بالسرة والأحوال الشخصية، كانت تطالب جمشير بضرورة وجود قانون موحد لقضايا الأحوال الشخصية بعيدا عن المحاكم الشرعية.
ما طالبت به غادة جمشير يعد جرأة في الطرح، فالبحرين تعتمد نظام قضائي قائم على المحاكم، وهي المحاكم المدنية المختصة بالأمور التجارية والمدنية والجنائية والنزاعات والأحوال الشخصية لغير المسلمين، في حين تختص المحاكم الشرعية بالأحوال الشخصية للمسلمين من سنة وشيعة، وهو ما أعلنت جمشير عن رفضه، وطالبت بقانون موحد للأحوال الشخصية.
اقرئي أيضا: توحيدة بالشيخ أول طبيبة في العالم العربي من تونس
وبسبب مطالباتها المستمرة بضرورة إصلاح القضاء الشرعي، كانت تواجه دوما اتهامات بالتكفير وتهديدات تنغص حياتها الخاصة، ففي بيان لها في ديسمبر 2006 قالت "الحكومة تستخدم قضية قانون الأسرة كأداة للمساومة مع الجماعات الإسلامية المعارضة.. واستخدمت حقوق المرأة كأداة زخرفية على المستوى الدولي. في حين تم استخدام المجلس الأعلى للمراة لعرقلة الجمعيات النسائية غير الحكومية، ولمنع تسجيل الاتحاد النسائي لسنوات عديدة".
لا تهتم جمشير لاتهامات التكفير والتخوين، ولا تعتبر في الأمر إهانة، وتتعمد تجاهله، مؤكدة أن هدفها الأساسي أن تنال المراة البحرينية حقوقها كاملة، وتقول "إذا كانت المراة لا تمتلك أمانا في بلدها، ولا توجد لها عدالة في محاكم بلدها، ولا عدل مع زواجها، فبمن تحتمي؟ وإذا لم تكن هناك قوانين لحمايتها من سوء المعاملة، أو إذا كانت هناك قوانين لا تُطبق، فأين تولي المرأة بوجهها؟".
وكانت تعبر جمشير عن آرائها من خلال نشرها بعدد من الجرائد البحرينية والخليجية المتاحة على مواقع الإنترنت والمطبوعة أيضا، ونشرت كتاب الجلاد والضحية في المحاكم الشرعية" عام 2005، عن دار الكنوز الأدبية، ويتناول قضايا المرأة البحرينية، ويعرض لقضايا النساء المتضررات من الأحكام القضائية الشرعية في 400 صفحة، كما تتطرق إلى لجنة العريضة النسائية في البحرين وتأسيسها ودورها في الدفاع عن قضايا المرأة، وفي الإهداء كتبت "إلى المرأة التي شقت طريقها الوعرة المحفوفة بالصعاب والأشواك في سبيل حريتها وكرامتها في المحاكم الشرعية".
ولكن مع زيادة جرعة الجرأة والشجاعة في ما تطرحه، تم منعها من نشر المقالات في البحرين، خاصة بعد أن انتقدت سياسات الحكومة، واعتبرت أن مطالبتها بحقوق المرأة يتم تجاهلها بتوجيهات لها علاقة بالسياسة لا المجتمع، كما اتهمت وزارة الداخلية البحرينية بمحاولة التجسس عليها، وتخصيص مراقبة مدنية حول منزلها.
اقرئي أيضا: شدن نصار فلسطينية تعلم الاتزان عبر اليوجا
سجن غادة جمشير
بسبب آرائها وانتقاداتها اللاذعة، تعرضت غادة جمشير للسجن والاعتقال أكثر من مرة، والبداية كانت في عام 2005، حين وجهت لها الحكومة البحرينية اتهامات بدعوة التشهير بالمحاكم الشرعية، وواجهت احتمالية السجن لـ 15 عاما، ولكن تم إسقاط العقوبة بعد ذلك.
ومع التضييق والمنع الذي تعرضت له، حاولت غادة جمشير في 2013 أن تقدم طلب اللجوء السياسي إلى قطر، بسبب التهديدات التي قالت إنها تتعرض لها من السلطات البحرينية، ولكن لم تكتمل محاولتها بالنجاح، فعند وصولها إلى مطار الدوحة، وطلبت اللجوء السياسي والعلاج من أمير قطر لأن المستشفيات الحكومية البحرينية ترفض علاجها، كما تقول، لم يتم قبول طلبها.
وفي أغسطس 2014، واجهت عقوبة الحبس بتهمة السب والقذف من خلال تغريدة نشرتها على موقع التواصل الاحجتماعي تويتر، كانت قد انتقدت بها ملك البحرين وئيس الوزراء ووزير الداخلية، ثم تم إخلاء سبيلها في ديسمبر 2014، لتواجه تجربة الاعتقال مرة أخرى في مارس 2015 في أثناء مغادرتها للبلاد بمطار البحرين متجهة نحو فرنسا لتلقي العلاج، وتوجيه اتهامات بالتعرض لشرطية والتعدي عليها، وتم الحكم عليها بالحبس لمدة سنة.
وحظيت قضيتها بمزيد من الاهتمام داخل البحرين وخارجها، وانتشرت حملات التضامن معها، والمطالبة باففراج عنها، خاصة، مع عدم وجود أسباب ودوافع واضحة، وتم اعتبارها واحدة من سجناء الرأي، وتم ربط اعتقالها بقيامها بفضح عمليات فساد داخل إدارة مستشفى الملك حمد، وفي النهاية تم الإفراج عن غادة جمشير في 12 ديسمبر 2016، وتم استبدال عقوبتها بالعمل الاجتماعي.
اختارت مجلة تايم غادة جمشير عام 2006، كواحدة من أربع سيدات يطالبن بالحرية في الوطن العربي، واعتبرتها فوربس من اقوى عشر نساء في الوطن العربي.
اقرئي أيضا:
رجاء عيسى القرق رائدة إماراتية وصاحبة أول سيرة ذاتية
الكاتب
هدير حسن
الأربعاء ٢١ أغسطس ٢٠١٩
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا