الملكة إليزابيث الثانية الأطول عمرا على عرش بريطانيا
الأكثر مشاهدة
"أعلن أمامكم جميعا، أني سأكرس حياتي كلها طويلة كانت أم قصيرة، لخدمتكم وخدمة عائلة الإمبراطورية العظيمة، التي ننتمي إليها جميعا.." هكذا استهلت الملكة إليزابيث الثانية تعهدها بالإخلاص للملكية البريطانية، عندما كانت في الحادية والعشرين من عمرها، لتظل وفية بالعهد، وهي على مشارف منتصف العقد العاشر من عمرها، متمسكة بوحدة أمتها وحريصة على العطاء.
وجودها على العرش يحمي مملكتها من كثير من التبعات الاقتصادية والسياسية، فقد تكون ملكة إنجلترا الملكة إليزابيث الثانية هي الأطول عمرا وأكثر من جلس على العرش، والملكة الدستورية من لـ 16 دولة، من بين 53 دولة أعضاء الكومنولث تترأسهم شرفيا، لكنها أيضا الملكة التي تحفظ هيبة أمتها، وتصون وحدتها في وقت حرج، تعاني فيه بريطانيا صراعات الأزمات الاقتصادية، ومخاوف الاضطرابات السياسية.
تعرفي على: الملكة نازلي صاحبة الجلالة والجدل التي حرمت من لقبها
الملكة إليزابيث الأم
حتى عام 2002، كانت والدة الملكة إليزابيث الثانية ما زالت على قيد الحياة، وهي إليزابيث أنجيلا مارجريت باوز ليون، ولدت في 4 أغسطس عام 1900، وكانت تحمل لقب الملكة القرينة للمملكة المتحدة مع تولي زوجها الملك جورج السادس الحكم، ولكن بعد وفاته في عام 1952، بات لقبها الملكة الأم حتى رحلت في 30 مارس 2002، وكانت آخر إمبراطورة على الهند.
تعتبر الملكة إليزابيث الأم من بين ملكات العائلة المالكة الأطول عمرا، فقد توفيت وهي بعمر الـ 101، بعد أن رحلت وهي نائمة في اللودج الملكي في حديقة وندسور الكبرى، وكانت الملكة إليزابيث الثانية بصحبتها، كون الملكة الأم طكانت تعاني من البرد الشديد وآلامه في الأربعة أشهر الأخيرة من حياتها.
الملكة إليزابيث الثانية
حياة ملكية، وتربية أرستقراطية، ولكنها محملة بالمسئولية، فالملكة واسمها الكامل إليزابيث أليكسندرا ماري، قد ولدت في منزل جدها لأمها في لندن في 21 أبريل عام 1926، والدها الملك جورج السادس، الذي حاز هذا اللقب بعد توليه العرش، وكان اسمه الأمير ألبرت دوق يورك، وأخدت اسمها الأول "إليزابيث" من والدتها، وأليكسندرا هو اسم والدة جدها الملك جورج الخامس، أما ماري فهو اسم جدتها لأبيها، بينما كان المقربون ينادونها بـ "ليليبت".
لدى الملكة إليزابيث أخت وحيدة هي الاميرة مارجريت، والتي تصغرها بأربعة أعوام، وكانتا طفلتان محبوبتان، وخاصة، إليزابيث، التي كانت مقربة من جدها الملك جورج الخامس، فكان يعتز بها كثيرا، وكانت هي وفية وحفيدة مخلصة، فخلال أيام مرضه عام 1929 كانت دائمة الزيارة له.
كأحد أبناء العائلة المالكة، تلقت الملكة إليزابيث دروس العلم من التاريخ للأدب والموسيقى واللغة، في المنزل تحت إشراف الملكة الأم والمربية الخاصة بها ماريون كراوفورد، التي حكت أن إليزابيث كانت طفلة متحملة للمسئولية وحسنة السلوك، كما وصفت حبها للخيول والكلاب، وقال عنها آخرون إنها كانت تحمل روحا مرحة وحساسة، مما يشير إلى أنها كانت تتمتع بشخصية قوية ومنضبطة ومحبوبة أيضا.
كان طرح اسم إليزابيث كولية للعهد ومرشحة قريبة من حمل تاج الملكية أمرا مُستبعدا، فهي تعد المرشحة الثالثة بعد عمها ووالدها، وبعد وفاة الجد الملك جورج الخامس في بداية عام 1936، تولى العم الملك إدوارد الثامن عرش بريطانيا العظمي، لكن لم تمر أشهر، وقام بالتنازل عنه لأخيه الدوق يورك في 10 ديسمبر 1936، حتى يتثنى له الزواج من واليس سمبسون دوقة ويندسور، التي لم تتقبلها العائلة المالكة واعتبرت زواجهما غير دستوري، كون الكنيسة ترفض الزواج من المطلقات، والملك هو الحاكم الأعلى للكنيسة في إنجلترا، فكان التنازل هو الحل من وجهة نظره، ليحظى بالعيش مع المرأة التي اختارها رغم الاعتراضات.
أصبحت إليزابيث أقرب لعرش بريطانيا، بعد أن تولى و والدها الملك جورج السادس، ملك بريطانيا العظمى وإيرلندا، في 11 ديسمبر عام 1936 مهام الحكم، وباتت تحمل مع عائلتها المسئولية الملكية، وعاصرت ما تعرضت له بريطانيا خلال الحرب العالمية الثانية والظروف التي كانت ستضطرهم إلى الذهاب إلى كندا، لولا صلابة والدتها التي أصرت المكوث إلى جانب زوجها، وكذلك الأميرتين إليزابيث ومارجريت.
على مدار سنوات الحرب، في الفترة من 1939 إلى عام 1945، مكثت الملكة إليزابيث الثانية مع شقيتها بقلعة وندسورن ولكنها كانت مشاركة في الأحداث والفعاليات التي يمكنها أن تُسهم في التخفيف من وطأة الحرب على بلدها والشعب الإنجليزي، رغم صغر سنها وقتها، فحين كانت في الرابعة عشر من عمرها نشرت لها إذاعة البي بي سي تسجيلا صوتيا تؤازر فيه الأطفال، الذين تعرضوا للإجلاء مع أسرهم من المدن، وقالت فيه "إننا نحاول أن نفعل كل ما بوسعنا من أجل مساندة جنودنا والبحارة والطيارين البواسل، كما نحاول تحمل نصيبنا من أسى وخطر الحرب، ونعلم جميعا أن كل شيء في النهاية سيكون على ما يرام".
ونظرا للظروف المادية العسيرة التي كانت تمر بها المملكة، قامت إليزابيث ومجموعة من الأميرات بتقديم التمثيليات الصامتة الإيمائية، من أجل مساعدة الملكة في توفير المال لشراء الغزل ونسج ملابس جنود وأفراد الجيش، وفي ول ظهور علني منفرد لها، وبعد عام من تعيينها برتبة عقيد، قامت الملكة إليزابيث بزيارة فرق المشاة في عام 1943، وبدأت تنشط في هذه الزيارات الداعمة للجيش البريطاني.
اقرئي أيضا: شجرة الدر السلطانة التي أوقفت الصليبين وماتت عارية
وبسبب ظروف سفر والدها المتكرر كنتيجة للحرب، تم تغيير القوانين حتى تسمح لها العمل كواحدة من خمس مستشارين في الدولة، للتمكن من إدارة البلاد في غيابه، فكان عمرها ما زال صغيرا، ولكنها كانت قادرة على تحمل المسئولية، وتسيير أمور الإمبراطورية البريطانية، وهو ما حدث حين قام والدها بزيارة إيطاليا عام 1944، فتولت هي مسئولية المكتب الملكي كاملة، وقامت بعدد من مهماته الرسمية.
لم تكن إليزابيث تعيش حياة الملوك المترفة المنعزلة عن الواقع، على العكس، كانت حريصة على المشاركة في والدعم وتقديم أقصى جهدها من أجل توفيق الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية، فانضمت إلى الخدمة الإقليمية الداعمة للمرأة في فبراير 1945، وتم منحها رتبة ملازم أول كرتبة تشريفية، وتدربت على القيادة والميكانيكا، وتمت ترقيتها بعد خمسة أشهر لتكون قائد فخري.
وبعد انتهاء الحرب، وبدء استقرار الأوضاع، اصطحبت العائلة المالكة الأميرتين إليزابيث ومارجريت في رحلة بحرية نحو إفريقيا الجنوبية، وصادفت الرحلة، التي حدثت في عام 1947، العيد الميلاد الحادي والعشرين للمكلة إليزابيث، مما يعني أنه يجب أن تبدا في تحمل مهامها كولية للعهد بشكل اكثر رسمية، فقلت في كلمة تعهدت بها بالولاء وافخلاص للإمبراطورية البريطانية، وتم بثها لدول الكومنولث "أعلن أمامكم جميعا، أنني سأكرس حياتي كلها، سواء كان عمري قصيرا أو طويلا، لخدمتكم وخدمة إمبراطوريتنا العظيمة، تالك العائلة الكبيرة التي ننتمي إليها جميعا"، داعية غلى تكثيف الجهود من أجل رفعة هذه الأمة.
زوج الملكة إليزابيث الثانية
وقعت الملكة إليزابيث في حب زوجها من النظرة الأولى، كما اعترفت بعد ذلك، فمقابلتهما الأولى كانت حين لا تزال في الثالثة عشر من عمرها، ولكنه استطاع أن يجذبها إليه، فظلت لسنوات طويلة تتبادل الخطابات والرسائل مع زوجها المستقبلي حتى تمت إعلان الخطبة في 9 يوليو 1947، التي لاقت كثير من الاعتراضات حينها.
الزوج هو الأمير فيليب مونتباتن دوق إدنبرة، وهو ابن للأمير اليوناني الدانماركي آندرو والأميرة أليس، وكانت ألقابه الملكية قبل الزواج يحملها من اليونان والدانمارك، وهو الأمر الذي كان يسبب الامتعاض داخل أوساط العائلة المالكة، فبعض مستشاري الملك حينها اعتبروه غير مناسب للاميرة إليزابيث كونه أمير بلا وطن ولا مملكة، ولكن مرت الخطبة، وتحول الأمير فيليب من الكنيسة اليونانية الأرثوذكسية إلى الكنيسة الأنجليكانية، وتم منحه قبل الزفاف لقب صاحب السمو الملكي وصار دوق إدنبرة.
اقرئي أيضا: ميشيل أوباما فتاة طموحة أصبحت السيدة الأولى لأمريكا
وفي 20 نوفمبر لعام 1947، بدير وستمنستر وأمام ما يقرب من ألف ضيف، تمت مراسم الزفاف الملكي للأمير والأميرة، وكان مقررا أن يكون زفافا هادئا، ولكن احتفاء الشعب الإنجليزي بزفاف الأميرة كان كبيرا، وتم اعتباره بداية لعصر جديد وطي لصفحات الماضي، فكان الحفل بمثابة حدث تاريخي اجتمع قادة العالم لحضوره، ويقال إن فستان زفافها تم صنعه باستخدام قماش الستان العاجي، الذي تم تزيينه بنحو 10 آلاف لؤلؤة بيضاء تم استيرادها من الولايات المتحدة الأمريكية، وبسبب الاحتفاء والاهتمام العالمي بهذا الزفاف، تلقى العروسين حينها ما يقرب من 2500 هدية.
وأبناؤهم من هذا الزواج أربعة، هم الأمير تشارلز (الذي يعد ولي العهد)، وأحفادها منه الأمير ويليام دوق كامبريدج، والأمير هاري دوق ساسيكس، ثم أنجبت ابنتها الأميرة آن، واحفادها منها هما السياسي البريطاني بيتر فيليبس وزارا تندال، وابنها الأمير آندرو دوق يورك، وهو أول ابن لها ولد بعد توليها العرش، ولديه من الأبنا الأميرة بيتريس والأميرة يوجيني، وآخر أبنائها الأمير إدوارد وأبناؤه الليدي لويز ويندسور وجيمس اليفكونت.
وفي الذكرى الذهبية لزواج الأمير فيليب والملكة إليزابيث، وصف الأمير هذا الزواج في كلمات مؤثرة وحانية، فقال "..لا يوجد زواجان كمتشابهان، لكني أعتقد أن الدرس الأساسي الذي تعلمناه هو أن التسامح هو المكون الأساسي للزواج السعيد.. وأعرف أن الملكة تتميز بالكثير من التسامح".
توليها العرش
تعرضت الحالة الصحية للملك جورج السادس للتدهور الشديد، وبدأت إليزابيث تحل محله في كثير من المناسبات العامة، وبعض الزيارات الخارجية، وفي أثناء واحدة من هذه الزيارات في كينيا، وصل إليزابيث خبر وفاة والدها وملك بريطانيا العظمى الملك جورج السادس في 6 فبراير عام 1952، لتستعد لمرحلة جديدة من حياتها كملكة على العرش ومسئولة عن أمة بحجم الإمبراطورية البريطانية.
ورغم أن الأشهر الثلاثة الأولى من عهد الملكة إليزابيث الثانية (التي رفضت أن تغير اسمها بآخر ملكي كما جرت العادة) عاشتها في عزلة وحزن على فراق والدها، استطاعت على مدار فترة توليها العرش بعد ذلك، والتي امتدت لأكثر من 67 عاما، لتكون الأطول جلوسا على العرش الملكي البريطاني، أن تضمن لأمتها الرخاء وتسهم في تحقيق الاستقرار، وكان حفل تتويجها الرسمي في 2 يونيو عام 1953، وأمرت ببثه على القنوات التلقزيونية في جميع أنحاء العالم، وأرتدت خلاله فستان من تصميم نورمان هرتنل، وكان مُطرزا بزهور ترمز إلى كل دولة من دول الكومنولث.
بعد التتويج، اهتمت الملكة أن تثبت حكمها الجديد، وبدأت في جولة حول العالم لمدة ستة أشهر، وكانت أول ملكة تزور أستراليا ونيوزيلندا، مما أكسبها شعبية واسعة ومحبة جارفة لدى شعوب العالم، وخلال فترة الستينيات والسبعينيات، أشرفت الملكة على عمليات إجلاء الاستعمار عن دول إفريقيا ومنطقة البحر الكاريبي، وحصلت 20 دولة خلال هذه الفترة على الاستقلال والحكم الذاتي.
وعلى مدار سنوات حكمها الطويلة، يعتبر عام 1992 أسوأ عام في حياة الملكة إليزابيث، ففيه انفصل ابنها الأمير آندرو عن زوجته سارة، وانتهى زواج ابنتها الأميرة آن بالكابتن مارك فيليبس، وبدأت علاقة ابنها تشارلز والأميرة ديانا تتوتر بشكل ملحوظ للعامة والصحافة والإعلام، وحقق كتاب "ديانا.. قصتها الحقيقية" حول ما تعانيه الأميرة ديانا من اضطرابات واكتئاب ومحاولة انتحار بسبب خيانة زوجها شهرة واسعة وتغيير كبير في نظرة البريطانيين للعائلة المالكة البريطانية.
والشعبية التي كانت تستند عليها الملكة إليزابيث قد بدأت في الانحدار، حتى خارج البلاد، وفي واقعة زيارتها لألمانيا تعرضت بسبب قصة ابنها مع الأميرة ديانا إلى الرشق بالبيض، واستمر عام 1992 في جلب المأساة إلى حياة الملكة بعد أن شبت النيران في قصر ويندسور، الذي تكلف إعادة ترميمه ملايين الجنيهات، وحينها تلقت اللوم والنقد من الشعب أن يكون ذلك على نفقة دافعي أموال الضرائب، في حين تُعفى العائلة المالكة من هذه الضرائب، وتجنبا لمزيد من النقد، قررت الملكة إليزابيث أن تخضع لضريبة الدخل.
وفي آخر أحداث سنة 1992، فقامت الملكة إليزابيث برفع دعوى لخرق حقوق النشر، حين قامت صحيفة صن الإنجليزية بنشر رسالة عيد الميلاد السنوية قبل يومين من إذاعتها بشكل رسمي، وفي خطابها الختامي لهذه السنة قالت الملكة إليزابيث "عام 1992 ليس عاما سأنظر إليه بفرح، ويمكن القول إنها سنة مخيفة".
ومع مرور السنوات، والاعتقاد بأن ما حدث في سنة 92 لا يمكن تكراره، جاء مقتل الأميرة ديانا في حادث سيارة بعام 1997 ليعيد ذكرى الأحداث المؤلمة، فعلى إثر وفاتها التي تعاطف معها العالم أجمع، خاصة، وأن الأميرة ديانا كانت تحمل لقب "أميرة القلوب"، واجهت الملكة إليزابيث والعائلة المالكة غضبا كبيرا من الشعب الإنجليزي لعدم حضورهم في التعازي العامة لديانا، ووتم وصفهم بالعائلة باردة المشاعر، ولكن عملت الملكة إليزابيث على غصلاح الوضع وإلقاء كلمة في مراسم دفن جثمان ديانا.
سنوات طويلة عاشتها الملكة إليزابيث، وما زال وجودها يمثل عامل من عوامل الدعم والأمان والاستقرار للملكة المتحدة، تبدو في هيئة صغيرة، ولكنها تحمل عقل كبير وحكيم، وشخصية قوية قادرة على التحكم في الأمور والتصحيح من الخطأ، وكونها أطول الملكات جلوسا على العرش الملكي بفترة تصل إلى 66 عاما، يجعل ذلك من خبرتها وحنكتها أعظم، فلقد عاصرت 14 رئيس وزراء بريطاني، وزارت 116 دولة حول العالم في زيارات تخطت الـ 265 رحلة خارج البلاد، كما أنها أكثر قادة العالم دخلا، كونها تتقاضى 107.4 مليون دولار سنويا.
اقرئي أيضا: الملكة ناريمان الزوجة الثانية لفاروق وآخر ملكات مصر
وفاة الملكة إليزابيث الثانية
في النشيد الوطني للملكة المتحدة يأتي ذكر الملكة إليزابيث داعين لها "فليحفظ الله الملكة"، ولكن في السنوات الأخيرة تردد سؤال حول الوضع الذي ستكون عليه الحالة السياسية في البلاد بعد وفاة الملكة، ولذلك، تقوم العائلة المالكة بوضع خطة عند وفاة أيا من رموزها الكبار ومن ضمنهم الملكة إليزابيث، التي وضعت خطة ما بعد وفاتها بنفسها.
فوفق كثير من الأخبار والمعلومات، ما سيحدث عند وفاة الملكة إليزابيث يُسمى "عملية جسر لندن Operation London Bridge"، فالشخص الذي يعلم بوفاتها يقوم من خلال خط تليفون سري وغير مراقب وآمن بالاتصال يإدوارد يونج، سكرتير الملكة إليزابيث، وهو مَنْ يبدأ في تنفيذ العملية.
يتصل السكرتير بالأمير تشارلز (ولي عهد الملكة)، ويتم تعيينه ملكا على عرش بريطانيا، ثم يتم التواصل مع رئيس الوزراء البريطاني حينها، ومن بعده يتم إعلام رؤساء المملكة المتحدة الأربعة (إنجلترا، ويلز، أسكتلندا، شمال أيرلندا)، ثم يصل الخبر إلى البرلمان، ورؤساء دول الكومنولث.
يتم إعلان الحداد في البلاد لمدة 12 يوما، ويتم تنكيس العلم البريطاني فوق قصر باكنجهام لمدة يوم واحد، ويتم إغلاقه استعدادا لمراسم الجنازة، وبعد وصول جثمان الملكة غلى القصر يظل به مدة 4 أيام دون السماح بدخول الإعلام للقصر، ويوضع على جثمانها تاج الملكة والوصولجان والكرة الذهبية التي يعلوها الصليب، وحتى بعد دخول الإعلام للقصر يتم منعه بشكل تام من تصوير أي من أفراد العائلة المالكة، ويتم في النهاية نقل الجثمان بقصر ويندسور.
مع بدء العهد الجديد للملك تشارلز، الذي يجب عليه أن يقوم بزيارة كل دول الكومنولث كنوع من الحصول على المبايعة والدعم، تبدأ التكاليف الحقيقية لوفاة الملكة، التي يقال إنها ستتكلف ما يقرب من 8 مليارات دولار، ففي البداية سيتغير الجزء الخاص بالملكة في النشيد الوطني ليتوجه إلى الملك بالدعاء.
بعد الوفاة، تبدا عملية تغيير العملات الموجودة في 16 دولة تقريبا تابعة للمملكة المتحدة وتضع صورة الملكة عليها، فسيتم سحب هذه العملات واستبدالها بأخرى تحمل صورة الملك الجديد، وقد يحتاج هذا الأمر إلى عام تقريبا، مع تغيير شعارات الجيش والشرطة التي بها الأحرف الأولى من اسم الملكة إليزابيث.
الرحيل أيضا من الممكن أن يكون له تبعاته السياسية على المملكة المتحدة كأمة كبيرة وقوية، فستبدأ الدول الراغبة في الانسحاب من الكومنولث كأستراليا وإسكتلندا في معاودة الأمر مرة أخرى، لتخسر بريطانيا حلفاء وأهمية كبيرة في العالم الغربي، ويتضح أن لوجود الملكة إليزابيث ثقل سياسي وتاريخي مهم، يجعل من الصعب لمَن يأتي بعدها أن يستطيع ملء فراغ رحيلها.
اقرئي أيضا:
جيهان السادات محاضرة رئيسة مجلس شعبي وسيدة أولى أيضا
الكاتب
هدير حسن
الأحد ١٥ سبتمبر ٢٠١٩
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا