صاحبة السعادة”شروق” تحكي عن: البلالين والسعادة
الأكثر مشاهدة
غمض عنيك و ارقص بخفة ودلع..الدنيا هى الشابة وانت الجدع..تشوف رشاقة خطوتك تعبدك..لكن انت لو بصيت لرجلك..تقع ..
في زَرَوة إزدحام المترو صباحًا، تصعد فتاة سمراء اللون والجمال وترسم وجهها بابتسامة كبيرة وعيون لامعة مُبهجة..تنظر إليك بنظرة طفل لم يُدرك بعد من هموم الدنيا شىء .
تقف بعض الوقت هادئة وبيدها الكثير من البالون وكوب صغير مليىء بالورق الملون، يهدأ المترو قليلًا ويقل الإزدحام في محطة سانت تريز ..
تنظر الفتاة لجموع المترو بسعادة بالغة وتبدأ بتوزيع ما لديها من بالون على راكبيه إضافة لطلبها من البعض باختيار ورقة من الكوب ليقرأها سرًا بمفرده مُتمنية السعادة لجموع العابسين والنيامى، لتغادر بمحطة الدقي و ورائها ضَحكّات وابتسامات هادئة .
بعد صمتٍ لذيذ بصوت ناعم تقول" بلالين الدنيا 3 أنواع: بلاليين هيليوم إتش إي عليها ميكي طويلة العمر سميكة الجدار.
بلالين مطاطية ملونة متوسطة العمر رقيقة الجدار .
بلالين صابون شفافة ببريق قوس قزح صغيرة العمر هبلة في الجدار.
اختار اي بالونة تشتريها، و ماتعيطش لما بالونة صابونك تفرقع بعد ثانية، ولا تمِّل لما بالونة الهيليوم بصورة ميكي المملة * اللي جبتها عشان مش هتفرقع أبدًا * تزهقك "
شروق محمد "صاحبة السعادة" كما يُلقبها اصدقائها، طالبة الهندسة بجامعة "
Erciyes Üniversitesi" في تركيا.
"بدأت دراسة الهندسة بجامعة أخبار اليوم، و في 2013 قررت اني بحاجة للسفر والتجربة لأشياء جديدة، سافرت لدراسة الهندسة في تركيا من خلال منحة بعد ان كنت انتهيت من دراسة 3 سنوات في أخبار اليوم، وعقب سفري شعرت بوحدة قاتلة وصراحًة مررت حينها ببعض لحظات الندم على سفري وإبتعادي عن أهلي وأصدقائي وكل من كانوا يرسمون السعادة بداخلي"
الضحك قال يا سمّ ع التكشير ..أمشير وطوبة وانا ربيعى بشير..مطرح ما بظهر بنتصر ع العدم ..انشالله اكون رسماية بالطباشير...
وتستطرد حديثها في هدوء"نتيجة لغُربتي اتعلمت معنى السعادة والضحك- ايوة عرفت قد إيه الزقططة مهمة- وكنت دائمًا ما بحاول إخفاء وحدتي وإفتقادي لمصر وآهلي بالضحك، ومن ساعتها وانا لم اتوقف عنه ومستعدة اسعد وأضّحك أي مخلوق في أي مكان ..ولمّا نزلت مصر في أول أجازة ليّا اتفجئت بأصحابي اللي كانوا مُبهجين، غير الأول وساعتها اتأكدت قد إيه ظروف البلد والمجتمع بتأثر علينا"
أنا شاب لكن عمري ألف عام..وحيد لكن بين ضلوعي زحام..خايف و لكن خوفي مني أنا..أخرس و لكن قلبي مليان كلام...
تُخفض نظرها وبعيون حائرة موضحة حالتها حينها"ارتعبت في البداية واحترت- أعمل إيه يبسطهم زي ماكانوا بيبسطوني ديمًا- وحاولت أعمل أي حاجة تسعدهم وترجع بالضحكة لهم، وفي يوم وأنا بجهز فنجان قهوة على سبرتاية جدتي قررت اوزّع بالون في الشوارع والمواصلات.
مصر كلها بتمر بحالة من الاكتئاب ..كل أجازة انزلها لمصر، انزل فيها الشوارع في إسكندرية او المترو في القاهرة و أوزع البالون، وضحكة الناس بالبالون كانت كافية لسعادتي-احنا أطفال من جوانا جدًا وأقل حاجة بتفرحنا- افرحوا بتفاصيل الحياة".
أنـا اللي بالأمر المحال أغتـوى ..شفت القمر نطيت لفوق فى الهوا ..طلته ما طلتوش إيه انا يهمنى ..وليه .. ما دام بالنشوة قلبى ارتوى..
الكاتب
حسناء محمد
الأربعاء ٢٠ يناير ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا