بالصور:حياة الوردة ”شيماء الصباغ”..رحلت و بقي الشوك!
الأكثر مشاهدة
"2011"مشهد أول..
"عيش.. حرية..عدالة اجتماعية" فتاة سمراء اللون، لم تتعد يومِها العقد الثالث من عُمرِها، تهتف في مظاهرات الإسكندرية في 25يناير، تُركز أكثر في هتافها قد تلمح "لدغة" مُحببة في حرف "الراء"، تقترب منها أكثر قد تلاحظ حملها، بمولودها الأول والأخير "بلال".
"2015"مشهد ثاني..
مسيرة حمل المشاركون فيها الورود، تكريمًا للذكرى الرابعة لـ25يناير، لم تتعد المسيرة ال30شخصًا، لم تهدد أمن شخصٍ ما ، لم تُثر فزع أحد، وفي ثوان تغير المشهد لم تعد مسيرة..بل تحولت لهرج ومرج، واطلق الخرطوش على المشاركين فيها، بينهم فتاة سمراء -أو نحيلة كما سيقال عنها بعد ذلك- ارتفع صوتها بهتاف "عيش حرية عدالة اجتماعية"، تقطع الصوت، وتشوشت الرؤية..لتعود،..لكن ها هناك زميل يحمل الفتاة متخضبة في دمائها.. دماء تسيل في كل مكان، يحاولون إسعافها، يُقبض عليها، الدماء ما تزال تسيل..تقّطع النفس، اسكت الخرطوش ..الإسكندرانية السمراء، بعد أربع سنوات من مكابدتها للقدر، أصبحت نهايتها..النهاية الغالبة لجيل بأكمله.
جمع بين المشهدين الفتاة سمراء، من إسكندرية، "هي" شيماء الصباغ، إحدى ورود مصر التي تفتحت في 2011، عُرف عنها حبها للشعروالأدب ، كانت أمينة العمل الجماهيري لاحد الأحزاب اليسارية، أم لصبي صغير لم يتعد عمره وقت مقتلها الأربع سنوات.
عرف عنها بمساندتها لحقوق العمال، ودفاعها عن قضاياهم، ومعارضتها الشديدة لنظام الاخوان، كانت تقول "انا لم أتخطى ال18 يومًا من الثورة" في الإشارة لعدم اعترافها بالحكومات التي جاءت بعد 11فبراير2011.
آمنت شيماء بما تريد، وفعلت ما آمنت به، فلم تلتفت لمن يثنوها عن الذهاب للقاهرة في يوم24يناير، حاملة إصرارها من الإسكندرية لمدينة الألف مئذنة، لإحياء ذكرى الشهداء بالورود في مسيرة، دعى لها حزبها، فاستجابت "الوردة" كعادتها، تاركة ابنها، وأهلها على وعد بالعودة، لم يتحقق، فرغم سلمية المسيرة، لم تتأخر نفوس السوء عن الأذية.
في ذكراها تداول البعض مقطع فديو مصور لابن الوردة، يغنى "الناس عايشة في أمان".
"البلد دي بقت بتوجع ومفيهاش دفا يارب يكون ترابها براح وحضن أرضها أوسع من سماها"، أمنية اخيرة تمنتها الشهيدة يوم 14يناير، وللأسف لم تبخل عليها مصر بها، لترحل يوم24 يناير2015، تاركة أيقونة جديدة للشارع المصري، ومطلب قصاص جديد، تحقق في يونيو الماضي بالحكم على قاتلها ب15عامًا.
الكاتب
نيرة حشمت
الإثنين ٢٥ يناير ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا