زينب تحكي: زوجي تركني بعد بداية العلاج الكيميائي وتزوج بأخرى،لكنه لم يكسرني!
الأكثر مشاهدة
لا أشعر برجلي خدرًا اجتاح جسدي والدموع تغرق وجهي، أعود لعملي بجسدًا أكبر عمرًا وأكثر همًا، مرت أمامي سنواتي الست وأربعين كصور متلاحقة تزينها وجوه أولادي الثلاث وزوجي، ماذا سيفعلون بدوني؟
أصعب لحظة مرت عليّ في حياتي، فبعد ما كان الموضوع مجرد ورم، ولم يكن لدي طبيبي أي شك بأنه سرطان، فاجأنا القدر بخططه، لحظة إدراكي واستيعابي ما يحدث قررت ألا أخبر أولادي، لا أريد أن أرى الحزن في عيونهم، تحاملت على نفسي حتى وصلت لبيتي، أفكر كيف أبلغ زوجي، لا أتوقع رد فعله، أعلم أنه سيقف بجانبي بعد عشرتنا الطويلة لكني أخاف عليه من الصدمة، الخوف من ذبولي كأنثي في عينيه.
بدأت مرحلة العلاج، وتساقط شعري وكل همي إخفاء ما يحدث لي عن أطفالي، لكن ذات يوم رأني ابنى الكبير دون طرحة، وشرحت له أن ذلك من أثر العلاج، بعد سنوات من العلاج سأخبر ولديّ الآخرين.
لم تتوقف الحياة عن محاولات إضعافي، فبعد عشرين سنة عِشرة وعطاء مع زوجي، تركني في محنتي، وتزوج بآخرى، ربما كانت الصدمة شديدة، لكن استطعت أن أقاوم وأستمر لأجل نفسي لأول مرة، لم أنفصل عنه لمصلحة أولادي، لكنى وجدت قوة داخلية وإيمان شجعني على الاستمرار، ألتفت لعملي وجعلته ركيزتي الأساسية في الحياة، ساعدني كثيرًا التقائي مع سيدات وبنات آخريات عانين من السرطان، تلاحمت قصصنا سويًا، فتعاونا على التحمل والصبر، ووجدنا داخل كل منا قوة خلقتها داخلنا معاناتنا المشتركة.
الآن بعد سنوات وجدت أن التجربة غيرتني لشخص أفضل وأقوى، حتى مع زوجي الذي تركني في محنتي، ومع الأشخاص الذين حاولوا دومًا إحباطي العيب و"اللي يصح وميصحش"، وجعلتني قادرة على مشاركة التجربة مع أخريات لعلها تشجع سيدات مازلن تحت رحمة الخوف من العلاج وخاصة الكيميائي، دومًا أنصحهن "العلاج لا يخيف بل يقلل من أضرار المرض".
الكاتب
نيرة حشمت
الأحد ٠٧ فبراير ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا