3حكايات للدلوعة الفاتنة ”شادية” ..في ذكرى مولدها
الأكثر مشاهدة
سبتمبر 1966، إذاعة صوت العرب
جفت الدموع –قصة يوسف السباعي –بطولة صلاح ذو الفقار، شادية –إخراج أحمد عبد الحميد
هو مكنش مناسب ليكي من البداية يا هدى، تجيبها : نحن لا نختار.. لكي ننتقي الملائم ونترك غير الملائم.. إننا نُحب هذا الشخص أو ذاك.. لا لأنه يُلائم أوضاعنا الاجتماعية، ويسد حاجتنا في الحياة.. وإنما نحبه لأن ثمة أشياء داخلية لا يمكن مقاومتها تدفع كُلًا منّا إلى الآخر.. وأقوال داخلية لأنها بلا مقاييس ولامعايير.. قد يتشابه توأمان في كل شيء، ولكنك تحب أحدهما.. دون أن تحب الآخر.. كما أننا لا يمكن أن نقبل في الحب .. مبدأ البدل.. مهما كان وجه الشبه، ومهما كانت الأفضلية.
تقول كلماتها الأخيرة في المسمع الإذاعي وتنظر بعيناها اللامعتان لزوجها صلاح ذو الفقار وتهمس ضاحكة له "تفتكر حكايتنا هتستمر وهكسر رقم 3 ولا 3 هو المنتصر بردو"، يرد عليها غامزٍ بإحدى عيناه "خلينا نمسح 3 من حياتنا خالص".
وهكذا كانوا، فرغم قرار شادية بعدم الحب والزواج والتركيز فى عملها فقط خاصة بعد زيجاتها الاثنان الفاشلتين وما مرت به من آلام بسببهما إلا إنها وقعت فى الحب للمرة الثالثة وتزوجت من الفنان صلاح ذو الفقار.
أنا عايزه الناس يتكلموا عنك ..ويشاوروا عليك ويخافوا منك ..واسمع عنك الف مغامرة والف حكاية ..كل مغامرة يكتبوا عنها الف رواية.. فارس أحلامى حبيب قلبى وحبيب أيامى..
1964،بدأت قصة الحب الحارقة بين صلاح وشادية..تحدثت الصحافة..تحول حبهما لإشاعة ونميمة المعجبين، قررا الزواج أخيرًا لتتويج حبهما في 1965
وكانت تريد الإنجاب منه ولكن الحمل تم إجهاضه فى الشهر الرابع وساءت حالتها النفسية وتم الطلاق الأول الذى لم يستمر كثير وعادت المياه لمجاريها لمدة عامان ثم طلاق ثاني وأخير من ذو الفقار عام 1972 ليكسرا عدد 3 فسبق وأن اعتادت شادية خلال زيجاتها السابقة الاستمرار لثلاث سنوات فقط.
1948، إذاعة الكويت
شيء من الحب - قصة بهجت قمر – إخراج وجدي الحكيم
بشئ من النور ...تدوب الظلمة في عنينا...بشئ من الحلم ...أضم الكون في أحضاني..بشئ من الشوق...لبكرة.. بكرة حيجينا..
1986، تستيقظ صباح يوم مشمس على غير العادة في سماء لندن، تستمع لبعض التسجيلات التي قام نادر بتسجيلها لها لكسر ملل الفراش والمرض، فتجد تسجيل لإحدى أغنياتها بمسلسل شىء من الحب..أخر أعمالها الإذاعية ..تبتسم وتدندن مع الأغنية المُسجلة "بشئ من الحب ...تبقي الدنيا شئ تاني..".
يدخل عليها الطبيب الشاب لبناني الأصل للمعاينة اليومية بعد عمليتها الأولى، تنظر إليه مشرقة الوجه وتقول ضاحكة "في ايديك قوة تهد جبال"، يبتسم لها ابتسامة واسعة ويبلغها عن مدى عشقه لأغانيها وصوتها الحريري المشابه "لستائر شباكنا حرير" .
يتركها الطبيب بغرفتها ليبلغ ابنها الروحي من عماد حمدي "نادر" ، الفنانة بحاجة لعملية استئصال آخرى ..يرد عليه "لكن ماما شادية لسة خارجة من عملية" فيجيبه "نعم، لكنها بحاجة لعملية آخرى لاستئصال بعض الورم لضمان شفائها بمرحلة الكيماوي الأخيرة".
"شادية" فنانة مصرية، تميزت بحيويتها وخفتها في العديد من الأفلام الهامة بتاريخ السينما المصرية خلال فترة الستينيات والسبعينيات، استطاعت بموهبتها في الغناء والتمثيل أن تصبح أحد أبرز نجمات السينما، كما اعتبرها الكثير من النقاد أهم فنانة شاملة ظهرت في تاريخ الدراما العربية، وأطلق عليها لقب “دلوعة السينما المصرية”.
ظلت الفنانة المصرية نجمة الشباك الأولى لمدة تزيد عن ربع قرن، وقدمت خلال فترة ما يقارب أربعين عاماً حوالي 112 فيلماً و10 مسلسلات إذاعية، بالإضافة إلى مسرحية واحدة وما يتجاوز 1500 من الأغاني الخفيفة والوطنية. إلى أن بدأت حربها ضد السرطان في 1986، لتستمر حربها لثلاث سنوات، سافرت إلى الخارج لتلقي العلاج..استئصلت أجزاء من الثدي وجسدها، وعادت بعدها لتعتزل الفن، وتتبرع بشقتها لتكون مركزا لفحوصات سرطان الثدى.
1935،فيلم مين يشتري الورد – اغنية بتبصلي كدة ليه للقصبجي
بتبصلي كدة ليه والمكر جوه عينيك..سرحان تناجي إيه والحيرة باينة عليك..انت شفت الورد فتح ع الغصون..قلت تقطف وردة وتداوي الشجون
حينما تغنت ليلى مراد بتلك الكلمات لم تكن تدرك حينها أنها ستكون بداية نجم ساطع أخر، فهكذا سقطت شادية أو فاطمة أحمد كمال شاكر- ابنة حي عابدين والعائلة المتوسطة المحافظة – في غرام ليلى مراد لتردد اغانيها وتحفظها عن ظهر قلب.
البيت في حالة من الفوضى الوادة تعد الطعام، شادية تجهز المنزل لزيارة مهمة لم تعرف بعد من صاحبها، تسأل جدتها فتقول :" صديق والدك الفنان التركي منير نور الدين" تستمع شادية للاسم وتقفز فرحًا لتطلب من جدتها مساعدتها في خطتها لعرض موهبتها أمام زائر والدها .
ينتهي الجميع من تناول غداء شهي ليدخل والدها وزائره لغرفة الضيوف، تنادي عليها جدتها قائلة "فاطمة صوتها مميز جدا يا منير" تدخل شادية وتغني "بتبصلي كدة ليه ما تقولي قصدك إيه..بتبصلي كدة ليه عايز تمنيني..ولا صعبت عليك حبيت تواسيني..".
1974، مجلة سيدتي
حكت شادية في حوارها أن من أهم المواقف في حياتها الذي لن تنساه طوال عمرها كان عند زيارتها مع والدها لمنزل أم كلثوم في صيف عام 1964 في حضور المخرج أحمد بدرخان، والغريب أنها لم تهب اللقاء والموقف وعندما طلبت منها الست أن تغنى غنت لحن القصبجي «بتبص لي كده ليه»، لتؤكد أم كلثوم أن البنت موهوبة، قائلة: "الخامة كويسة وبالاجتهاد والإخلاص ستنجح بالتأكيد.. صوت البنت يا بدرخان فيه حنان وشجن وإحساس.. ربنا معاكي يا بنتي".
1994، هالة سرحان
في حوار نادر، بعد غياب طال عن الإعلام، تسألها هالة عن رمزية رقم (3) في حياتها، ترد ساخرة "رقم استحوذ على حياتي كل حاجة حصلت تجسدت فيه ودي حاجة سهلت عليا كتير في تذكر أحداث حياتي!"
يجب علينا ألا نستبعد على أنفسنا شيئًا مهما كان استنكارنا له.. فليس أقدر على الظروف من تهيئته لنا وتهيئتنا له.. ثم دفعنا إليه.. ببساطة وسهولة تجعلنا نعجب كيف كُنّا نستنكره ونستبعد الإقدام عليه.
الكاتب
حسناء محمد
الثلاثاء ٠٩ فبراير ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا