إيمان تحكي: المرض أعطاني آلام ومعاناة وفي مقابلها أشياء جميلة كحب واهتمام من حولي
الأكثر مشاهدة
ألم في صدري، يقض نومي لمدة ثلاث ليال، رغم ذلك لم أكن أنوي الكشف، فقد تعودت على الألم بسبب أمراضي المزمنة، لكن الدكتور وهو صديق مقرب لي كذلك، دفعني للذهاب للكشف، وذهبت بالفعل ووجد الطبيب الورم، لكن الدكتور لم يشك في كونه ورم خبيث، حتى أجريت اختبار للعينة مرتين، وعندما تأكدت أجريت عملية، وكان دكتوري عطاء من الله أجابني على كل أسئلتي وطمئني على العملية والعلاج.
تعودت على تقبل كل مشكلة، أعلم أنها هبة من الله واختبار، فشكرته وحمدته، وخضت اختباره واثقة به، ورأيت مرضي كأي مشكلة تحتاح للإهتمام وليس الإهمال، هكذا هى معتقداتي ونظرتي للأمور دائمًا، كل ما كان يقلني في ذلك الوقت والدتي، كنت أعلم أنها لن تتحمل رأيتي اتألم، فهى رحمها الله كانت تقولي عنى أني يدها وقدمها في الحياة.
لأجل أمي وزوجي وأولادي تشجعت ولم أهاب العملية أو العلاج، ويوم العملية تهيأت لها وأنا أضع مكياج كامل، كنت أخفف على من حولي وليس العكس، لكن والدتي لم تتحمل كل ذلك للأسف، فبعد العملية ولأنه ليس لدينا ثقافة التعامل مع المرض، كثيرًا مما زاروني رددوا عبارات مثل "شعرك سيقع"، مما أثار قلق والدتي وسقطت صريعة المرض، وبسبب إهمال طبي توفيت.
كان وفاة والدتي فوق طاقتي، حزني عليها جعلني أهمل العلاج ولم ابدء به لكن ضغط من حولي جعلني أنتظم به، وبدأت مرحلة جديدة من الألم، ورغم تساط شعري وشحوب وجهي والزرقان حول عنيني وإرهاقي الشديد، الا أني لم أهتم، وكنت أحيانا أنسي مرضي واتفاجأ بمنظري أمام المرأة فأدهش وأتذكر مرضي، لكني تخطيت تلك المرحلة وكل المراحل التالية.
وكانت المرحلة التالية مرحلة العلاج الإشعاعي، وأكرمني ربي بدكتور جيد عالجني بأسلوب جيد ودقيق، لأني كنت مصابة بمرض البهاق الجلدي، وفور انتهائي من العلاج الإشعاعي، ذهبت لعمل عمرة شكر لله على حبني به من كرم وعطاء.
طوال فترة العلاج وجت حب وعطاء من حولي في تفاعلهم معي، فزوجي يقدم لي الفطار في السرير، وبني وانتي يهادوني بالشكولاتة كل يوم، ويساعدون مع والدهم في أعمال المنزل.
"فعلا أن مع العسر يسر كما وعدنا الله فلا يكلف نفسًا الا وسعها"، مستمرة في العلاج الهرموني ولمدة عشر سنوات قادمة، لكني ممتنة وسعيدة للمرض الذي رغم آلامه ومعاناته، لكنه أعطاني أشياء جميلة كحب واهتمام من حولي.
الكاتب
نيرة حشمت
الأربعاء ١٠ فبراير ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا