في عيد الحب..حكايات وغراميات لبائعة الفاكهة

طول عمرى بأقول لا أنا قد الشوق وليالى الشوق ولا قلبى قد عذابه ..وقابلتك انت لقيتك بتغير كل حياتى ..ما اعرفش إزاى انا حبيتك ما اعرفش إزاى ياحياتى ..

يقتلع "الشتلة" وهو يدندن مع الست، من همسة حب لقتني باحب وأدوب في الحب وصبح وليل على بابه، وقعت الكلمات على سمعها كالزمرد، لتجد نفسها ترددها مع والدها وهى تعمل بجانبه، "مكنتش بردد غير الجملتين دوول ..ممزجنيش من كلام الست غيرهم".

تضحك ضحكة مُجلجلة وتقول: "ابويا كان شاري مُسجل وطول الوقت مشغله جنبه على الست" كبرت زينات على كلمات الست، لم تنضج بعد لكنها رغبت في الحب.. تمنت أن تحيا بكلمات الست.

إلا عيونك انت دول بس اللى خدونى وبحبك أمرونى ..أمرونى احب لقيتنى باحب وأدوب فى الحب وصبح وليل على بابه..

"كنت في 6 ابتدائي لما قابلته وحبيته" ومع أول نظرة وقعت زينات في أولى غرامياتها، سهرت الليالي تستمع لام كلثوم،"كنت بطبق كلامها بالحرف"،  انتهى العام الدراسي وبدأت الامتحانات، " مذاكرتش حاجة..همتحن في إيه"، ورسبت زينات ليصدر والدها الحكم بفشلها وقرار خروجها من التعليم.

هل رأى الحب سـكارى مثلنا كم بنينا من خيال حولنــا..ومشـــــينا في طريق مقمر تثب الفرحة فيه قبلنـا..وضحكنـا ضحك طفلين معــــًا وعدونا فسبقنا ظلنـا..

"كان لازم أحبه ..ده بيضحكلي في الرايحة والجاية"، لم تنتهي غراميات زينات بعد، بل بدأت قصة حب جديدة مع ابن الجيران، سهرت الليالي مع اشواقها لعشيق يقطن المنزل المجاور.

بضحكة خجول تقول:"هربت معاه..مانا مش هستنى ابويا يجوزني ابن عمي بالغصب..قلتله يابا مبحبهوش قالي هدفنك مكانك لو قولتي كلمة حب تاني"، فرّت مع حبيبها وزوجها "وابو عيالها" حاليًا، "عملنا نفسنا بدأنا من الصفر سوا، لحد مابقى عندنا اراضي وبيت ملك، وده كله بحبنا لبعض".

وكعادة الحياة تفاجئنا وسط سعادتنا بما لا يشتهيه السفن، فاجئت زينات وعائلتها الصغيرة بإصابتها بالسرطان، تجاوزا المنحة سويا، باع زوجها أرضه ومنزلهم المِلِك، لتبدأ بائعة الفاكهة رحلة علاجها، "عرفت اني كنت صح في اختياري وان الحب هو الحياة والسند، لمّا عبد الفتاح باع ارضه وبيته من غير لحظة تردد عشان علاجي".

وعمري ما اشكي من حبك مهما غرامك لوعني ..لكن أغير م اللي يحبك ويصون هواك أكتر مني ..أول عنيه ما جت في عنيك عرفت طريق الشوق بيننا ...

"البت بتسمع أم كلثوم كتير الأيام دي يا عبده تفتكر بتحب" يرد عليها ساخرًا "هو عشان انتي بتحبي بالست يبقى لازم هى كمان تكون بتحب"، تنظر جيدًا لابنتها مؤخرًا، تلاحظ تغيرات العشاق عليها، تضحك سرًا منتظرة مصراحة ابنتها إليها، تأتي الأبنة لتصارحها أخيرًا "ماما أنا بحب زميلي في الشغل".

واحشني وانت قصاد عيني وشاغلني وانت بعيد عني ..والليالي تمر بي بين أماني وبين ظنون ..وانت يا غالي علي كله في حبك وبين ظنون..

تساعد ابنتها في زواجها بمن تحبه، فالمحبوب مازال في بداية حياته، ولا قدرة له على الارتباط والزواج كاكثير من أبناء جيله، "بنتي ريداه والمثل بيقول اخطب  لبنتك ومتخطبش لابنك"، ساعدتهما على بداية الحياة الزوجية في عش صغير، كان عشها هى وزوجها وحبيبها سابقًا، "الحب هو الحياة وانا واحدة مجربة لوعة الحب وحلاوته" .

وقلبي لما سألت عليك قلّلي دي نار حبك جنة...