ياسمين تحكي :عشقت الكرة من صغري ولن أعيش حياتي بذنب الآخرين
الأكثر مشاهدة
"كعب .. فيونكة ..كرة"، واللعبة الحلوة تكسب، والكرة مش هتكون للولاد بس، الموضوع ليس تحدي، لكنه حلم وأمنية كبيرة، لفتاة بدأت خطوات العشرينات قريبًا، يتحمس لها فتيات أخريات، يأخذ الحلم مجراه، وعلى بساط أخضر يبدءن الجري خلف الساحرة المستديرة التي طالما دوغت رجال، وأصبح لها مريدها الآن من النساء، ومازالنا في انتظار المنافسة.
" العروسة مش اختيار حر للبنات هى فرض مفروض عليها، لكني لم أحبها وتمردت عليها فلم تشدني تلك الدمية الصماء، ووجدت حبي في تلك المستديرة، وتعلقت بها تعلق غريب في مجتمع يراها لعبة للولاد فقط، ويحصر اهتمامات البنات بالعرايس" تبدء ياسمين حكايتها.
تصوير:أحمد نبيل
"سيصفوني بالمسترجلة ولم أعد أبالي .. فيكفيني عشق الساحرة المستديرة"
منذ كنت طفلة وأنا أحب لعبة كرة القدم، وتعودت اللعب مع أقاربي، وتأجير ملعب كرة معهم، وكلما كبرت كلما زاد تعلقي بتلك المراوغة المستديرة، دخلت نادي الطيران ولم يمانع أهلي فلم يكن تعلقي بالكرة حرام ولا عيب حتى يمنعوني، لم أقم بعمل خطأ، فقط أحببت الكرة وأنا في مجتمع غريب فرض الكرة لعبة للولاد فقط، ولن أقبل حياة بذنب تفكير الآخرين.
"شوط .. شوط" ليست حكرًا على الولاد فقط، بنات كثيرة تتابع الماتشات وتصرخ بها وتتغني حبًا في فريقها المفضل وتتعصب له، أتحمس كلما رأيت فتاة تشجع من قلبها ولا تهتم، وأقترب منها واسألها هل تلعبي كرة؟، دائما ما انحصر الرد في ردين "لا أعرف شخص يعلمني لعبها" أو "الكرة للولاد فقط"، رغم تباين الردود الا أنها خلقت داخلي صراع كنت أنتهيت منه ولعبت رياضتي المفضلة واكتفيت، لكنى وجدت شعور بالمسئولية اتجاه أولئك البنات، فظهرت فكرة الأكاديمية بداخلي، لجأت لصديقاتي وأصدقائي، الكل يشجعني ووعود بتقديم المساعدة ولو بنشر الفكرة بين المعارف، أصبحت الفكرة وليدة شهور تفكير وتخطيط موجودة، الإقبال عليها ضعيف بالطبع ليست معروفة وليست فكرة مألوفة في المجتمع، لكن الآن أصبح عليها إقبال جيد.
" أنتى بنت والكرة للولاد .. البنت آخرها الزواج"
بالطبع إلى الآن مازال هناك معوقات، فربما اعتراضات من المجتمع كانت لتأثر بي من قبل، لكني الآن لم أعد أهتم بكلام الناس، لدي موهبة وسأهتم بها، ويفرحني كثيرًا عندما أري تعلق البنات مثلي بالكرة، واهتمامها بأنها تعلم نفسها ما تحبه، ولن أهتم بشىء آخر، ولن أقول ابدًا لبنت "لستي مؤهلة للعبة كرة القدم، سأظل أدعمهن حتى يتعلمن اللعبة أو يتركونها"، وبنات الأكاديمية كل يوم بشوفهم بيتحسنوا بيكبر جوايا حلم وبتزيد طاقة أننا نغيير مفهوم الناس عن الكرة النسائية، لأنها مظلومة في مصر جدًا طبيعي لأن البنات في مصر لا تأخذ حقها في الكثير من المجالات، رغم وجود أماكن لتدريب البنات على الكرة الا أن العدد قليل لقلة تلك الأماكن، ولعدم وجود اهتمام بفتح هذا المجال أمام البنات، وعندما يحدث العكس لن نجد تعارض ذلك، لأنه بالتبعية ستكون شيئًا معتادًا.
صاحبة شعار الكعب العالي والساحرة المستديرة، أنهت حكايتها وهي تتمنى أن تنفذ فكرتها في محافظات عديدة حتى لا تحرم الفتيات من لعب الكرة التي عشقنها، والا تحرم بنت على الإطلاق من الاهتمام بموهبتها، خوفًا من كلام الناس الذي سيحدث في النهاية.
الكاتب
نيرة حشمت
الأحد ١٤ فبراير ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا