”نور” ورحلة ابن بطوطة في أبو النمرس
الأكثر مشاهدة
- وما خطورة دار الجبل؟
فقال متنهداً:
- تسمع عنها الكثير،كأنها معجزة البلاد، كأنها الكمال الذي ليس بعده كمال – ابن فطومة..نجيب محفوظ
بخطى "مُتمهلة" تمشي "هي" إلى كُتاب قريتها الصغير – أبو النمرس – لتبدأ يومها بمراجعة جزء من القرآن، ويليه مساعدتها لشيخها في تحفيظ الأطفال وتعليم كبار السن الأبجدية، ينتهي يومها بالكُتاب فتبدأ حياة الرحالة في أبو النمرس إحدى قرى الجيزة .
تصوير: أحمد نبيل
أبو النمرس فيها اكتفاء ذاتي، لكن مشكلتها الدوشة، وأنا بستمتع بدوشتها ! – نور ورحلة أبو النمرس
نور؛ فتاة في الثالثة عشر من عمرها، تقطن في إحدى قرى الجيزة، حياتها البسيطة تقتصر على مراجعة القرآن ومساعدة شيخها في الكُتاب.. لم تنل حظها بعد من التعليم المدرسي، لكنها أيضًا كانت أكثر حظًا من أشقائها إذ نالت قدر كافي من التعليم البديل - الكُتاب – إضافة لتوسعها في القراءة الحرة من خلال مكتبة شيخها "في قريتنا مفيش غير مدرسة واحدة وللبنين بس ..معظمنا مبتيعملش واللي بيتعلم بيكون من خلال الكُتاب ".
يوماً سألته:
-إذا كان الإسلام كما تقول فلماذا تزدحم الطرقات بالفقراء والجهلاء ؟
فأجابني بأسى:
-الإسلام اليوم قابع في الجوامع لا يتعداها إلى الخارج! – ابن فطومة..نجيب محفوظ
الشيخ "بيومي" مدرس في الأزهر، " معَلم بناته كلهم ولما حس إن بنات القرية مظلومين فتح الكُتاب يعلمنا فيه ..ومع الوقت الكُتاب بقى يعلم بنات وأولاد وعواجيز كمان"، أختلف حال القرية كثيرًا بعد الكُتاب كما أختلف حال نور أيضًا "بقيت بحلم برحلتي حول العالم، حلمي كله بقى مقتصر في السفر والكتابة .
"بعد ماالشيخ علمني قاللي يا نور انتي دماغك حلوة وبدأ يديني كتب كتير أقراها".. كان لحظها أن يقع في يدها كتاب رحلة ابن بطوطة لتبدأ خطاها الأولى في حلمها، بابتسامة واسعة تقول: " انا سافرت مع ابن بطوطة استمتعت بكل قصصه وحكاويه وسافرت كمان مع ابن فطومة في رواية نجيب محفوظ ومن بعدهم خدت قراري – أنا رحالة – ".
ولا زرع بها ولا سمن ولا زيت، وإنما يجلب لها ذلك من بلاد المغرب – ابن بطوطة
لحظات من الصمت وعيون لامعة لتقول: "رحلتي بدأتها من القرية هنا، بعد ماكنت بلعن القرية وعيشتي فيها ..بقيت بستمتع بكل تفاصيلها، اكتشفت إن عندنا اكتفاء ذاتي، الناس بتاكل من زرعها وبتشتغل في أرضها وبتبيع المحصول للقرى المجاورة وبنشتري منهم محصول مبنزرعهوش إحنا..."
بدأت نور رحلتها مع الكتب لتنتهي بها برحلة على خطى ابن بطوطة "بس على قدها".. من قريتها أبو النمرس بدأت الرحلة لتتوغل فيها ومنها تنتقل إلى باقي قرى الجيزة لتستمع بمختلف تفاصيلها وتبدأ معها أولى كتابتها - التي لم ترى النور بعد - لتدوين رحلتها.
24 فبراير 1377، ولد ابن بطوطة أمير الرحالين – محمد بن عبد الله – بطنجة.. وفي مصر 25 فبراير 2003، ولدت نور التوفيقي بقرية أبو النمرس.. واحتفت دار الشروق للنشر بإطلاق الطبعة الـ8 من رواية نجيب محفوظ "ابن فطومة"، فى 27 فبراير2003، ليتحول شهر فبراير من "فبراير الاسود" لشهر الرحالة...
"الدوشة وتفاصيلها ممتعة والرحلة والبحث متعتهم أحلى ..."
الكاتب
حسناء محمد
الأربعاء ٢٤ فبراير ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا