بالفيديو.. ”رحمة” بطلة مصرية تنتصر لمتلازمي داون!
الأكثر مشاهدة
وسط فرحة التهاني بالمولودة الجديدة المنضمة للعائلة، نظرة الأب تبدو عليها الحيرة والارتباك، مر أسبوع على معرفته
بحقيقة مولودته الجديدة ولا يعرف كيف يخبر الأم، كم يخشى تلك اللحظة التي يخبرها فيها الخبر، وأن ابنتهما الجديدة مصابة بمتلازمة "داون"، لحظات ذهول مرت على الأم امتد لأسبوع حتى استوعبت حقيقة الوضع، الذي صادف أنها لها خبرة معه وهى تعمل خبيرة تخاطب، وجاء قرراها بالمواجهة والمحاولة، وسمياها "رحمة".
لحظات لا تعيها رحمة بالطبع، لكنها تعلمها بأدق التفاصيل من كثرة ما حكيت أمامها، وقد تسترجعها في كل مرة تقف أمام الحضور لتلقي كلمة، سواء متحدثة باسم متلازمي داون مصر، أو أنها تمثل مصر في أحدي المؤتمرات الخارجية، تستوقفني وضوح كلماتها فلا تحتاج لمترجم كما يظن البعض، فقط تحتاج لانتباه لكلماتها التي بالتأكيد ستكون مفجأة لمن يسمعها، لكنها أخذت صبر ومثابرة من رحمة والأم حتى تنجزها.
رحمة خالد تتحدى متلازمة داون
تصوير وفيديو: أحمد نبيل
ذات التسعة عشر عامًا حياتها مليئة بالتحدي والمواجهات فبداية من مولدها بـ "الصفرة" ورفض الطبيب وضعها بالحضامة اعتقادًا منه أنها ستموت لولا تشبث الأهل ببصيص من الأمل والإيمان، وبحثهم عن حضانة أخرى والذى أتى نتائجه اليوم، وتنبض بحياة حافلة بمدلايات فضية وذهبية وبرونزية وشهادات التقدير.
"بنتك مش هتقدر تستوعب" كلمات تقال للأم لرفض قبول طلبها بإدخال ابنتها المدارس، لتتعلم بداية في فصول "دامجة" –أي تجمع بين متلازمي داون وغيرهم- وبعد ذلك في فصول عادية، والتي رفضتها العديد من المداس، تحكي رحمة "حتى تقابلت مع ميس "عزة" التي رفضت قبولي، لكن والدتي أصرت عليها كي تختبرني فوجدتني على مستوي جيد فقبلتني في المدرسة، وحين عارضت والدتي إكمالي التعليم لمرحلة الثانوية استنجدت بها لتقنع أمي، فأكملت التعليم الثانوي الفندقي، وها أنا في سنتى الثانية في معهد سياحة وفنادق".
"ماما هو أنا معاقة إزاي؟" تجيب الأم "من قال لكي ذلك؟"، لترد بسؤال لماذا أنا أذًا في فريق المعاقيين، صاحب الإعاقة السمعية لديه سماعة تساعده، وصاحب الإعاقة الحركة لديه كرسي متحرك، وصاحب إعاقة في النظر لديه عصا تساعده أو نظارة سوداء؟ لكن أنا ليس لدي كل ذلك فلماذا أنتمي للمعاقين؟" سؤال رحمة ذات الثالثة عشر وقتها، ألجم الأم فلم تستطع الرد، لكن مع الوقت ستعلم رحمة أنها متلازمة داون لأنها لن تقتنع ابدًا أنها إعاقة، وستواجه الكل بذلك.
اقرئي أيضًا.. شغف سارة أنور بالتوثيق الفوتوغرافي يقودها لتوثيق منزل جدتها
أمام صندوق "الكنز" كما أسمته تبتسم "رحمة" وهي تعد ميدلايتها العديدة، وتقول "قالوا لأمي احمدي ربنا أنها بتمشي لن تقدر على السباحة"، وتحكي "لاحظت أمي حبي للسباحة فأخذتني لممارستها رفض المدرب تدريبي ولكن مدرب آخر وافق وأنا الآن بطلة سباحة، واساعد المدرب أحيانا في تعليم الصغار السباحة"، رحمة لا ترى نفسها حاجة للاعتذار من مجتمع على خلقها بهيئة تخالف توقعته، بل ترى لنفسها حق في الحياة ولن تتنازل عنه.
"التحدي والنجاح" متلازمين دومًا في حياة رحمة، وبصبر وتفاني تمر من الأول لتتوج خطواتها بالثاني، وتحلم بتغيير الفكرة السائدة عن متلازمي دوان، فتقول "لدينا حق التعليم والرياضة والصحة، ولكل انسان حق الإختلاف".
اقرئي أيضًا.. روان خالد .. نوبية تصور الأطفال لتظهر جمال مصر
رحمة شغوفة بالحلم ولديها إرادة حديدة لذلك كانت واحدة من أبرز المدعوات في "يوم احكي للستات 2017" وافتتحت كلمتها قائلة: "إحنا مبنعملش حاجة في حد، إحنا كويسين ومش معوقين"، لتؤكد على رفضها للتصنيف والقولبة وتعامل فئات من المجتمع معها على أنها متأخرة عقليًا، ودللت على كلمتها بأن متلازمة داون لم تمنعها من أن تصبح بطلة سباحة عالمية، لم تضع لها حواجز أمام الحلم، فحلقت نحو ما تريد.. فدرست بمدرسة الألسن قسم الخدمات السياحية، وتمنت أن تصبح مذيعة رغم كل "كلام الناس".
اقرئي أيضًا..
دعاء عارف تطلق شفاء بعد معاناة مع السرطان
مي زين الدين والدة المصري المحلق على كرسي متحرك في المونديال
هدير ماهر.. من الهند وكينيا إلى نيبال وفيتنام من أجل الإنسان
الكاتب
نيرة حشمت
الخميس ٠٣ مارس ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا