”سأناضل من أجل أهدافي و الموت لا يعنيني ” أنا ملالا
الأكثر مشاهدة
كانت طفلة في الخامسة من عمرها حين قررت أن تواجه ،تعيش في شمال غرب باكستان في وادي سوات تحديداً ، تحت سيطرة جماعة طالبان ، لم يكن ثمة وسيلة تحدث بها ملالا العالم عن الوضع في قريتها "وادي سوات " بعد سيطرة طالبان عليها بشكل كامل ، فراحت تدون عبر " بي بي سي اوردو" مدونتها بعنوان " غول ماكاي -يوميات مجهول" تشرح فيها الوضع و الخوف الذي يشعر به المواطن العادي في ظل سيطرة طالبان على وادي سوات ، بالأخص الفتيات ، حيث منعت طالبان الفتيات من الذهاب إلى المدارس بل و أحرقت تلك المدارس و كانت مالالا تعارض ذلك بشدة ، بل و تصر على الذهاب إلى مدرستها بشكل منتظم و تحث بنات قريتها على فعل ذلك ، و كانت المعارضة العلنية لطالبان تعرض حياتها للخطر حيث كان المعارض يُعدم علنا أمام الجميع فلم يجرؤ أحد على الوقوف في وجه الطغيان سوى الطفلة "ملالا"
كتبت ملاله في يناير 2009 حيث كانت في الحادية عشرة من عمرها " راودني حلم مخيف لطائرات الجيش و طالبان ..هذه الأحلام تراودني منذ إنطلاق الحمله العسكريه في سوات كنت أخشى الذهاب الى المدرسه لأن طالبان أصدرت قرار بمنع جميع الفتيات من التعليم .. في طريقي من المدرسة إلى المنزل كنت أسمع رجلا يقول سوف أقتلك كنت أسرع الخطى لكن ما أثار ارتياحي هو أن الرجل كان يتحدث في هاتفه الجوال ولابد وأنه كان يهدد شخصا اخر"
"كما كتبت في إحدى مدوناتها :"على الرغم من أني كنت طالبة في الصف الخامس في عام 2009 لكنني قررت نقل هذه المخاوف التي تعانيها الطالبات إلى العالم الخارجي لهذا السبب أرشدني أبي إلى كتابة يومياتي على ال " بي بي سي " بإنتظام و نقل مشاعر زميلاتي وجاراتي اللاتي تعرضن للإرهاب لكن قرار منع الطالبات من ارتياد المدارس كان صادما بالنسبه لي ولزميلاتي في الفصل أن نسمع أن المدرسه قد تغلق وأنه لن يسمح لنا بالدراسه مره أخرى"
لم توقف التهديديات ملالا عن تحقيق أهدافها في الحصول على التعليم كحق مشروع لها ، فاستيقظت صباحًا في اكتوبر 2012 وكانت في الخامسة عسرة من عمرها وقتذاك لترتدي زيها الباكستاني التقليدي ، و طرحة مطرزة ، تقف عند الباب في انتظار صديقاتها للذهاب معًا إلى المدرسة ، حيث كانت ملالا واحدة من بين إحدى عشرة طالبة فقط من أصل سبعة و عشرين ما زالن يذهبن إلى المدرسة ، و في الحافلة صعد رجلين مسلحين سئلا "أين ملالا؟" أشارت إحدى الفتيات عليها ، و فوراً تم إطلاق النيران عليها ، أصيب بطلقتين في الرأس لم تخترقا الجمجمة و إستقرتا في الكتف ومنذ تلك اللحظة و ملالا أصبحت " ملالا يوسف زاي " الطفلة التي أرّقت طالبان
اختارت مجلة التايم الأمريكية ملالا لتكون شخصية العام ، كما أنها اختارتها كثاني أهم شخصية في العالم بعد الرئيس باراك أوباما ،
كما خصصت الأمم المتحدة لملالا يوسف زاي يوم 4 نوفمبر من كل عام ليكون "يوم ملالا" اليوم العالمي لملالا
وفي 2014 حازت ملالا على جائزة نوبل للسلام لتكون بذلك أصغر الحائزين على جائزة نوبل على الإطلاق ، كما أنها قادت حملة من أجل حصول الفتيات على حقهن في التعليم وليس فقط في باكستان إنما حول العالم بأكمله
كما أنتج مؤخراً فيلمًا توثسقس روائي بعنوان " أسماني ملالا " و الذي يروي قصة حياة ملالا ومن المفترض أن يعرض الفيلم في مهرجان بيروت السينمائي للمرة الأولى في الشرق الأوسط
"سأناضل من أجل أهدافي و الموت لا يعنيني " أنا ملالا
الكاتب
نورهان سمير
الثلاثاء ٠٨ مارس ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا