”البلياتشو”..قرأتها فتحولت لأفعى!
الأكثر مشاهدة
يوم أُفني كُلّ ما خلقت..ستعود الأرض محيطًا بلا نهاية..مثلما كانت في البدء..وحدي، أنا، سأبقى.
وأصير كما كنتُ قبلًا..أفعى، خفيةً، عصية عن الأَفهامِ....
تلك يا حبيبتي، ترنيمة لإيزيس (إيزت، بحسب النطق المصري القديم) سجّلها المصريون القدماء، قبلما تتشوه صورة الأفعى في الأذهان، كان ذلك في الزمن القديم...كانت الأفعى رمز لكل الإلهات على اختلاف أسمائهن.-ظل الأفعى
2014 الفن ميدان، فتاة في العشرين من عمرها، تقف بعيدًا في زي "بلياتشو"، تقترب منها فتبدأ بحركات أشبه "بالمايم" عرض واحتفاء خاص بها، تتلفت الأنظار عليها يقترب المارة أكثر ، فتبدأ عرضها...
نالت "منة" إعجاب الجميع خلال شهور قليلة، وبدأت خطاها الأولى في المايم والبلياتشو، تنوعت عروضها الساخرة بين الأوضاع السياسية والاجتماعية المختلفة، إلى أن قرأت ما يبدل حالها وعروضها لاتجاه أكثر سخرية كما أنه أكثر قسوة على مجتمع اعتاد تابوهات المرأة.
وكانت الأفعى دوما، شعار كل الملكات العظيمات في الأزمنة الأولى:حتشبسوت، كليوباترا..وغيرهن من ملكات الأزمنة التي كانت الإنسانية خلالها، لاترى بأسا في أن تحكم النساء، بل ترى أنه من الطبيعي أن تحكم النساء...-ظل الأفعى
منة؛ طالبة وفنانة "نحت"، عشَقَت بالنحت مُختلف الفنون لكن "للمايم" والبلياتشو لها عشق خاص، "حكايتي بدأت مع البلياتشو في أول سنة ليّا بالجامعة، ومع الجامعة بدأت اتعلمه واطلع مهرجانات"، تقبلها المجتمع بشكل جيد في سنواتها الأولى من الجامعة، "كانت لسة الثورة ليها شنّة ورنّة في الشارع، والفن ميدان كان عشق وملتقى الشباب..كلنا كنا بنتكلم سياسة بفننا" تحدثت بفنها واطلقت له العنان.
لكن ليس بسبب الثورة فقط تقبلها المجتمع، بصوتٍ مُبهج وساخر تقول:"أفتكر لو كنت بعمل نفس اللي بعمله دلوقتي أو كنت بحاول أعمله كان المجتمع والناس هتهاجمني بردو، لكن أنا ببساطة وقتها كنت زي كل الشباب والمصريين بتكلم في المعتاد وشكلي الشكل المعتاد والمألوف للبنت في الشارع المصري".
بالمناسبة، هل تعلمين أن تسعين بالمائة من الأفاعي، غير سام. وأن مائة بالمائة من الأفاعي، لا تهاجم إلا أنسانا اعتدى عليها، الأفعى كائن مسالم في الأساس...-ظل الأفعى
في هدوء وعيون شغوف تكمّل منة، "في بداية دراستي للنحت أهلي كانوا معترضين على دراسة "الأصنام"، تخطيت مرحلة الأصنام وبدأت أكون بلياتشو وأهتم بالتمثيل أهلي أعترضوا على "قلة الأدب" تبعًا لاعتقادهم على التمثيل والفن، دايمًا كنت بصطدم مع أهلي والمجتمع في تابوهات مختلفة لكنها كانت غالبًا تابوهات عامة..لحد ما قرأت رواية "ظل الأفعى" للكاتب يوسف زيدان".
انتقلت "منة" بحربها إلى ساحة أخرى لكنها أكثر قسوة، "بعد رواية ظل الأفعى عرفت إن ليّا حق في تحديد مسار حياتي، واني مبطلبش حاجة زيادة عن حقي...واني كائن مقدس وليه أهمية موازية لمختلف الكائنات على الأرض بل أنا بزيد عنها في اني مصدر الحياة ونبعها".
ومع عشقها لأنوثتها وتجليلها، عشقت منة الأفعى، وبدأت تتعلم فنون الأفعى وبها عملت لتتحدث عن الأنثى وحقها بالمجتمع "مبقتش بلياتشو بس لكن بقيت بعمل عروض تجمع بين الأفعى والبلياتشو، الأفعى بتمثل الأنثى بشكل كبير..مرنة مرونة الأنثى..قوية ومسالمة في نفس الوقت..الأفعى أفضل من تتحدث عن حريتنا وحقنا"
وتوضح استقبال المجتمع لعروضها قائلة: "المجتمع رفضني بشكل تام، ورفض العروض ومواضيعها، لكن أعتقد إن الأيام المقبلة هتكون أفضل وخاصة اني هبدأ أعمل عروض مع منظمات نسوية مختلفة".
ولو كان النساء كمن فقدنا....لفضلت النساء على الرجالِ
وما التأنيث لاسم الشمس عيبٌ....ولا التذكيرُ فخرٌ للهلالِ
الكاتب
حسناء محمد
الأربعاء ٠٩ مارس ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا