في شهر المرأة.. «باربي» داخل قفص الإتهام
الأكثر مشاهدة
صباح الأربعاء، 9 مارس، أجواء معتدلة الحرارة ظاهريًا لكنها عاصفة بالنسبةٍ لها، ذكرى مولدها هذا؟ أم موتها..بنظرات تائهة، حائرة تنظر إلينا الحسناء «باربي» فهي لم تعلم بعد بماذا اخطأت؟ لتصل إلى المحكمة.. جاءت إلى دنيانا لتجد نفسها فاتنة بوزن وأوصاف مثالية، لديها من السيارات والشركات ما تبتغيه أي فتاة وامرأة، تعمل ماتحب ..فتُلقب مرة برائدة الفضاء ومرة آخرى بالطبيبة....
باربرا ميليسينت روبرتس ؛ والدها يُدعى جورج روبرتس ووالدتها مارجريت روبرتس من مدينة ويلوز في ويسكونسن. دخلت "باربي" مدرسة ويلوز الثانوية ومدرسة مانهاتن الثانوية الدولية في مدينة نيويورك. كما اعتادت الحياة الهادئة في مزرعة والدها بالإجازات إلى أن تعرفت على "كين كارسون" في عامها الدراسي الأخير، وبدأت تجتاح حياتها الهادئة موجات من العاطفة والعلاقات الغير مستقرة.
في شجن تروي مريم لـ«احكي»-بالمحكمة- عن طفولتها مع دُميتها، "وأنا طفلة كنت –قلبوظة- ونتيجة لوزني الزائد كان اسمي المعتاد –بطة- بين أصدقائي وآهلي، ورغم كل ما سبق إلا ان عروستي كانت فاتنة.. كل حاجة فيها مثالية، غالبا لمّا ماما كانت بتشتري عروسة جديدة ليّا كنت خلال أيام بكسرها، أيوة كتير كنت بحس بالغيرة منها ومن جمالها".
في تسعينات القرن الماضي، رغم نجاح "باربي" العملي في الأسواق العالمية، إلا انها نالت الكثير من الانتقادات وواجهت العديد من الدعاوي القضائية...
في تقرير للكاتب" دايفيد فريستون" بصحيفة "نيويورك تايمز" وجّه الكاتب بعض الانتقادات والاتهامات حول ترويج "باربي" لفكرة غير واقعية عن صورة جسد المرأة في مقتبل العمر، مما يؤدي إلى ظهور احتمالية إصابة الفتيات اللاتي سيحاولن تقليدها بمرض فقدان الشهية.
ويوضح الكاتب أن "باربي" تمتلك مقاسات جسد العروسة النموذجية وهو 11.5 بوصة طول؛ مما يشير إلى أن طول المرأة الحقيقية النموذجي هو حوالي 5 أقدام و9 بوصات بمقياس 1/6. وقد أشارت الإحصائيات الحيوية إلى أن مقاسات جسد باربي هو 36 بوصة (للصدر) و18 بوصة (للخصر) و33 بوصة (للأرداف). ووفقًا لبحث أجرته مستشفى "يونيفرسيتي سنترال هوسبيتال" في مدينة هلسنكي في فنلندا، فإن باربي تفتقر إلى نسبة 17 إلى 22 في المائة من دهون الجسم اللازمة للفتاة من أجل أن تحيض.
في حكاية آخرى تقول لبنى؛ "كنت مرتبطة جدًا بعرايسي ولعبي كلها وتنوعت فترات حبي ليهم، في الأول كنت بعشق –كرنبة- العروسة الشهيرة صاحبة الوزن الزائد، لاني كنت بعرف احضنها وانا نايمة، وبعدها انجذبت أكتر لباربي وجمالها وفضلت كدة لحد ما كبرت، وفي أوائل مرحلة المراهقة شكلي كله اتغير وبقى وجهي بشع من الحبوب اللي فيه، كرهت شكلي وكرهت نفسي ..في الوقت ده حسيت بكراهية شديدة لباربي وجمالها الفاتن اللي كان بيتمثل ساعات في اصدقاء ليّا واتكون جوايا حقد شديد ضدهم.."
وبصوتٍ ساخر تواصل لبنى "ومع الوقت كبرت شوية وتخطيت مرحلة المراهقة بكل العك اللي فيها ولقيتني بكره باربي جدًا لسطحيتها، يعني إيه عروسة بتمثل أحلام البنات تكون تافهة وكل اللي يهمها شكلها، طبيعي اننا نلاقي معظم البنات بتفكر في شكلها فقط وطبيعي نلاقي فكرة الراجل عن المرأة هو شكلها، ماحنا أجيال آتربت على عرايس بتهتم بالموضة والشكل فقط !"
1967، رفعت الجمعية الامريكية للجامعة النسائية دعوى ضد"باربي" وشركتها "ماتيل"، لترويجهما مفاهيم خاطئة للأطفال حول المرأة المثالية التي يجب أن يصبحوا عليها، كما أنهما يروجونَ مفاهيم خاطئة حول النساء بالمجتمع من "سطحية وجهل".
"عمري ما فهمت السبب من ان كل العرايس لازم تكون جميلة جدًا وعلى- الفورما- بتعبيرنا الشعبي، طيب وأنا طفلة كنت بحب –كرنبة- جدًا عن باقي عرايسي الجميلات، ممكن لانها كانت أقرب شبهًا ليّا.. احتمال، واتعجبت جدا لمّا عرفت حكاية "باربي" وان بدايتها كانت نتيجة لملاحظة روث هاندلر لابنتها باربرا وهي بتلعب بعرائس مصنوعة من الورق ولاحظت أنها كانت بتستمتع كثيرًا بالتعامل مع العرائس على أنهم أشخاص كبار..مفيش مشكلة مع الحكاية وكل الأطفال بتحب تلعب مع عرائسها على انهم كبار، لكن ليست بالضرورة أن تكون بمواصفات باربي المثالية، وليه تحولت تلك المواصفات إلى مواصفات المرأة المثالية ..هل هناك مواصفات للمثالية من الأساس ؟"، هكذا تحكي نور أمام المحكمة
في ديسمبر 2005، نشرت CNN تقرير حول بحث قدمه دكتور "أجنس نيرن" من جامعة باث في إنجلترا، مشيرًا فيه إلى أنه عادةً ما تمر الفتيات بمرحلة تكرهن فيها عروسة باربي ويفرضن على العروسة مجموعة من العقوبات، مثل قطع رأس العروسة ووضعها في فرن المايكروويف. لافتًا إن أمر التخلص من باربي دليل على نضوجهن ورفضهن لسطحية باربي وسطحية طفولتهن.
وفي 12 فبراير 2009، أعلنت BBC عن فوز Dallas Cowboy Cheerleader Barbie بلقب TOADY -Toys Oppressive And Destructive to Young Children- وهي جائزة أسوأ لعبة في العام. قدمت الجائزة مبادرة "من أجل طفولة سويّة بعيدة عن تأثير الدعاية والإعلانات التجارية" بسبب ترسيخ العروسة لمفاهيم سلبية عما يفترض أن تكون عليه الفتيات.
بصوتٍ طفولي تقول سما ذات الخمس أعوام "أنا بحب عرايسي وبحب فيلم باربي أوي، ولمّا أكبر هيكون عندي طيارة وبيت كبير زيها".
مارس 2009، قدم جيف إلدريدج نائب ولاية فرجينيا الغربية مشروع قانون عن حظر بيع دمى باربي وغيرها من الدمى التي تحث الفتيات على أن يهتممن بمظهرهن ويكن جميلات فقط، وذلك داخل ولاية فرجينيا الغربية فقط .
تواصل مريم حديثها لـ«احكي»، "كفاية احنا طلعنا أجيال مدّمرة نفسيا من تنميط المرأة وان الجمال ليه شكل ومش بس كدة لا ده فيه شكل للجمال المثالي كمان، فبلاش نفرج اطفالنا كمان على افلام ديزني المنمطة, ولا قصص الأميرات الضعيفات اللي مستنين الأمير ابن الحلال اللي هيجي يخطفهم على حصانه الأبيض، ومش ضروري نشتري ليهم عرايس بجمال مثالي، علموهم إن الجمال في الابتسامة الصافية والعقل المحترم والقوة والجدعنة، وان الجمال عمره ما كان بمقاييس ونسب.."
تصوير: أحمد نبيل
يُؤجل النطق بالدعوى.... يقترب بعض الصحفيين لاقتناص التصريحات لصُحفهم ومواقعهم الإليكترونية، لكنها ترفض كما يرفض محامي – ماتيل- الشركة المُعيلة لها....
الكاتب
حسناء محمد
الأحد ١٣ مارس ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا