الجميلة السمراء أتت من السودان لمصر لتحارب عنصرية اللون بابتسامة
الأكثر مشاهدة
سوداء البشرة وبملامح بريئة تملأ البسمة وجهها وتنيره ضحكتها المتواصلة، "هي" الآتية من "أبيي" تلك المنطقة السودانية التي تحولت بعد الإنفصال لمدينة حدودية يُجرى عليها صراع بين الشمال والجنوب، أتت "ندى" قبل شهور من الإنفصال فوصلت إلى القاهرة مع أسرتها، لتكمل دراستها الجامعية في كلية الحقوق في إحدى جامعات مصر.
إبنة العشرين ترى أن الإنفصال كان مهم وقوي، رغم أن وحدة البلدين مهمة لكن ترى أن بلدها أي جنوب السودان قد ظلمت كثيرًا من جارتها الشمالية، فلم تحظ الأولى بأي جانب من جوانب للتنيمة وبقيت تنتظر دورها الذي لم يأتي، تصف ندى شعورها بلحظة الإنفصال "أحسست أني حرة وأني في بلدي".
تصوير آلاء عبد النبي
تتكلم "ندى" العربية كأغلب بنات وأبناء بلدها، رغم ذلك واجهت بعض الصعوبات في التفاهم أول ما وصلت مصر، فعزز ذلك من شعورها بالغربة، لكن أكثر ما ضايقها هو حاجز اللون الذي بحسب ما تراه قد بناه أبناء البلد بينها وبينهم فحاصرتها المضايقات الكثيرة والتعليقات حول لون بشرتها، تحكي " يستحيل أن أعود يومًا لبيتي مريحة" أي دون مضايقات، فأقل ما يقال "ياسمارة" و"يا شكشوكة"، ولا ترد فلا تدري ردًا مناسبًا لتلك المضايقات، لكنها لا تنساها وتظل معها فترة طويلة، تتساءل هل ده حالة "رخامة" طبيعية يمارسها الناس؟
"يا مهوّن هوّن على طول وتروح بلدك يا غريب وتلاقي على البر حبيب مستني يقولك سلامات"
يقاطعني "كوبليه" أغنية لـ محمد قنديل وأنا أسرد كلمات ندى التي تستكمل كلامها عن بلدها فتصف حالها: "غربتي طالت عن بلدي ووحشتني أوي"، تعد الأيام على انتهاء دراستها والعودة لوطنها لتقديم خدماتها له "هخدمها فوق دماغي".
الكاتب
نيرة حشمت
الأحد ٢٧ مارس ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا