الموسيقى عصا ”مروة” السحرية لمواجهة الحياة
الأكثر مشاهدة
صدى الألحان يتردد، الكل ممسك بآلته الموسيقية ..بتركيز كبير مع خبطات "المايسترو" خوفًا من نشوز واحدةٍ منهم عن اللحن الذي حفظنه من كثرة التدريب عليه، لكن لابد من الاستمرار فلديهن حفلة يستعدن لها ستعزف فيها كـ"أوركسترا النور والأمل".
تجلس بينهما محتضنة الكامنجا ..آلتها الحبيبة، ملامحها مُحلقة في عالم سحري من صنع الموسيقى، بالتأكيد التي تعشقها وتقر بفضلها عليها فتقول "علمتني أتكلم مع أناس لا أعرف لغتهم فهى لغة عالمية".
تصوير:ألاء عبد النبي
ولدت "مروة" كفيفة البصر لأسرة بسيطة تبدأ حياتها، حيث يعمل والداها موظفين في الحكومة، اكتشفت والدتها أنها كفيفة قبل اتمامها عام، وأثناء حملها في الشقيقة الآخرى التي ستولد أيضا كفيفة البصر، ليتبدل حال العائلة، فبعد القلق والتساؤل عن مصيرهن وكيف سيتعلمن؟ حتى وجدوا مدرسة "النور والأمل" التي ساعدتهم على تخطي الأزمة، لكنهم اضطروا للانتقال -العزال- لمكان قرب المدرسة، وهناك تعرف أهلهن على نماذج كفيفة تخطت مرحلة التعليم وتأهلت لحياتها، فتقبلوا الوضع وساعدهم ذلك على تخطي الأزمة.
طالبة الدراسات العليا بكلية الألسن تتخطى عامها السابع والعشرين بخطوات أكثر ثقة بالتأكيد من تلك التي تخطتها منذ عشرين عامًا إلى معهد الموسيقي لتمر بإختبارات عليها أن تجتازها لدراسة الموسيقي في المعهد الملاصق والتابع للمدرسة التي اهتمت واختصت بالكفيفات، اجتازتها واجتازت غيرها حتى جاء عامها الثالث في المدرسة لتختار آلتها الحبيبة "الكامنجا"، ولتكون محظوظة مرة أخرى وتناسبها، بعد ذلك ،اشتركت في أوركسترا الصغار بعدها أوركسترا الكبار، وتدرجت في حضور الحفلات حتى عزفت مع الفرقة في حفلات خارج مصر.
وما بين الدراسة بالصباح وبعد الظهر دراسة الموسيقي ثم العودة للبيت لمراجعة دروسها قضت "مروة" فترة دراستها المدرسية، رغم الجهد إلا أنها تفوقت في دراستها وحققت ما تمنت فدخلت كلية "الألسن" التي رغبتها منذ أن كانت في الإعدادية لرغبتها في كلية تهتم باللغات، لتواجه بصعاب الدراسة الجامعية التي تكون صعبة على الطالب المبصر كما تحكي هى، بينما الطالب الكفيف يواجه صعاب أخرى حيث تسلم لهم المواد مكتوبة بالطريقة العادية وليست كما تعودت في المدرسة مكتوبة بطريقة "برايل"، لكن لم تكن مروة تترك ذلك يثنيها عن حلمها فبمساعدة زملائها/زميلاتها في الجامعة تخطت تلك العقبة، كما ساعدها "الكمبيوتر" الذي تصفه بـ "كالمرافق لكنه أفضل من المرافق الذي قد ينام لكن الكمبيوتر لا ينام"،وبه برنامج قاريء للشاشة يقرأ كل شيء أمامه سواء تكتبه أو تقرأه.
الكاتب
نيرة حشمت
الأربعاء ٣٠ مارس ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا