خذلها الرجال في حياتها وترى الأمل في تعليم أولادها
الأكثر مشاهدة
ربما تراها في الطريق يوميًا وهى تذهب وتعود بإبنتها إلى مدرسة رعاية الكفيفات، وجهها المرهق وخطواتها المستعجلة توحي بكثرة ما ينتظرها من مهام، ربما لم تروها، لكن هى وكثيرات حولنا يتشابهن في الإرهاق وحمل تلال من المسؤليات والمهام.
الساعة السادسة صباحًا في منزلها الصغير العالي بأحد شوارع شبرا الخيمة الضيقة، تدب الحركة والنشاط فتقوم "هي" لإيقاظ ابنتها "منى" لتذهب بها إلى مدرستها في حلمية الزيتون، وتعود لتذهب بابنها الأصغر إلى الحضانة لتذهب بعدها للعمل كعاملة نظافة في البيوت أو تعود للمنزل حيث يننظرها عمل آخر، أثناء ذلك تُبقي ابنتها الأصغر "مريم" مع الزوج.
"يا مآمنة للرجال.. يا مآمنة للمية في الغربال"
كل الرجال في حياتها خذلوها بشكل أو بآخر، فلم تعش حياة مستقرة مع أهلها بل كللتها المشاكل الأسرية ما جعلها في أواخر العشرينات تهرب من تلك الحياة بالزواج، ومنذ 11سنة -أي منذ زواجها- وهى في مقاطعة مع والدها، ليأتي حظها مع زوج لديه أولاد من زواج سابق، ويعمل "فرانًا" وبعد فترة من الزواج يُحال للمعاش ويشتكي من آلام ظهره وغيرها، ورغم ضيقة الحال يرفض العمل مرة أخرى، تقول "هيجبلي الضغط".
ساعدت "ثناء" أولاد زوجها على الزواج من أجل أن يخف الحمل قليلاً على البيت، لكن الحمل يزداد يومًا بعد يوم، فالابنة الكفيفة تحتاج لمصاريف من أوراق وكتب مطبوعة بطريقة "برايل"، والابن الوسطاني يحتاج أيضًا لمصاريف الحضانة، ما جعلها تقع فريسة للدين والديّانة، لكن كل ذلك تراه هيّن من أجل أولادها فتحكي :"المهم يتعلموا اللي أنا متعلمتوش ..لازم عيالي تتعلمه حتى لو هبيع كل حاجة في بيتي"، إصرار "ثناء" على تعليم أطفالها نابع من حرمانها هى شخصيًا من إكمال تعليمها، لكنها تؤمن أن "التعليم سلاح في أيديهم، سينير لهم الدنيا كلها".
الكاتب
نيرة حشمت
الإثنين ٠٤ أبريل ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا