سلوى بكر ”العربة الذهبية لا تصعد للسماء ”
الأكثر مشاهدة
من أسرة متوسطة متواضعة بحي المطرية بالقاهرة ولدت سلوى بكر في العام 1949 ، والدها الذي كان يعمل بالسكك الحديدة توفي ليترك لأمها حمل الأعباء و الأسرة ، وفي بيت أهل أمها شغفت سلوى بالمكتبة الكبيرة و كتبها الكثيرة فراحت تقرأ و تقرأ كثيرًا
حتى أدمنت القراءة ، درست إدارة الأعمال في جامعة عين شمس و حصلت على البكالريوس عام 1972 ، ثم عادت لتدرس ما تحب و تعشق " الأدب و المسرح " فالتحقت بالمعهد العالي للفنون المسرحية لتحصل على ليسانس النقد المسرحي عام 1976
و بعدها عملت سلوى كمفتشة تموين في الفترة من 1974 وحتى 1980 ، وبعدها عملت كناقدة مسرحية و سينمائية لعدة منشورات عربية
عاشت سلوى مع زوجها في قبرص و هناك عملت في بعض المطبوعات العربية في مجال النقد السينمائي ، في هذه الفترة قررت سلوى أ، تشق طريقها الأدبي الخاص ، فصدرت أولى مجموعاتها القصصية "حكاية بسيطة " عام 1979 على نفقتها الشخصية ، ومنها بدأت سلوى نجاحاتها الأدبية فصدر لها 7 محموعات قصصية و 7 روايات و مسرحية
منها : "زينات في جنازة الرئييس عام 1986 ،العربية الذهبية لا تصعد إلى السماء عام 1991 ،وصف البلبل عام 1993 ، البشموري عام 1989 ، عجين الفلاحة 1992 ،وإيقاعات متعاكسة عام 1996
و لأنها لا تتحدث عن نفسها ، خلف الصمت قبعت سلوى بكر ، فلم تحظى بتلك الشعبية الضخمة التي حظى بها العديد من الكتاب و الكاتبات اللاتي نلن شهرة تفوق شهرتها مقابل منتوج أدبي أقل روعة من منتوج سلوى بكر
لذلك تعد سلوى بكر من الكاتبات التي توغلن في قضايا المرأة في المجتمعات الشرقية و ما يقع عليها من ضغوطات تجعلها مكبلة و مقيدة فغاصت في تاوبهات الجنس و القيود الدينية فقالت "أنا أكتب حول النساء اللواتي نادرا ما يراهن أحد ، شخصيات رواياتي هن نساء خارج دائرة الضوء و لا يستفيد منهن أي شخص " ، فعبرت بقوة عن ذلك العالم الذي يملؤه المغمورين بقصصهم المهمشة في المجتمع المصري و لم تتخلى عن هذا الدور الفكري على مدار ثلاثين عامًا من الإبداع
العربية الذهبية التي لا تصعد إلى السماء
عام 1989 أُعتقلت سلوى بكر أثناء إضراب عمال السكك الحديد ، وفي فتر الإعتقال تلك إختلطت سلوى بكر بسجيننات سجن القناطر فكانت تلك الفترة الفترة التي كوت فيها سلوى بكرة أفكارها و شخوص روايتها " العربة الذهبية التي لا تصعد إلى السماء " ، فجاءت الرواية لتدور أحداثها في عالم السجن النسائي ة علاقته بوضع المرأة في المجتمع
يدو محور الوراية حول قصص النساء في سجن النساء بالإسكندرية بسخرية أدبية ، حيث يعرض بالإضافة إلى قصصهن أ/نياتهن و أشواقهن التي لا مكان لها في المجتمع المصري الذي همشها و جعلتها ظروفها القاسية " سوابق " ، كما تتناول الكاتب الصورة النمطية للمرأة و إحتياجاتها الأنثوية و التي تعد أهم الموضوعات التي شغلت بال سلوى بكر و عنيت بها في روايتها تلك ومعظم كتاباتها
ومما كتب عن رواية سلوى بكر العربة الذهبية التي لا تصعد إلى السماء " رواية قلما نجد مثلها فأحداثها تقع في سجن النساء ولكن المميز فيها ليس هذا فقط وإنما في بطلتها تلك "العزيزة" الاسكندرانية التى تحيا بين قضبان فوق قضبان ، قضبان السجن المادي الذي دخلته وهى لم تزل في مرحلة شبابها وقضبان الأفكار والهواجس .. قضبان تفكير لا ينقطع وقلق لا يهدأ .. شخصية عائشة على الذكريات حلوها ومرها ذكريات البيت وزوج الأم .. ذكريات معجب أو محب .. خيالات النجوم التى تتلألأ أمامها من العالم الخارجي عبر نافذة الزنزانة .. نافذة طالما أرادت تحطيمها فتهرب إلى عنان السماء في عربتها الذهبية ولكن أتستطيع العربة الذهبية الصعود إلى السماء."
شخصيات سلوى بكر في كتاباتها نجدها شخصيات ثائرة حرة وقوية باحثة عن الحق ،و تنحاز في كتابتها لوضع المرأة في المجتمع لتبرز آمالها و الالآمها ، و تركز بشكل أساسي على إضطهادات المجتمع الذكوري للمرأة عبر العصور
و ترى سلوى بكر أن ثورة 25 يناير من أهم الأحداث في حياتها و التي أسهمت في إبراز دور المرأة على كل المستويات فهي ترى أنه على العكس المتداول أن الثورة قد أضعفت من حركة تحرير المراة و المساواة بينها و بينا لرجل فتقول " فجأة أصبحت النساء بمهاراتهن مهمات ، لقد بدأن بالتغيير و الننظر إلى أنفسهن نظرة جديدة ، لقد أصبحن فجأة قادرات على المساهمة بأمور مهمة لهن و للمجتمع بأسره أيضًا ،كان هذا بالنسبة لي أهم رسالة للثورة "
الكاتب
نورهان سمير
الأربعاء ١٣ أبريل ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا