الطفلة ”حسناء” بين الصحافة والجهل
الأكثر مشاهدة
لم تأبه الطفلة صاحبة التسعة أعوام بحال التعليم في قريتها الصغيرة التابعة لمحافظة الجيزة، وضعت "حسناء" حلمها أمامها وأصرت وتّصُر على تنفيذه، فهكذا قالوا لها عن الصحفيات، فالإصرار والمعافرة أساس المهنة التي ترغبها بشدة.
تجلس مُتكئة على مقعدها لتكتب ما أورده عليها شيخها بالكُتاب، تنظر نحوي وإلى الكاميرا ضاحكة، ودون باقي أطفال القرية، تطلب تصويرها.
تستفسر عن كونى صحفية، وحين أجيبها بنعم، تتهلل أساريرها بالفرحة، وتنادى على باقى زملائها بالكُتاب، لتخبرهم بالسر الذى اكتشفته، وبالصورة التى حصلت عليها.
تتلقى حسناء التهاني من أصدقائها، ضاحكة، وهي تقول لهم: "مش قلتلكم أني صحفية شاطرة"، ضحكت الفتاة وضحك أصدقائها لتبدأ الحكاية...
تصوير:أحمد نبيل
حسناء خليل؛ فتاة في التاسعة من عمرها، تمتلك لكنة قروية قوية، كما أنها تمكنت من التميز في اللغة الإنجليزية رغم لكنتها المنتمية للسان أهالي قرية أبو النمرس التابعة لمحافظة الجيزة.. من البداية أخذت حسناء قرراها في التميز باللغة وتعلمها "اختي قالتلي ذاكري الإنجليزي والعربي كويس عشان تبقي صحفية شاطرة، وبقت تساعدني في الإنجليزي وحفظ القرآن عشان أقوي العربي عندي".
وتواصل "حلمي أبقى صحفية، لكن البنات حَدَانا بيتعلموا حد الإبتدائية بس، وبعدها بنكمل في الكُتاب". لم تع الفتاة ماذا تفعل بعد لكي تواجه فقر قريتها وتجاهل الأهالي لتعليم بناتهم، ولم تعلم بعد هل هو تجاهل أهالي القرية أم تجاهل الحكومة لحال قريتها، "أمي مش ضد تعليمنا، بس القرية مفيهاش غير مدرسة إبتدائية واحدة للبنات ومدرسة إعدادية وثانوية للبنين.."
تملأ اختها ذات الستة عشر حياة حسناء بالكتابة والقراءة والحديث عن الصحافة، هكذا بدأت الطفلة عشق الصحافة والكتابة ليتحول العشق والشغف لحلم تسعى إليه الفتاتين في قرية تبخل على بناتها التعليم، "اتعلمنا من شيخنا في الكُتاب إن القراءة الأهم وهى التعليم بجد، مش تعليم المدارس، وبقيت أنا واختي الكبيرة بنقرأ كتير ونشتري جرايد ونقرأها، ونكتب سوا، وهنفضل نحلم سوا إننا نكون زي "آداريو" ونلف العالم كله ونكتب عن الضعفا الغلابة ".
تنتهي الفتاة بعيونها الشغوف من حكاية حلمها لتسأل عن عملنا بالصحافة وماذا نفعل به، نجيبها بما نفعله، لتبتسم ابتسامة شهّية بعيون لامعة وتواصل كتابة ما أورده عليها شيخها...
الكاتب
حسناء محمد
الأربعاء ١٣ أبريل ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا