الطفلة القناوية تحلم بـ”بيت الكرم”
الأكثر مشاهدة
"كريمة" ارتبط الأسم بما يقدمه منزلها من الكرم وملذات الطعام القناوي للمارة بطريق قنا- الأقصر، لذا تحلم الطفلة بمشروع "بيت الكرم" مع أخيها ليقدم ما يقدمه المنزل من ألوان الطعام والضيافة.
مايو 2014
في طريقنا إلى الأقصر، غادرنا قنا منذ ساعات قليلة، حرارة الجو خانقة، تتسارع الأنفاس والنبضات ويرتفع ضغط رفيقي، نقف بالسيارة لتمويلها في إحدى محطات الوقود، إضافة لمحاولة الحصول على مرطبات للتهدئة من حرارة أجسادنا وضغطه.. نتجول بأراضي مجاورة للمحطة، تقترب منا طفلة ضاحكة وبيديها كوبين من المشروب الشعبي لقنا-دوم مضاف لتمر هندي مُثلج - ومعرفة نفسها لنا بـ "كريمة" داعية للراحة بعض الوقت من الطريق بمنزلها.
نصل إلى المنزل، ترحب بنا والدتها وأخو الفتاة "كريم"، تنتقل المودة بيننا وبينهم لتحكي لنا كريمة عن حلمها بسؤالنا لها عن أهدافها،وبنغمة تتخطى صِغر عمرها تقول: "حلمي لما أكبر مقتصر على أني بنهاية دراستي في المدينة أرجع للبيت وأفتح أنا وكريم –بيت الكرم-" ويواصل كريم على كلامها، "نعمل في ارضنا تعريشة عنب وتبقى استراحة فيها دوم وعناب وكل المشروبات والأكل.."
يحلما بمطعم واستراحة صغيرة لراحة المسافر بطريق قنا -الأقصر، ويبدأ الحلم بـ..
مارس 2008
تجلس الأم جانب طفلها الصغير لتخبره بقدوم أخت أو أخ ليؤانسه في حياته ويلعبا سويا، يسعد الطفل بسعادة أمه، فهو لم يع بعد ماذا يعني له قدوم طفل آخر، على أي حال ما الضرر من طفل إضافي بمنزلهما الريفي الفسيح.
نوفمبر 2008
صرخات تدوي بين آصداء الليل، تستمر صرخات الأم المتألمة حتى فجر يومٍ جديد، لتخلط صرخاتها بصرخات طفلة صاحبة عينين لامعة بضوء عسلي اللون، ويأتي قرار الأبن حينها "نسميها كريمة " يُنال الأسم إعجاب الوالدين ويقول الأب بضحكات متقطعة "ويبقى عندي كريم وكريمة".
تخطو الطفلة خطاها الأولى، أيام..سنوات، والطفلة تكبر بجانب أخيها، ترى وجوه مختلفة، متنوعة، منها من يحمل الدماء المصرية وأخرون يحملن دماء أجنبية عليها، لكن منزلها الصغير يستوعب الجميع، يدخل الوالد عليهما ومعه بعضهم ويردد جملته المعتادة على مسامعها ومسامع والدتها "جهزي أكل يا بدر" وتبدأ والدتها في الحال تجهيز الطعام والمشروبات بمساعدة ابنتها الصغيرة وابنها "كريمة وكريم"، وهكذا يستمر منوال الأيام داخل منزل عائلة كريمة ليُعرف المنزل والعائلة وسط أهالي قنا بـ "أهل كرم".
مارس 2012
تتوالى الأيام ويستمر حال منزل وعائلة كريمة، وبعشقها لمنزلها وأموره ..يبدأ حلمها مع أخيها بـ "بيت الكرم".
الكاتب
حسناء محمد
الأحد ٢٤ أبريل ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا