عطيات ورحاب يحلمن بالعاصمة فتنتهي أحلامهن ك”عاملات منزل”..ولكن ”الرزق على الله”
الأكثر مشاهدة
حلم المدينة يطارد تلك الأسرة الصغيرة، والرغبة في تحسين ظروف المعيشة تدفعهم دفعًا لتلك الغاوية التي تطارد خيال كل من تضيق به سبل الحياة في موطنه الأول، تصل "عطيات" إلى القاهرة منذ عشرين عامًا مع زوجها وأولادها من أجل حياة أفضل مما خلفتها وراءها، لكن تحاصرها نفس ذات المشاكل فعمل زوجها كعامل باليومية لا يكفي متطلبات الأسرة، فتبحث هي عن سبيل آخر لتحسين الظروف، فتعرفها جارة لها على العمل كـ "عاملة منزل" أو معاونة منزل باليومية، فلا تتردد وتنزل لسوق العمل.
ربما عارض زوجها في البداية ذلك لتعارضه مع العادات التي تربوا عليها، لكنه كان عليه وعليها الرضوخ لمتطلبات الحياة، لكن دون علم أحد من جيرانها أو أولادها حماية لهم من المعايرة التي سيتعرضون لها نتيجة عملها، وبعد وفاة زوجها منذ سنوات قريبة زادت عليها المسئولية أكثر وأكثر.
خمس أعوام تمر وتستمر الغاوية تجذب الآلاف لها، وتدور الدوامة لتجذب تلك الأسرة الأخرى التش شدت الرحال للحاق بأسرة أخ الزوج وابنة عم الزوجة، فتصل "رحاب" إلى القاهرة منذ خمسة عشر عامًا، يتملك منها أحلام سبقتها إليها "عطيات" ابنة عمها و"سلفتها"، ومثلها تتحطم أحلامها على أعتاب القاهرة وتغرب أحلام المدينة وتذوب في واقعها المر، ومثلها أيضًا تمتثل لشروط وظروف الحياة وتبدأ العمل كـ "عاملة منازل" باليومية وتخفي أيضًا عن أبنائها فتخشي عليهم من المعايرة.
فرقت سبل الحياة بينهما لكن هنا في أحضان أو في أطراف القاهرة اجتمت ابنتا العم، ليكملا الطريق، تدفعهما الرغبة في تعليم أولادهم حتى لا يلقوا ذات المصير، تساند كل منهما الأخرى وتعاونها في إخفاء عملها جيدًا يكتمان السر، يواجهن عناد القاهرة ويقهرن تصلبها، ومازالن يحلمن بحياة أفضل.
الكاتب
نيرة حشمت
الأحد ٠١ مايو ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا