لبنى ” : همسح الأرض بطرحتي عشان إبني يعيش”
الأكثر مشاهدة
ماتت الجدة التي ضمتها عمرًا طويلًا ، الجدة التي حملت عبأها و عبئ أبناءها ، لبنى أصبحت وحدها بأربعة أبناء و ظل رجل لا يقدم لحياتهم شيئًا سوى صفة الرجل فقط ..
عاشت لبنى سيدة مدللة بالرغم من وفاة والديها في سن صغيرة إلا أن جدتها إعتنت بها و وفرت لها حياة كريمة ،كان الحل ميسور، زوجها سائق ساعدته لبنى على شراء سيارة النصف نقل لتتخلص من حججه في كونه يعمل لدى الآخرين ما يجعل ربحه قليلا ولا يسد إحتياجات المنزل و مطالبه ، "عملت جمعية مع قرايبي و جبتلو العربية بس جوزي كان مهمل "، فقد زوجها السيارة في حادث جعل السيارة خردة لا قيمة لها
بعدها وقفت لبنى بين أن تستسلم لقلة حيلة رجلها ويعيش الأبناء تلك المعيشة الضيقة في أدنى درجات السلم الإجتماعي و يحظون بالقليل جدا من القدر العلمي و يكبرون ليكونوا على هامش الدنيا كهي و رجلها
و إزدادت الحالة الضيقة حين ولد إبنها الصغير سيف في شهره السادس برتين ناقصيتين ، عملت لبنى كعاملة منزل لتستطيع توفير إيجار الحضَّانة التي تحتضن سيف الصغير بشبه رئتين بأنفاسه القصيرة طالت أنفاس لبنى لتعمل حتى يعيش سيف
"كل الناس قالت ان سيف هيموت و أن كل الفلوس الي بدفعها فلوس ضايعة حماتي قالتلي هتبقى ميتة و خراب و ديار فقلتلها هفضل أمسح الأرض إنشالله بطرحتي عشان إبني يعيش ، كنت بعيط لربنا و أقوله أنا مش عايزة أي حاجة غير إن ابني يعيشلي " ، و عاش سيف و مد الله في أنفاسه عملت لبنى لدى سيدة تكفلت بمصاريف علاج سيف وكفلت لبنى ذاتها و وعدتها أن تظل تعتني بها حتى آخر العمر
كانت السيدة رؤوفة بها و بضعفها أحبتها لبنى كثيرًا و أخلصت للعمل لها ، و لكن للسيدة إبنة ذات طبع حاد عانت لبنى من سوء معاملة إبنة السيدة التي ما رأتها يومًا حتى صرخت في وجهها بشكل متجبر و ظلت لبنى تحتفظ بمعروف السيدة و ما تركت العمل لديها حتى أ؛ست السيدة بحرج لبنى فأعطتها حرية إختيار الذهاب لعمل آخر و جددت وعدها بألا تقطع مساعدتها لها و بالفعل تفي بوعدها فحتى اليوم و هي تساند لبنى
العمل كعاملة منزل بالنسبة للبنى أفضل بكثير من جوع أبناءها الذي لا يقدم لهم والدهم شيئًا ، و أفضل من جهل أبناءها و مرضهم هي تعمل من أجلهم فقط من أجل أن يحظوا بمستقبل أفضل و حياة أجمل من تلك التي عاشتها
" خالي ما بيرضاش يبص في وشي " ، لا يقبل الخال أن تعمل لبنى كعاملة منزل يردي أن تعيش معه يطعمها و يأويها ، ولكن دون الأبناء يردوها فردا كما زوجها فردا واحدا عو غير مسؤول عن الأبناء ، أي أن تعمل عاملة منزل لدى الخال بلا مقابل و بلا أبناء ، لبنى ليست أنانية لتقبل الفرار وحدها تحت جناحي خالها دون التفكير في مصير أبناءها رفضت لبنى "أنا يعني يعني بشتغل عشان مين ده أنا بشتغل عشان عيالي " ، لأجلهم تعيش لبنى فكيف تتركهم
ستظل تعمل كعاملة منزل بالإضافة لأنها تعمل في مشروعها الخاص الصغير إعداد الطعام للجيران و الأصدقاء و من يعرفون حلاوة أكل لبنى
لبنى الجميلة ذات التسعة و ثلاثين عام ترى أن حياتها مرهونة لأجل أبناءها فقط و اولادها يعلمون أنها عامة منزل و لا يخجلون منها أبداً وهي أيضا لا تخجل من مهنتها لكنها فقط تخجل من عدسة الكاميرا .
الكاتب
نورهان سمير
الأربعاء ٠٤ مايو ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا