”عبير” تجمع الفاكهة وتقطف العنب باليومية من أجل لقمة حلال !
الأكثر مشاهدة
تصوير آلاء عبد النبي
"الشغل ده راحة أحسن من قعدة البيت" بصوتها الهاديء تقولها عبير، بينما تتابع عملها في جمع الفاكهة كعاملة زراعية باليومية، بنيتها الصغيرة وملامحها
البريئة تخبرني أنها لم تتخطى مرحلة المراهقة بينما لسانها يخبرني أن عمرها 20 عامًأ، وأم لطفل عمره عامين ومطلقة من ثلاثة أشهر، كل ذلك بابتسامة خجولة.
"مكملتش تعليم اتعقدت من كتر ما سقطت" تحكي عبير عن تركها لدراسة في وقت مبكر، وبعد ذلك بفترة تخرج للعمل في المزارع كعاملة زراعية، ولم تتخطى وقتها سنوات المراهقة وأكملت تعليمها تحت لهيب الشمس بمناهج تخلتف عن تلك التي أقرتها وزارة التربية والتعليم، فالمنهج الذي عليها فهمه يتعلق بقسوة الحياة والعمل الشاق بدون شهادات، ثم خطوبتها لشخص ما وفسخ تلك الخطوبة وما عانته خلال تلك الفترة، حتى خطبتها لطليقها الذي كان – كما تصفه- في بداية تعارفهما كان جيد ويتعامل معها جيدًا حتى أول زواجها منه، وبعد ذلك تغيير أوهى عرفت أنه "ابن أمه" فدبت بينهما المشاكل التي لم يصمد أمامها زواجهما رغم وجود "محمد" طفل ذو عامين ثمرة زواجها، لكن الطلاق كان الحل الأمثل بالنسبة لها، ورغم محاولة طليقها الصلح بينهما الا أنها رافضة ذلك وتقول "لا يسأل عن ابنه ارجعله ازاي؟".
عادت "عبير" وهى على مشارف العشرين لبيت أسرتها ومعها ابنها، وحاصرتها الكلام والنصائح بضرورة العودة لزوجها ولومها على تركه، ورغم تكفل والدها بهما الا أنها تحت اضطرار الظروف عادت للعمل مرة أخرى بعدما توقفت عنه فترة بعد زواجها، لكن لتلبية مطالب صغيرها عادت للعمل الشاق، ولكون طليقها لا ينفق على ابنهما، ولأن ولدها يحتاجها لا تعمل كل يوم أيام الأسبوع، لكن بعض أيامه فقط لتستطيع الإنفاق على نفسها وولدها، ولأنها ملقة وصغيرة في السن ذلك جعلها تفرض على نفسها نظام محدد في التعامل فلا تختلط كثيرًا حتى لا يثار كلام حولها، ولأجله ترفض الزواج مرة أخرى، تعيش لتربيته فقط.
بمصمصة شفايف تحكي "كان نفسي أكون متعلمة، العلام حلو كان هيخليني مرتاحة ومشفش اللي بشوفه دلوقتي، لكن أحنا فاشلين واللي تسيب المدرسة هتبقى فاشلة"، لكنها تتمنى الا يعرف"محمد" ابنها ذل الفشل، بل تصمم بعناد على ذلك.
الكاتب
نيرة حشمت
الأربعاء ١١ مايو ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا