”نوال علي ” سيدة الأربعاء الأسود
الأكثر مشاهدة
"كانت أيديهم تعبث بصدري، ويتحرشون بكل المناطق الحساسة من جسدي، مزقوا ملابسي واعتدوا عليَّ بأيديهم.. وقعت بوجهي على الأرض، وفوجئت بعدد كبير من هؤلاء البلطجية فوقي، يتحرشون بي مرةً ثانية ويعبثون بكل مناطقي الحساسة.. بدأت في الصراخ طالبةً النجدة وظللت أصرخ إلى أن فقدت الوعي"
إحدى عشر عاما مرت على شهادة الصحفية الراحلة نوال علي و ذات الإحدى عشر عامًا إنقضت لتترك في كل خامس وعشرين من شهر مايو ذكرى للأربعاء الأسود و ذكرى لشهادة نوال التي لم تصمت عما فُل بها و لم تستلم حتى آخر نفس من أنفاسها
تبدأ حكاية نوال علي مع إعلان التعديل الدستوري للمادة 76 الخاصة بإنتخاب رئيس الجمهورية 25-5-2005 , بعدها تظاهرت قوى المعارضة تتقدمها حركة كفاية لكون القانون مجرد تعديل صوري بلا مضمون , تظاهرت تلك القوى أمام نقابة الصحفيين للإحتجاج على التعديل
هنا ظهرت نوال علس السيدة الشقراء التي طلبت من قوات الأمن التي تحاصر القابة أن تعبر لدخول النقابة و أنها ليست ها للتظاهر بل لحضور دورة التدريب للغة الإنجليزية و بعد شد وجذب مع الضابط تركها تمر قائلا لها " على مسؤوليتك هتضربي جوة " ،وهذا بالفعل ما حدث فما ان صعدت نوال سلم النقابة حتى تبعها ثلاثة من رجال الحزب الوطني و رموزها وهم محمد الديب ،ومجدي علام ،ومحمد حنفي
إعترض مجدي علم طريقها مشيرا إلى بعض بلطجية الحزب الوطني و الذين يهتفون بالتأييد للإستفتاء
وتصف نوال علي تلك اللحظة قائلة "كانت أيديهم تعبث بصدري و يتحرشون بكل المناطق الحساسة من جسدي مزقوا ملابسي و اعتدو علي بأيديهم وقعت بوجهي على الأرض و فوجئت بعدد كبير من هؤلاء البلطجية فوقي ،يتحرشون بي مرة ثانية و يعبثون بكل مناطقي الحساسة ،بدأت في الصراخ طالبة النجدة و ظللت أصرخ إلى أن فقدت وعيي ،لم يكونوا يحاولون أن يضربونني ولكنهم كانوا يعتدون علي جنسيا ، وكانوا يمزقون مملابسي بكل وضوح وانتهى بي الأمر و أنا عارية تقريبًا نتيجة لذلك ، سحلوني على السلالم ،و إخترقوا بي الحلقة الأمنية ،و ألقوا بي على الرصيف أمام جميع الضباط (كان منهم إسماعيل الشاعر رئيس مباحث القاهرة آنذاك ) وكل من كانوا واقفين هناك ، خلع حسين متولي زميلي قميصه و غطاني به ، و غادرنا قبل أن يتكرر الإعتداء "
تحمل في يدها ملابسها الممزقة و تحمل على جسدها علامات إعتداءاتهم الخسيسة و تتوجه كأي مواطن من حقه تقديم بلاغ فيمن آذاه ، و في النيابة يرفض المحققون تسجيل شهادة شهود العيان الذين شاهدوا الإعتداء ولم يتوقف الأمر هنا بل هددها ضباط أمن الدولة اما بسحب بلاغها أو " مش هيحصل طيب " لم تستلم نوال و لم تخف رفضت الخضوع لرغباتهم و تهديداتهم ،و بالفعل لم "يحصل طيب" طلقها زوجها ، و لم تستسلم ففصلت من عملها كصحفية في جريدة الجيل يوم 11 -6-2005 ،وأيضا لم تصمت لوان ولم ترضى أن تبتلع لسانها و تتجرع الظلم و تستسيغه كان مرًا فرفضت إبتلاعه في صمت ، خرجت بقصتها لوسائل الإعلام و من هنا شنت حملة تشهير بها و تشويه صورتها و اتهاماها بأنها من قامت بتمزيق ملابسها و تلفيقها للحكومة "عشان ترمي بلاها " و بالطبع جاء السؤال الثابت -تابوه أسئلة المظاهرات – و هي إيه الي وداها هناك ؟
27 ديسمبر 2005 قرر النائب العام عبد المجيد محمود حفظ التحقيق في بلاغ نوال علي وبلاغات زميلاتها ممن تعرضن للتحرش في " الأربعاء الأسود " لعدم الإستدلال على فاعل
لم تصمت نوال و لم تستلم تابعت مسيرتها ضد اللم الواقع عليها و على زميلاتها و على شعب بأكمله ، فتوجهت هي و زميلاتها عبير العسكري ،وسيماء أبو الخير ، وإيمان طه إلى المبادرة المصرية للحقوق الشخصية لطلب المساعدة في تقديم شكوى إلى اللجنة الأفريقية لحقوق الإنسان و الشعوب و بالفعل قدمت الشكوى من محامي المبادرة المصرية ومنظمة اينترايتس 18-2-2006
توالت جلسات نظر الشكوى في مقر اجتماع اللجنة الإفريقية في بانجول عاصمة جامبيا مدة سبع سنوات
استمرت بعدها نوال بالنزول للشارع و التظاهر بملابس اكثر م ذي قبل تهتف وسط زميلاتها في المظاهرة "مستعدة للحبس و للضرب و لأي حاجة ..بس مش لإني أتعرى في الشارع تاني
2009 رحلت في نوال علي عن الدنيا بعد صراع لم يمتد طويلًا مع السرطان الذي هزمها والذي كان أقوى كثيرًا من تهديدات الحكومة المصرية ففتك بها ، لكنه لم يفتك بالقضية ، و في الوقت الذي ظنت الحومة أن السرطان دون أن يدرك ذلك تحالف معهم ليخلصهم من نوال ، كانت القضية على قيد الحياة في جلسات اجتماعات اللجنة الأفريقية
الرابع من شهر مارس 2013 ، و بعد سبع سنوات على تقديم الشكوى صدر حكم اللجنة الإفريقية لحقوق الإنسان و الشعوب تصدر قرارها بإدانة الحكومة المصرية كما تطالبها بإعادة فتح التحقيقات في وقائع الأربعاءالأسود ومحاكمة المتهمين و تعويض كل من الشاكيات ،المرحومة نوال ،وعبير ،وشيماء ،وإيمان) عن الأضرار الجسدية و النفسية ، كما تلزم الحكومة بتقديم تقرير خلال 180 يوم بشان تنفيذ الأحكام.
بعدها كتبت عبير العسكري رفيقة نوال علي الصراع "نعرف أننا نحارب طواحين الهواء متشبثين بحلم كان يُروى لنا في قصص الأطفال: "الخير سينتصر على الشر "
"فقط لو أن نوال عاشت أطول قليلا لفرحت معنا بيوم واحد رأينا فيه قبسا من هذا الحلم الطفولي. لو حتى عاشت أقل قليلا من يوم صدور الحكم حتى تشهد أن من خرجوا عشرات في مايو 2005 صاروا ملايين في يناير 2011.
الكاتب
نورهان سمير
الأربعاء ٢٥ مايو ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا