سيدة الشاشة .. سيدة القصر .. نصيرة المرأة هي الـ ”الفاتنة”
الأكثر مشاهدة
"بحبك ليه .. كده .. بحبك ليه .. عشان بحبك"
من أوائل المشاهدة التي مثلتها "سيدة الشاشة العربية" فاتن حمامة حينما كانت في السابعة من العمر، وتجربتها الأولي في السينما التي عشقتها منذ أن ذهب بها والدها إلى السينما، وأرادت أن تكون ممثلة، لذا لم يمانع والدها حينما جاءتها الفرصة في فيلم "يوم سعيد" وهي تقترب من سنواتها السابعة، أمام موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، ولم تكتفي بذلك الطفلة "فاتن" بل طالبت مخرج الفيلم محمد كريم بتغيير بطل الفيلم بعد أن خالف القاعدة التي أخبرها بها المخرج في بداية العمل الا تنظر للكاميرا والا "هتطلعي بربرية".
جاءت فاتن إلى عالمنا في 27مايو، فانتمت لبرج الجوزاء الذي عرف عنه المزاجية والإبداع، وهما ما صاحبا فاتن منذ بدايتها الصغيرة، وربما ما جعلها فنانة قديرة، وحتى مصادفة اسمها كانت تنبأ بأن تلك الصغيرة ستحمل يومًا شأنًا خاصًا، فقد مان لأخيها الذي يكبرها عروسة يحبها كثيرًا ولا يطيق البعد عنها، اسماها "فاتن" وكانت والدته وقتها حامل بها، فوعدته والدته إن جاء المولود فتاة ستسميها على اسم عروسته، لتأتي "فاتن"، التي فتننت الكثيرين وماتزال ليس بجمالها فقط لكن بفنها.
غابت بعد ذلك الصغيرة فاتن عن السينما سنوات، بعد أن تخوف والدها وهو موظف في وزارة المعارف "التعليم حاليًا" أن يؤثر هذا على مستقبلها الدراسي، لكنها تعود لها بعد ثماني سنوات لتبدأ مشوارطويل لم ينتهى عطاءه حتى بعد وفاتها، قدمت خلاله فاتن العديد من الأدوار المعبرة عن عدة شخصيات مصرية، فقدمت الصعيدية والفلاحة والرومانسية والأم والابنة، وناقشت خلال أفلامها محطات مهمة في تطور الأوضاع الإجتماعية للنساء في مصر، ما جعلها تستحق لقب "سيدة الشاشة".
"السينما بالنسبة لي فن وصنعة" فاتن خلال أحدى اللقاءات التلفزيونية
كانت "الفاتنة" من اوائل الممثلات التي ارتبطت أعمالها بالحركة النسائية المتطلعة لتغيير الأوضاع الإجتماعية، فقدمت "الأستاذة فاطمة" ممثلة تطلع الفتيات والشابات لمساواة في العمل مثلهن مثل الرجال، و "عزيزة" في "الحرام" لتعرض واقع مأساوي تعيشه عاملات التراحيل/الزراعيات، و "ليلى" في الباب المفتوح التي إلى الآن ما تزال إلهام للعديد من الفتيات لما نجحت في تجاوز كل التحديات التي قابلتها مع أو بدون حبيبها، لكن فترة السبعينات التي شهدت تحول مختلف في أعمالها، فقد اتخذت من قضايا النساء الإجتماعية اتجاه قوي في أعمالها الفنية، فجاءت "أريد حلًا" ومشكلة الطلاق وبيت الطاعة، وفيلم "امبراطورية ميم" الأم العزباء في مواجهة تحديات الحياة ونالت عليه جائزة تقديرية من اتحاد النسائي السوفيتي، وفيلمها الأشهر "أفواه وأرانب" والذي كرمها عنه مهرجان طهران 1977.
"من أحب الأدوار إلى "دعاء الكروان" بينما يتذكر لها الجمهور ألف دور ودور ارتبطت فاتن بدور "آمنة" الصعيدية المعقدة المليئة بكم انفاعلات وتطورات نفسية عديدة خلال الفيلم.
"ظلم الناس وأخذهم من بيوتهم ظلمًا للسجن في منتصف الليل، وأشياء فظيعة ناهيك عن موضوع تحديد الملكية" كان رأيها ذلك سبب لها في متاعب وقعت لها من سلطة "يوليو" وطالبتها المخابرات العامة بالتعاون معها ورفضت، وتركت مصر في النصف الثاني من السيتينات، ورغم محاولات الراجل جمال عبد الناصر إقناعها بالعودة واصفًا إياها بـ "الثروة القومية"، لكنها لم تعود إلى مصر الا في السبعينات بعد وفاته.
كما كان لها موقف محدد من الدعوات التي سادت المجتمع المصري منذ السبعينات بضرورة حجاب المرأة وعودتها إلى المنزل، وردت على ما أثير "حجاب المرأة شرفها" فصرحت بأن "حجاب المرأة هو عقلها وعندما يهترئ ذلك الحجاب يهترأ معه شرفها حتى لو تبرقعت بالحديد".
في بداية الألفية قدمت فاتن حمامة دور المذيعة المهتمة بالشأن المصري والعربي خلال أخر أعمالها "وجه القمر"، و خلال عام 2001 حصدت لقبت "نجمة القرن العشرين" من مهرجان الاسكندرية، وتوفيت عام 2015.
الكاتب
نيرة حشمت
الأحد ٢٩ مايو ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا