”كارين جافني” صوت متلازمة داون المكللة بالدكتوراة
الأكثر مشاهدة
يقول الماهاتما غاندي "القوة لا تأتي من المقدرة الجسدية، إنما تأتي من الإرادة التي لا تقهر" وترجمت هذه المقولة إلى واقع صاحبة الوجه الملائكي، والملامح المرسومة بالتحدى، والمسيرة التي كان شعارها الدائم القوة فى الإرادة (كارين جافني)، التى تغيب عن عنواين الصحف، والإحتفاء العالمي رغم كونها أول مصابة بمتلازمة داون تحصل على درجة الدكتوراه.
لم يكن طريقها مفروشاً بالورود، ولكنها حولت كل شوكة تقابلها إلى فرصة تحقق بها آمالها، وجعلت من الإرادة سلاح تبارز به في أي حرب، فاستقبلت عامها السابع بفقدانها للسمع، وتجاوزت ذلك بارتدائها الأجهزة السمعية، فتحدثت "جافنى" التى تُكمل عامها الأربعين هذا العام بلغة المصمم على تحقيق حلمه، عن المعاناة التى رافقتها فى مسيرتها التعليمية، فولدت 1977 بولاية كاليفورينا الأمريكية، وحصلت على الشهادة الثانوية من أكاديمية "سانت ماري- بورت لاند" 1997، وفي عام 2001 تخرجت من "كلية المجتمع ببورتلاند Portland Community College"، وكانت والدتها خير معين ورفيق لرحلتها.
و بالرغم من أن المجتمع يحصر ذوي (متلازمة دوان) في ركن المصطلحات القاسية، ويعاملهم معاملة أساسها التمييز العنصري، ويجلدهم بالألقاب الجارحة، وينظر إليهم نظرة محدودة الأفق لا تتعدي كلمة (ذوى الاحتياجات الخاصة)، إلا أنها استطاعت قلب الموازين، بحصولها على الدكتوراة الفخرية في الآداب الإنسانية عام 2013 من جامعة "بورتلاند" بالولايات المتحدة الأمريكية لعملها في رفع مستوى الوعي بشأن قدرات الأفراد ذوي متلازمة داون، ولتحقيق ذلك دشنت مؤسسة ( كارين جافنى – غير الربحية) عام 1998 المعنية بالدمج الكامل لأشخاص داون.
لم تقتصر إنجازات "جافني" عند حد التعليم فقط، فبدأت تدريبات السباحة منذ نعومة أظافرها، ففي سن السابعة دخلت الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص، التي تنظمها منظمة الأولمبياد الخاص وكان الحدث سباحة "500 ياردة" ، وهذا في تقدير مجال رياضة السباحة مساحة كبيرة لهذا السن، بالإضافة إلى كونها أول متلازمة داون تكمل السباحة فى (القنال الانجليزية) عام 2001 ، وعام 2007 عبرت تسعة ميل من (بحيرة تاهو - بحيرة كبيرة للماء العذب في جبال سييرا وثاني أعمق بحيرة فى الولايات المتحدة الأمريكية) ، وفي عام 2009 عبرت مسافة خمسة ميل عبر ميناء بوسطن.
لم تتخذ دور المتفرج ولا دور الممثل المساعد، فمنذ ولادتها كانت بطلة مواقفها الإنسانية، التي تقفين أمامها عاجزة من شدة الأنبهار، فلم تغيب عن مشهد العمل التطوعي فكانت ضمن فريق (الهيدستارت) منذ 2002 حتى الآن، وهو برنامج مقدم من قبل "وزارة الصحة والخدمة الإنسانية الأمريكية" يوفر التعليم الشامل، والصحة، والتغذية، وكذلك توفير الخدمات للأطفال وأسرهم من ذوي الدخل المحدود، وفي عام 1999 أكملت "جافني" العمل في مشروع الفيديو لتعزيز العلاج المبكر للأطفال المولدين بمتلازمة داون، واستخدمت عائدات المشروع لتنفيذ مشروع الفيديو الثاني الموجه إلى المعلمين، وتم توزيع أشرطة الفيديو للأطراف المعنية في جميع أنحاء الولايات المتحدة واجزاء من أوربا وكندا.
وتوجت مسيرتها بحصولها في 2010 على (جائزة كوينسي جونز - the Global Down Syndrome Quincy Jones Exceptional Advocacy Award) لتكريم القيادات الإستثنائية من الشخصيات العامة وأصحاب المشروعات الإجتماعية اللذين يناصرون احتياجات الأطفال، كما حصلت على ميدلياتين ذهبيتين من الألعاب الأولمبية الخاصة.
الكاتب
سمر حسن
الثلاثاء ١٢ يوليو ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا