”ريم بنا” .. المحاربة التي تمشي ألف عامٍ خلف أغنية
الأكثر مشاهدة
"وأعطي نصف عمري للذي يجعل طفلًا باكيًا يضحك، وأعطي نصفه الثاني لأحمي زهرة خضراء أن تهلك"
يقولون أن النساء عاطفيتهم قوية، وأن تلك العاطفة هي التي تجعلهن ضعيفات، "ريم بنا" واحدة منهن، تثبت أن قوة المرأة من قوة مشاعرها وقدرتها ع العطاء في أحلك الأوقات، فمن تخرج الحياة منها تقدر على كل شيء، و"ريم" تخرج الحياة من أحبالها الصوتية وألحانها الشجية.
"وامشي ألف عامٍ خلف أغنيةٍ، وأقطع ألف وادِ شائك المسلك"
رغم اعتقادها أنها في حيوات أخرى عاشت في مصر أو تونس وأن هناك جزء منها، إلا أنك مع معرفة بسيطة بها لن تتقبل سوى كونها فلسطينية يجرى الصمود في دمائها مجرى الدم، فقد قاومت مرض السرطان ليس لمرة واحدة ولكن لمرتين، مرة بسرطان الثدي ومرة أخرى بسرطان "جوهرتها" الأحبال الصوتية، وخرجت على جمهورها قائلة "أنا الآن لا أستطيع الغناء .. ولا أعرف ماذا سأفعل في الفترة القادمة .. وكيف سأكمل رسالتي بعد فقدان سلاحي.. ما أعرفه جيداً .. هو أنني سأظل أقاوم وسأستمر"
ولم تخش أن تضع صورتها بلا شعر، بل اعتبرت ذلك مثال لابد أن تقدمه للمرأة العربية وواجب عليها أن تقول لها أن "اليأس خيانة وكل يوم جديد هو أمل".
الله أصبح لاجئًا يا سيدي .. استمع
أحبت الموسيقى والغناء منذ صغرها، وشاركت في مهرجانات "يوم الأرض الخالد"، وفي الاحتفالات الوطنية والمناسبات السياسية، كما ورثت عن والدتها الشاعرة، زهيرة الصباغ، جينات فنية ثورية، فاختارت "تجليات الوجد والثورة" ليناسب توقيت كان فيه العالم العربي في ذروة ثوراته.
تشبه "ريم" مواطنتها "شجرة الزيتون"، فمواقفها صلبة لا يزعزها شئ كما جذور شجرة الزيتون. وتحمل التراث العربي عمومًا، والفلسطيني خصوصًا على أحبالها الصوتية، فتجد بين شعراء ألبومها "ابن الفارض، الحلاج، رابعة العدوية، ابن عربى، بدر شاكر السياب ومحمود درويش" تشدو بالهموم العربية، مُنعت يومًا من الغناء في القاهرة، فصدحت "بيسعد صباحكم كلكم يا شغالين" عبر سكايب، ريم كنسمة الصيف الباردة، خفيفة ولا شيء يوقفها.
تصف "ريم" نفسها بأنها "لا تستكين ولا تهدأ .. كبدوية أينما تحرّكت .. رنّ خلخالها لحظة توقّف فيها الغناء" .. ملخصة بذلك كل شيء.
الكاتب
ندى بديوي
الأحد ١٧ يوليو ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا