”خلود الدسوقي” جسدت المعاناة الفلسطينية بمستحضرات التجميل
الأكثر مشاهدة
"أنا سيدة هرمة وسندي فرشاة ولون، وبعض من أوراقي المنهكة، وتجاعيدي قصة وطن" تلخص هذه الكلمات شغف الفنانة التي قادها إبداعها للتفكير خارج المألوف، وغيرت الاستخدام التقليدي لمستحضرات التجميل إلى محاكاة الوجع الفلسطيني، وجعلت من فرشاتها تذكرة عبور إلى العالم الخارجي لتجسيد قضيتها، فهي الفنانة التشكيلية "هاجر الدسوقي".
خطت إلى عالم الفن منذ نعومة أظافرها، وخرجت "خلود" من رحم عائلة فنية، فورثت الرسم عن والدها الذي يجيد رسم فن الكاريكتور، وتأثرت بشقيقتها الكبرى التي سبقتها في الرسم، فاستمدت الدعم الأول لها من عائلتها، لم تفارق الألوان يد خلود منذ الصغر.
كان لكل مرحلة من مراحل حياتها أثراً بارزاً في صقل شخصيتها كفنانة تشكيلية، فعندما وصلت إلى سن الخامسة عشر كان زاد وعيها، وبعد حصولها على المرتبة الأولى في مسابقة الفن التشكيلي على مستوى محافظة خان يونس من خلال مدرستها الثانوية دفعها للتفكير ملياً في دراسة الفنون الجميلة عندما تبلغ المرحلة الجامعية، فتخرجت من كلية الفنون بجامعة الأقصى، وتطمح "خلود" الحصول على ماجستير في العلاج البيولوجي والسيكولوجي بالفن التشكيلي.
استخدمت مستحضرات التجميل لتزويق الوجع والنزوح الفلسطيني بدلا من وجه المرأة، وتنوعت لوحاتها بين استخدام الألوان الزيتية والخشبية، كما سعت لاستخدام الجديد فادخلت ايضاً .
"ثورة حتى النصر، هي لوحة اخترتها لتكون مشروع تخرجي من الجامعة، وهي تحاكي لوحة (العشاء الأخير) لدافنشي، حيث قمت بتغيير الأشخاص المتواجدين في اللوحة إلى 12 ثائرًا يحملون فكرة واحدة غرضها السلام والنضال ضد الظلم بعيدًا عن الديانات المختلفة"، بهذه الكلمات تحدثت خلود عن أهم لوحاتها.
لم يغيب عالم الأطفال عن عالمها، فمنحته اهتمام، وركزت على مستقبلهم المرسوم بالحرية، ولم تخلو لوحاتها عن مساندة مرضى سرطان الثدى.
وتأتي قضايا الواقع الفلسطيني على رأس اهتماماتها، وخاصة قضية الاعتقال، فرسمت لوحة بالمكياج، للصحفي الفلسطيني محمد القيق، المعتقل لدى قوات الاحتلال، والذي تم الإفراج عنه مايو الماضي.
كللت مجهودها بالاشتراك في المعارض، فشاركت بالمعرض الدولي "طريق إلى القدس"، بالإضافة الى أكثر من 18 معرض شخصي حول مختلف المواضيع التي تشغل الواقع الفلسطيني.
الكاتب
سمر حسن
الثلاثاء ١٩ يوليو ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا