”جين”.. سفيرة السلام التي قضت عمرها مع ”الشمبانزي”
الأكثر مشاهدة
دائمًا ما كانت أفريقيا بأحراشها وحيواناتها المختلفة وشمسها الساطعة، جزء من أحلام البريطانية المولودة عام 1934، ثم جاءتها الفرصة حينما دعتها إحدى صديقتها لزيارة عائلة في كينيا، فأصبحت الفتاة النادلة ذات الأعوام الثلاثة والعشرين، توفر من قوت عملها اليومي لتقم بالرحلة، وخلال هذه الفترة قرأت كل ما طالته يديها عن الحياة البرية والحيوانات.
وهي في القطار لحظة وصولها لأفريقيا، وقعت الشابة في حب القارة السمراء مباشرة، بقطعان الزراف التي شاهدتها من نافذة القطار، لتحدث نفسها غير مصدقة أنا حقًا في أفريقيا.
لم تكن "جين جودال" وقتها عالمة، ولا حتى أنهت دراستها الجامعية، لكن القدر جعلها تتعرف إلى عالم الأنثروبولوجي والحفريات "لويز ليكي" وتعمل كمساعدة له.
أحبت قرود الشمبانزي لقربها من سلوكيات البشر، لكن الخبراء الإنجليز كانوا يتسألون كيف تحيا شابة وحدها في أحراش أفريقيا، ولذلك لم تسمح الدوائر البريطانية في المستعمرات لها بأن تذهب وحدها إلى محمية القرود، فأتت أمها في زيارة لدعمها.
بدأت تذهب لمراقبة القرود الخجولة من بعيد وبواسطة منظار، إلا أن اعتادت وجودها فتقدمت نحوهم خطوة، وسبقت الجميع في أن أطلقت اسم بشري على احد القرود بعد أن كانت المعاملة تسير وفق الأرقام، لأن العلماء لم يفضلوا إدخال العواطف الإنسانية إلى الأبحاث، لكنها أصرت معاملاتهم كأفراد وجعلته طريقها لفهم سلوك الشمبانزي.
عاشت وسط القرود ما يقارب النصف قرن، واكتشفت لديهم أفضل الخصائص البشرية، مثل الحب والغيرة. فقد وجدت حالة أحد القرود الذكور الذي تبنى قردًا صغيرًا من دون أن يكون ملزمًا بذلك.
هي الآن تبلغ من العمر الثانية والثمانين وقد اختارتها الأمم المتحدة كسفيرة للسلام، كما أنها مؤسست معهد جين جودال و برنامج الجذور والبراعم، وكذلك اهتمت بقضايا الرفق بالحيوان وأنشئت مشروع حقوق غير البشر. "Nonhuman Rights Project"
الكاتب
ندى بديوي
الأربعاء ١٠ أغسطس ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا