زينب العقابي: إعاقتــي هي من تجعــل لحيـاتي نكهــة يفتقــدها الكثيــرون
الأكثر مشاهدة
في كثير من الأحيان تقودنا صورة للبحث عن هوية صاحب أو صاحبة الصورة، لما تحمله تلك الصورة من علامات انبهار وعناصر غرابة، ومن إحدى الصور التى أثارت شغف مشاهديها، صورة فتاة تٌرسم ملامحها بابتسامة عريضة، ترسل من خلالها رسالة تفاؤل لكل من يشاهدها، ومن يراها يظن في الوهلة الأولى أن صاحبة الصورة لا تعاني من أية مشاكل، ولكن عندما تنتقلي بنظرك إلى أسفل الصورة تجدي فتاة مبتورة الساق مستخدمة طرف آخري صناعية، وخلفها لافتة مكتوب عليها (كلية الصيدلة)، فهي (زينب العقابي) التي اثبتت للجميع أن الإعاقة ليست فى الجسد ولكنها في ضعف الإرادة.
فتاة عراقية، من مواليد أغسطس عام 1990، لم تفلت من ويلات الحرب والانفجارات التي شهدتها الأراضي العراقية، ففي عام 1997، تعرضت لحادث انفجار بالقرب من منزلها في بغداد، وفقدت ساقها عقب ذلك،استخدمت لأول مرة على ساق اصطناعية في سن السابعة.
واتخذت من الطرف الصناعي قوة ونحت العجز دائما وسارت في طريق حلمها، حتى تخرجت من كلية الصيدلة
وواجهت "زينب" الإعاقة بالتحدي، وانشأت صفحة على الفيس بوك تحت عنوان "معاق وافتخر" Disabled & Proud تكتب فيها عن يومياتها مع الإعاقة وتشجع فيها المعاقين على تخطي الصعاب، حيث تقول في إحدى كتاباتها: "اختلافي هو ما يميــزني، وإعاقتــي هي من تجعــل لحيـاتي نكهــة يفتقــدها الكثيــرون".
واستكمالاً لتمردها على الإعاقة، وأيمانها بأن كل شىء ممكن ولا تعترف بالمستحيل فشاركت في ماراثون حول الإمارات العربية السبع بالتعاون مع مؤسسة الجليلة واستمر لمدة 12 يوماً لقطع مسافة 575 كيلومتراً، وكان عائد المارثون الخيري لصالح تأهيل الأطفال من ذوي الإعاقة.
شاركت في العديد من المؤتمرات العراقية والعربية والدولية ففي عام 2014 كانت جزءاً من العديد من محادثات Ted، وعرضت مشروعها الاجتماعي (معاق وأفتخر)، وبدات كلمتها بمقولة " ليست جميع الآلام ألماً، فالكثير منها هو مصدر السعادة"، وانتهت كلمتها "الأعذار ستظل أعذار وحياتك اختيارك أم تعيشها أو تموت قلبك".
وتكليلا لعزيمتها اختيرت عام 2015 سفيرة لشركة Ottobock الألمانية، التي تعد واحدة من أكبر المساهمين عالمياً في مجال الأجهزة الطبية والأطراف الصناعية لذوي الاحتياجات الخاصة.
الكاتب
سمر حسن
الثلاثاء ١٦ أغسطس ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا