ريشما قريشي.. عارضة الموضة في نيويورك التي تشوه وجهها بالحمض

في 2014 عندما كانت بصحبة أختها تزور أقرباء لهن في مدينة أخرى، تعرضت ريشما قريشي، الفتاة الهندية التي لم تتعد السابعة عشر حينها، لحادث اعتداء بالحمض الحارق من قِبل زوج أختها، مما أدى إلى تشوه وجهها، ففي حين كانت تقبل الفتاة على مستقبل حافل تعده لنفسها تحطمت أحلامها بمجرد رؤيتها لوجهها بعد أول عملية تجميل جراحية.

"مجرد رؤيتي لوجهي بعد العملية، لم أصدق أن هذا أنا، وكنت سأقدم على الانتحار" كانت تلك الفكرة التي تسيطر على ريشما بعد الحادث حتى حصلت على الدعم النفسي والمادي، فخضعت لجلسات تأهيل نفسي، كما تمكنت من كسب تعاطف كثيرين قدموا لها المساعدات الخيرية حتى تُجري عمليات جراحية تجميلية كان من المفترض أن تساعدها الحكومة في تحمل تكاليفها.

ريشما قبل الحادث

بعد فترة استطاعت ريشما أن تتخطى المحنة، فرغم استمرار تشوه وجهها نتيجة الحادث، إلا أن حياتها تغيرت بالكامل، ومنحها التأهيل النفسي الشجاعة والمواصلة بحياتها، فقررت أن تفيد غيرها، بالإشتراك بحملة Make Love Not Scars ضد العنف على أساس النوع، التي تهدف إلى زيادة الوعي بخطورة إتاحة المواد الحارقة للعامة، حتى أصبحت الوجه الدعائي للحملة.

وقدمت خلالها عدد من الفيديوهات التي تقدم نصائح خاصة بالتجميل، تنسج معها كيف يمكن للحمض الحارق أن يغير من حياة أخريات ويفقدهن روحهن لا وجوههن وجمالهن فقط؟ كما توضح سهولة الحصول على هذه المواد والتي لا يرتفع سعرها عن نصف دولار، وتطلب ريشما من متابعيها في نهاية كل فيديو أن يقوموا بتوقيع العريضة الخاصة بتفعيل قانون حظر المواد الحارقة للعامة، الذي أصدرته المحكمة العليا في 2013، فتقول حركة Make love not scars أن هناك ثلاث حوادث أسبوعيا بسبب هذه المواد الحارقة وسهولة حصول الجميع عليها، واستخدامهم لها في الانتقام خاصة من السيدات.

ولأن ريشما اشتهرت بقدرتها على النجاة من الحادث، تمت دعوتها لحضور أسبوع الموضة في نيويورك في سبتمبر الجاري وتكون ضمن عارضات الأسبوع، وهي الدعوة التي أبهجتها، خاصة وأنها ستخرج من الهند لأول مرة في حياتها، فتقول "متحمسة للمشاركة بهذا الأسبوع لأخبر قصتي للجميع عسى أن تكون ملهمة لأخريات"، فهي تتمنى أن تكون مصدر أمل لمن تعرضن لهذا الهجوم، مؤكدة أن "الجمال ليس فقط الخاص بالوجه أو الشكل ولكنه نابع من الإيمان الداخلي بنفسك".

يمكنكم متابعة الحملة من هنا.