”منة شاهين”.. سافرت لأكثر من12 دولة وتخطط لزيارة أفريقيا وآسيا
الأكثر مشاهدة
"بعد السفر بقيت متأكدة أنه أقدر أتحمل أي موقف مهما كان صعوبته" هذا أهم ما جنته منة شاهين- حسبما تري- بعد أن استطاعت أن تزور أكثر من 12 دولة بداية من عام 2013 وحتى 2015، متخطية بذلك عواقب لها علاقة بالمجتمع ورفض الأهل وتوفير المال.
فكرة السفر واكتشاف الجانب الآخر من العالم ظلت شغف منة الأول منذ صغرها، فرغم علمها أن عائلتها قد لا توافق على هذه الفكرة إلا أنها لم تتخلَ عنها، وركزت على أن تبني ثقتهم بها وبقدرتها على تحمل المسئولية "لازم أثبتلهم أني أقدر أكون مسئولة عن نفسي"، وتعتقد منة أن كل بنت راغبة في السفر عليها أن تركز على بناء شخصيتها وأن تكتسب مهارات حياتية تجعلها تثق بقدرتها على مواجهة الصعاب، التي قد تتعرض لها في أثناء السفر.
ورغم ذلك تعلم منة أن مسألة إقناع الأهل بسفر البنت وحدها تواجه صعوبة في مجتمعاتنا العربية، لكنها استطاعت أن تحصل على موافقة عائلتها بعد أن أطلعتهم على نماذج لبنات أخريات استطعن أن يسافرن وحدهن، "رفض الأهل نابع من خوفهم وقلقهم على البنت"، واستطاعت منة أن تتغلب على هذا الخوف بخطتها المحكمة وشخصيتها القوية وإلحاحها المستمر.
بدأت منة أولى رحلاتها آواخر عام 2013، فركزت على أن تعمل بجد من أجل أن تجني المال اللازم للسفر، بعد أن جمعت المعلومات الخاصة بأهم نصائح السفر ووسائل المساعدة والمخاطر التي قد تتعرض لها، ثم وضعت خطة محددة تتضمن الدول التي ترغب في زيارتها، وجمعت التفاصيل الخاصة بهذه الدول بدءا من وسائل التنقل والمواصلات والأماكن التي قد تقيم بها، وبحثت عن أرخص رحلات الطيران، وعزمت أمرها.
تكلفت رحلتها الأولى، التي كانت لسبع دول منهم (فرنسا، هولندا، إيطاليا، النمسا)، ما يقرب من 15 ألف جنيه، شاملة تفاصيل الرحلة كاملة بداية من تذاكر الطيران وحتى التسوق وشراء الهدايا والتذكارات، وهو ما اعتبرته مبلغ مناسب. في الرحلة اكتشف منة نفسها، فالسفر بالنسبة لها كان تجربة كاملة تعرفت خلالها على نفسها من جديد، وعلمت ما تحبه وتعرفت على أناس جدد، وكونت شبكة علاقات لها طبيعة مختلفة تجمع تنويعات البشر الذين قابلتهم.
تحمست منة لخوض رحلة ثانية، وسافرت بعد ذلك مرتين الأولى إلى خمس دول منها (المجر، التشيك، سلوفاكيا)، ورحلة أخرى إلى دول شمال أوروبا شملت اليونان والسويد والدانمارك وبولندا. ورأت في رحلتها فرصة لتشجيع غيرها وكسر حاجز الخوف لديهم، وخاصة البنات، فأنشأت صفحتها على فيسبوك She Travels لتعرض تجربتها والخبرات التي كونتها، ومساعدة المسافرات الجدد "حلمي أنه كل البنات تسافر"، لذلك تسعى منة بالاتفاق مع شركت سياحة لتنظيم رحلات للبنات فقط بأسعار مخفضة.
"السفر بيعلم، كل شخص قابلته عرفني على نفسي، وكل شارع كان ليه قصة وفيه حاجة تتعلميها" وهو السبب الذي جعل منة- على حد قولها- تنجح في عملها، فهي صيدلانية استطاعت أن تصبح مدير إقليمي لشركة صناعة أدوية Multinational، نتيجة الثقافة التي اكتسبتها من خلال رحلاتها، والتي تقوم على تخطي أي عائق، وأنه لا يوجد مشكلة ليس لها حل.
تخطط منة للسفر إلى دول آسيا مثل هونج كونج، تايلاند وفيتنام خلال الأيام القادمة، كما تخطط لزيارة دول أفريقيا بعد شهور قليلة، فهي تمتلك القدرة على التوفيق بين النجاح في عملها والسفر، فالمبدأ الأساسي في حياتها أنها تعمل لتستمتع "أنا بشتغل عشان يكون معايا فلوس اتبسط بيها"، ويسعدها أن ترى فتيات في عمر المراهقة يرغبن في السفر ويرسلن إليها استفسارات عن الرحلات التي قامت بها، وكيف يمكنهن القام بما فعلته؟ وتنشر منة مقالات عن السفر على موقع جريدة الوطن.
الكاتب
هدير حسن
الخميس ٠٨ سبتمبر ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا