عزيزة اليوسف.. سعودية تتحدى ولاية الرجل
الأكثر مشاهدة
"مؤمنة أن الله خلقنا متساوين في الحقوق والواجبات، وأن لافضل لعربي على أعجمي.. لا أؤمن بالقبلية أو الطائفية" هكذا لخصت عزيزة اليوسف رؤيتها للحياة عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، فالناشطة المجتمعية السعودية ترى في عملها بالمجتمع المدني وسيلة لنيل المرأة حقوقها.
اشتبكت اليوسف مع عدد من القضايا الاجتماعية التي تنال من حقوق المرأة داخل السعودية، فالأستاذ الجامعية المتقاعدة من جامعة الملك سعود، والتي استطاعت أن تدرس خارج المملكة في الثمانينات، تعرضت للتوقيف من قِبل الشرطة عام 2013 بعد خوضها تجربة قيادة السيارة بنفسها، "وقتها شعرت بالإهانة ليس بسبب التوقيف، ولكن بسبب إصرار المركز على حضور ولي أمري"، حيث رفضت الشرطة إخلاء سبيلها إلا بعد تسليمها لولي أمرها.
نظرا لإيمانها بقدرة المرأة السعودية على التصدي لتقييدات المجتمع، كانت اليوسف دوما مناصرة ومتحمسة لخوض أي صراعات حتى تكتسب السعوديات مزيدا من الحرية، ويعلم جميع المعارضين أنها تستطيع أن تتولى أمورها بنفسها.
بعد اشتراكها بحملة 26 أكتوبر للمطالبة بالسماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة بنفسها، تقود اليوسف الآن حملة "أنا ولية نفسي" التي تطالب بإلغاء ولاية الرجل على المرأة السعودية، والذي صرحت أنه نظام وضعي وليس شرعي، مؤكدة أنه لا يوجد في الدين ما يجبر المرأة على أخذ إذن الزوج أو ولي الأمر للسفر.
ولاية الرجل على المرأة في السعودية تعني أنه ليس من حقها أن تقوم بأي نشاط دون حصول على تصريح أو إذن من ولي أمرها، الذي قد يكون زوجها أو والدها أو ابنها، ومن أمثلة هذه النشاطات: الالتحاق بالعمل سواء الحكومي أو القطاع الخاص، استخراج الوثائق الرسمية من جواز السفر وبطاقة الهوية، الالتحاق بأي من المؤسسات التعليمية أو البعثات الخارجية والداخلية، وغيرها من النشاطات.
تقول اليوسف "لا يوجد قوانين لولاية الأمر، ولكن الأمر أشبه لاعرف بين الوزارات والهيئات"، فهي ترى تدخل ولي أمر السعودية في تفاصيل حياتها كافة أمر مستحدث على المجتمع السعودي، ولم ينتشر به سوى مع ثمانينات القرن الماضي.
استطاعت عزيزة أن تجمع توقيع أكثر من 14 ألف رجل وامرأة على عريضة تلخص مطالب حملتها، وتم تقديمها إلى الديوان الملكي السعودي، موضحة أن حملتها تلقى ترحيبا واسعا داخل المجتمع، وأنها لن تتوقف يوما عن المطالبة بحقها وبحق غيرها من النساء "سنستمر في المطالبة ومخاطبة السلطات الحكومية، ونشر الوعي بين الناس".
لم تعاني عزيز، كما تؤكد، من نظام الولاية، فقد نشأت داخل أسرة منفتحة، فكان والدها يزرع داخلها القوة على المطالبة بالحق، وسمح لها بالدراسة في الخارج دون إذن منه، كما أنها تتلقى دعما من زوجها وأبنائها.
الكاتب
هدير حسن
الخميس ٢٩ سبتمبر ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا