يارا يحيى.. تطوف العالم وتعتبر السفر مهنتها
الأكثر مشاهدة
"أنتو بتبوظوا البنات، وتشجعوهم على السفر" واحد من أبرز التعليقات السلبية التي تتعرض لها يارا يحيى، عاشقة السفر والترحال، والتي تقدم خبرتها في مجال السفر لكل الراغبات في خوض التجربة مثلها.
بدأت يارا رحلتها مع السفر، في أثناء عملها كمدرسة بميالزيا، حيث اكتشفت أن السفر بغرض الترحال والتعرف على عوالم أخرى ليس بالأمر الصعب أو المكلف، فوجدت أهالي البلد يقومون بزيارة الأماكن التي يرغبون في التعرف عليها خلال إجازاتهم الأسبوعية، ومن وقتها، قررت أن تطوف بلاد العالم وتتعرف عليها في إجازاتها السنوية من العمل.
رحلاتها الأولى كانت في دول جنوب شرق آسيا، التي تعتبرها من أجمل الأماكن في العالم، مثل تايلاند، كمبوديا، فيتنام، ثم قررت بعدها زيارة أوروبا "روحت أوروبا عشان أعرف الناس دي عايشة إزاي؟"، وتخطط لزيارة أفريقيا في نوفمبر القادم، بعد أن طافت أكثر من 25 دولة حول العالم.
اكتسبت يارا معلومات مختلفة حول السفر وطرق التخطيط له والتوقيتات الأفضل، مما جعلها تنشئ صفحتها "هزها وسافر" على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" بغرض عرض تجربتها لكل من يرغب في السفر عبر فيديوهات قصيرة تتراوح مدتها من 5 إلى 9 دقائق "في البداية كنت بأعمل الموضوع لأصحابي، مش متخيلة أنه ممكن الفيديوهات اللي بعملها يشوفها أكثر من 30 الف شخص".
بعد 8 شهور من إنشاء الصفحة، وصل عدد متابعيها إلى أكثر من 70 ألف، وتصل عدد مرات مشاهدة الفيديو الواحد إلى ما يقرب من 40 ألف، مما جعل يارا تنتبه لضرورة فعل ما تحب، فبعد أربع سنوات من العمل بالتدريس في ماليزيا، قررت يارا أن وظيفتها الثابتة، وتتخذ من السفر مهنة لها "هأفضل أسافر وألف العالم كله، واكسب فلوس من الموضوع ده".
استطاعت فيديوهات يارا أن تجذب الرعاة، وتبدأ في التعامل مع السفر كمسيرة مهنية، وعملت على توسيع فريق العمل الخاص بها بعد أن كانت تعمل وحدها على الصفحة كونت، الآن، فريقا من خمسة أشخاص يساهمون في إنتاج الفيديوهات التي تقوم بها، ويعملون معها على محتوى الصفحة، التي تطمح أن تصل إلى كل شخص يبحث عن ملعومة تخص السفر لأي دولة "عاوزة أعمل مرجع لكل البيانات الخاصة بالسفر" وأن تزيد عدد الفيديوهات من 15 إلى ألف، كم تقوم بعدد من الفعاليات حول السفر.
كالعادة، واجهت يارا في بداية طريقها نحو الترحال والسفر مسألة موافقة الأهل، ولكنها تغلبت عليها، واستطاعت إقناعهم "الأهالي بتسيطر عليهم فكرة الخوف من أي حاجة هما ميعرفوهاش" لذا قامت بتوضيح كيف ستتغير حياتها المهنية للأفضل؟ وستتمكن من بناء شخصيتها بشكل أكثر وعيا.
"السفر ربّاني" مصاعب السفر غيرت من شخصية يارا "كنت متدلعة، ولازم أخرج في أماكن غالية، وأطلب أكل معين" موضحة أن سفرها وحدها أو مع مجموعات جعلها تغير من أولوياتها، ولم يعد المظهر الجيد أو ارتياد الأماكن الغالية هو ما يحقق السعادة، كما أن التعرف على شخصيات متنوعة ومختلفة وَلَد لديها قدرة على تقبل الآخر مهما كان "لما تكوني في بلد كل اللي فيها بيبعبدوا الجاموس هتحترمي ده غصب عنك، وتفهمي أن مجرد نملة في بحر".
فقدان الطريق، و"التوهان" يولد رهبة وخوف، ولكن القدرة على مواجهة هذا الخوف والتعامل مع الواقع بطريقة ذكية جعل يارا تشعر بالفخر والثقة في نفسها، وتعتبر يارا بلاد شرق آسيا الأكثر أمانا من بين الدول التي زارتها، حيث لم تتعرض للتحرش أو المضايقات، في حين تم التعامل معها بطريقة عنصرية في أوروبا بمجرد معرفة أنها عربية.
زواج يارا من زوجها سامح، مهندس البترول، منذ ثلاث سنوات لم يوقف حلمها، فزوجها يدعم طموحها ويساعدها على الوصول إلى ما تحلم به "هو متفتح جدا وبيساعدني وأوقات بيسافر معايا، غير أنه مبسوط بيا وبمشروعي".
السفر لمدة تتراوح بين أسبوع وعشرة أيام قد يحتاج إلى التخطيط قبله بما لا يقل عن 3 شهور، تبدأ من البحث والتعرف على طبيعة المكان وأفضل الأوقات لزيارته، والعملة المتداولة وغلاء المعيشة، إلى جانب معرفة طرق النصب المشهورة في هذه الدولة، كلها أمور تعتمد عليها يارا قبل التوجه إلى أي دولة.
إجراءات تجهيز أوراق السفر والتأشيرات وغيرها يجعل السفر إلى أوروبا يعتبر الأغلى، حسبما ترى يارا، حيث تتطلب فيزا "شينجن" شهادات وتعاملات بنكية سارية، في حين تكون الدول التي لا يحتاج السفر إليها إلى تأشيرة أسهل وأرخص مثل بعض دول آسيا، وقد يتكلف السفر إلى أوروبا ما يقرب من 8 آلاف جنيه، تتعاملين بهم في أضيق الحدود، وتستهلكين أرخص الفنادق والمطاعم، رغم أن نفس المبلغ في آسيا يجعلك تقطنين أماكن مرتفعة المستوى، وترتادين مطاعم غالية.
الكاتب
هدير حسن
الثلاثاء ٠٤ أكتوبر ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا